العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
صادفتُ في محطة القطار غانيه
كأنها رسمتُ بالوجوهِ ريح عاتيه
وقفتُ كي اقول كل شجوي لها
ورأيتُ في عيونها لقولي راضيه
حدثتها والحديث يجري بلا هوادةٍ
كأنه الشعر موزوناً تراقصه قافيه
أشرعت بحججٍ علها تطيل الوقف
وأعرف ان الحُججِ بحضورها واهيه
فأنبرا الحرف من شفتيها كأنه المذاق
وقالت صه ، فكلامك يُنبئُ عن داهيه
رأيتُ وقد تلألأ في عيونها ندرُ مجونٍ
قرأته قبل ان تقولهُ شفتيها وهي حانيه
صُفت من عسلٍ او إنها تعلوه طعامةً
ولو أبصرتها لنظرت الشمس والحاميه
وبأوداجها رقراق الماء ينساب قد تراهُ
كما بأوديةٍ ينساب خريره او في ساقيه
في وجنتيها ألف ديوان شعرٍ قد تغزل
وبالكحلِ عيوناً ترى غير عيونها باكيه
مالمسافة بيني وبينها إلا نحو خطوةٍ
ظننتني إني في دفئها قد نمت داعيه
تُنسيك أنك أبن دهرٍ قد أهدر عمره
بقدِ فاتنةٍ وشبيهة ودقٍ ونهدُ جاريه
فحين استطاب لها الحديث سألتني ياذا
من أين لك هذه الحروف وما هي الاتيه
قلت وهل يؤتى في الزمانِ كمثلكِ إنثى
وفيها الصفات كأنها لُخصت بعنق أنيه
ازدحمت الافكار في رأسي ولم أرد
ان أستعجل الوقت فهي كالألغازِ خافيه
وحين هممتُ للرحيل أصطكت أسنانها
وزمجر نمرها ظننتُ إن القيامة لي أتيه
فتسمرت اقدامي ولم يكُ معها غيري
أنت من أذن لك ان تلامس قلب غانيه
قلتُ وتأتأةً في فاهي كأني أبن اربعةٍ
هذا الذي منك رأيتهُ كأحلامٍ عني نائيه
لا المنى ولا الخيال وكذاك الاحلام
لم تحمل لي يوماً كحُسنكِ أيتها الغانيه
بقلمي من مكتبتي
العـ عقيل ـراقي