ابو مناف البصري
المالكي
فرهود سوق الهنود في البصرة سنة 1941
ما أن اقتربت الساعة من السابعة صباحاً ، حتى سحب حاكم البصرة (الميجور للويد) مسدسه وأطلق النار على قفل أحد المحلات ليبدأ الفرهود كما حصل في العام 1991 و أيضا الفرهود الأخير التي خطط له الامريكان عام 2003 .!!!
كان الاضراب والتظاهر قد عم أسواق البصرة صبيحة السابع من أيار 1941 ، فأوصدت المحلات التجارية أبوابها احتجاجاً على قرب دخول القوات البريطانية الى البصرة ، واستمرت المظاهرات تجتاز شارع الساحل متوجهة الى الكورنيش وهي تهتف وتستنكر وترفع اللافتات ضد تلك القوات الغازية . وعند مدخل سوق الهنود وقف (الميجور للويد) برفقة الترجمان الخاص به ، وقد بدا عليه القلق ناظراً الى ساعته بين الحين والآخر ، فقد كان ينتظر وصول القوات البريطانية الى المدينة . وما أن اقتربت الساعة من السابعة صباحاً حتى سحب حاكم البصرة (الميجور للويد) مسدسه وأطلق النار على قفل أحد المحلات قائلاً للمترجم أن يصرخ بكلمة (Loot) بمعنى فرهود ! وما كاد المتظاهرون والسابلة يسمعون كلمة الفرهود حتى توقفوا عن التظاهر وراحوا يكسرون أبواب المحلات المغلقة وينهبون ما فيها ، ولم تمض لحظات حتى انفرطت المظاهرة وتحول سوق الهنود الى فوضى وسلب ونهب . وفي تلك اللحظات تدفقت القوات البريطانية لتأخذ طريقها ؛ الأول باتجاه ميناء المعقل والثاني باتجاه فلكة أسد بابل . وبعد ان استقرت القوات في مراكزها أعلن عن منع التجوال فانفرط عقد الفرهود بعد ان نهبت الجماهير (الغاضبة المناضلة) كل شيء تقريباً !
في اليوم التالي أبلغ الميجور المترجم بالذهاب الى سوق الهنود لرفع أسماء المتاجر المتضررة . ويذكر المترجم حميد علي قائلاً : وعندما علم أصحاب المحلات بمهمتي حتى راحوا يبالغون في تقدير الخسائر ، حتى ان أقيامهم وصلت الى 160 الف دينار . وكنت خائفا من أن يتهمني الميجور بالمبالغة في التقدير والتزوير لأنني كنت عارفاً بأن أي دكان لم تزد موجوداته عن 100 دينار ، وحين قدمت قوائم الاضرار الى الميجور وقعها بلا تدقيق قائلاً : من أغرب خصائص شعبكم عدم تقديره للمواقف ، فأنا وقعت ما قدمته لي رغم معرفتي بأنها غير صحيحة ولكننا اشترينا بهذا المبلغ التافه سلامة جنودنا فالجندي البريطاني في حال مقتله يكلفنا اكثر من 20 الف باون ، ونحن نعرف بأننا سنسترجع المبالغ التي دفعناها بطرق أخرى من جيوبكم !!