عود لسانك على نطق الكلمات الطيبة 
قال الإمام زين العابدين (عليه السلام):وأما حق اللسان فإكرامه عن الخنى وتعويده على الخير وحمله على الأدب وإجمامه إلا لموضع الحاجة والمنفعة للدين والدنيا وإعفاؤه عن الفضول الشنعة القليلة الفائدة التي لا يؤمن ضررها مع قلة عائدتها. ويعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله حسن سيرته في لسانه ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المصدر:
تحف العقول.
قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام) : إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " رحم الله مؤمنا أمسك لسانه من كل شر فإن ذلك صدقة منه على نفسه " ثم قال عليه السلام: لا يسلم أحد من الذنوب حتى يخزن لسانه.المصدر:
تحف العقول.
كثير من الناس يتعود على ذكر كلمات سيئة وتعابير غير لائقة في اغلب مواقف الحياة.
وهذه ظاهرة منتشرة عند الكثير من الناس على اختلاف طبقاتهم واعمارهم وثقافتهم وحتى تدينهم.
وقد يستشعر الكثير من القراء لهذا المقال ذلك في انفسهم ويعرف هذه الخصلة لديه. 
والبعض لا يكتفي بالسب والشتم والكلمات والتعابير السيئة والبذيئة في المواقف السلبية والسيئة فقط, بل حتى في المواقف الإيجابية والطيبة.
فبدل ان يحمد الله على توفيقه لهذا الأمر او يشكره على التوفيق في الحصول على امر مُعين. تجده على العكس من ذلك يبدأ بمديح هذا الأمر بالسب والشتم والكلمات البذيئة.
وحتى في صيغة المُبالغة تجد الكثير يستخدم عبارات السب والشتم لكي يُعبر عن المبالغة, لدرجة انه كل ما كثرت كلمات السب والشتم وصارت اعمق وابشع, تكون صيغة المُبالغة اكثر صدقاً.
وهذا يدل على انواع الجهل بأن يكون الإنسان اسير لهذا السلوك. قال الإمام علي الهادي (عليه السلام): الجاهل أسير لسانه.المصدر:
الأنوار البهية.
قد يكون سبب هذا السلوك عدة عوامل:
الغضب والعصبية حين يُسيطر على الإنسان يجعل العواطف الشيطانية تُسيطر على لسانه لتطلق ابشع العبارات واقذرها.
الضحك فتوجد فئات تتفنن في كلمات السب والشتم والكلام البذيئ حين تتكلم او تُبالغ في ذكر المواقف, لذلك تشعر بأن هذا السلوك يُعبر عن خفة الدم ويُضحك من حوله به.
تعود اللسان على الكلام البذيئ وذكره, وبسبب هذه العادة اصبح لسانه يلهج بالكلام البذيئ في كل موقف ومُناسبة ومكان.
قد لايكون تغيير هذه العادة سهل وبشكل سريع, ولكن يستطيع الإنسان تغيير ذلك بمراقبة سلوك لسانه في كل موقف. واهم خطوة هي قتل هذه العادة السيئة واستبدالها بالكلام الطيب والذي هو العادة الحسنة. ففي كل مرة وكل موقف تُريد ان تنطق بكلمة سب او شتم او تعبير سيء توقف عن ذلك وتكلم بكلام طيب وعبارات حسنة.
وحساب العداد يختلف حين ذلك.
ففي المواقف الإيجابية والحسنة حين تحمد الله وتشكره فسوف تحصد الحسنات والثواب ويزيدك الله من فضله.
وفي صيغ المُبالغة توجد عشرات الكلمات التي تُعبر عن المُبالغة في كل مواقف الحياة وبذلك لا تكون تصرفت تصرف خاطئ ولم تُغذي عادتك السيئة لكي تتأصل لديك. اما في المواقف السيئة والسلبية قد تستطيع استخدام التعابير الإيجابية وهي ان تدعوا لهذا الشخص بالهداية والتوفيق وبأن يكون شخص جيد ويُغير من نفسه. وتستطيع ان تطلب من الله ان ينتقم منه او تدعوا عليه.
ولكن سلوك السب والشتم قد يدخل فيه افراد لا ذنب لهم حين تذكر امه او اباه بسوء, والبعض يذهب لأبعد من ذلك حين يسب ويشتم بل يقذفه الشخص بأنه ابن زنا.
فهذا اللسان حصان جموح بصاحبه وعلى الفرد ان يروضه ويهذبه. قال الإمام علي (عليه السلام):اللِّسَانُ سَبُعٌ إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ .
لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ وَ قَلْبُ الْأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ .
المصدر:
نهج البلاغة.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
