ابو مناف البصري
المالكي
رمضانيات (17) :
قالها علي (ع) :
فزتُ وربّ الكعبة
نعم..
فزتَ يا أبا الحسن وربّ الكعبة.
فزتَ ورحلت عن هذا العالم وليس في وجودك شيء غير الله..
رحلت عن هذا العالم عزيز النفس ، طاهر الذيل، لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلوّث الدنيا أثواب طُهرِك بأدرانها..
فزتَ وفاز الحقّ الذي يدور معك حيثما دُرت، وخسر باطل من عاداك وظلمك وإغتصب حقّك..
فزتَ وإنتصرت قيّم الحبّ، والفضيلة، والجمال، والإيمان الصادق بالله تعالى، التي كانت شعارك ودثارك، وإنهزمت أمام جمال روحك، وطهارة نفسك، وسلامة فكرك كلّ فلول الكره، والرذيلة، والقبح، والكفر والنفاق..
فزتَ .. يا من عشت في هذا العالم غريباً، ورحلت عنه غريباً، وهذا هو حال
" من سبق عقلهُ زمانه "، وإبتعد محتوى عالمه الداخلي عن محتويات عوالم أبناء عصره مسافات نفسيّة وفكريّة وروحيّة لا منتهى لها ..
فزتَ.. يا من لم تجد لعلمك حَمَلة، وعاصرت الأجلاف الرِعاع الجهلة، الذين حُرِموا وأتباعهم وذراريهم، ومُعتنقي فكرهم ،والمُنتهجين نهجهم العقدي والفكري والسلوكي السقيم في كلّ عصر وزمان، من بركات وجودك - بسوء إختيارهم - وجهلهم بقدرك وعظيم شأنك عند ربّك، فملأوا قلبك الطاهر قيحاً، وشحنوا صدرك الواسع سَعة الكون غيظاً..
فزت فوزاً عظيماً بإلتحاقك بربّك، وعودتك الى عالمك الحقيقي جوار هذا الربّ، الذي لم يعرفك إلّا هو وأبن عمّك..
رحلت ورحلت معك علومك ومعارفك التي ظلّت حبيسة صدرك، ولم يطلبها طلباً حقيقيّاً ليستفيدوا من عظيم بركاتها، وجليل معطياتها، أبناء جيلك، بل أبناء كلّ الأجيال بعدك..
رحلت عن هذا العالم بالألم الذي عشعش في نفسك وروحك، ورافقك لشفافيّة روحك وسلامة قلبك، طيلة فترة وجودك المبارك في هذا العالم،الألم الذي طالما ألجأك إعتزالهم، والإنفراد عنهم، وأن تهيم في الصحراء، وتدسّ رأسك الشريف في حلقوم البئر، وتدعو ربّك ببكاء ونشيج ونحيب، وتشكو له حزنك وغربتك ووحدتك، وتبُثّهُ همّك،وتشتكيه ما أهمّك، وأقضّ مضجعك، وأسهر ليلك،الألم لما كان وما هو كائن وما سيكون عليه أبناء الأمّة من سوء أحوال، وسيء فِعال، وسقم فكرٍ، وغفلة نفسٍ، وسُبات روحٍ، الألم والتأسّف والحسرة والشفقة على أناسٍ حرموا أنفسهم لضعف عقولهم، ومرض نفوسهم من الرحمة الإلهيّة الكبرى، والنعمة الربانيّة العظمى، مجسّدة بشخصك الشريف، الممتلئ علماً، ومعرفةً، وإيماناً وتقوى، وطهارةً، ونقاءاً، وجمالاً إلهيّاً، وحُسناً ربانيّاً.
إلهي.. بغربة علي(ع).. وبوحدة علي.. وبظلامات علي..
وبحقّه وقدره عندك.. إلهي.. بمصاب علي(ع)..
وفقنا لمعرفة علي(ع)..
أجعلنا من العارفين بقدر علي (ع)..
تفضّل علينا بتوفيقك وسدادك للكون دائماً وأبداً في الصفّ الذي فيه علي بن أبي طالب(ع)..
.. ياأرحم الراحمين..
الشيخ مهدي عاتي المالكي..
قالها علي (ع) :
فزتُ وربّ الكعبة
نعم..
فزتَ يا أبا الحسن وربّ الكعبة.
فزتَ ورحلت عن هذا العالم وليس في وجودك شيء غير الله..
رحلت عن هذا العالم عزيز النفس ، طاهر الذيل، لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها، ولم تلوّث الدنيا أثواب طُهرِك بأدرانها..
فزتَ وفاز الحقّ الذي يدور معك حيثما دُرت، وخسر باطل من عاداك وظلمك وإغتصب حقّك..
فزتَ وإنتصرت قيّم الحبّ، والفضيلة، والجمال، والإيمان الصادق بالله تعالى، التي كانت شعارك ودثارك، وإنهزمت أمام جمال روحك، وطهارة نفسك، وسلامة فكرك كلّ فلول الكره، والرذيلة، والقبح، والكفر والنفاق..
فزتَ .. يا من عشت في هذا العالم غريباً، ورحلت عنه غريباً، وهذا هو حال
" من سبق عقلهُ زمانه "، وإبتعد محتوى عالمه الداخلي عن محتويات عوالم أبناء عصره مسافات نفسيّة وفكريّة وروحيّة لا منتهى لها ..
فزتَ.. يا من لم تجد لعلمك حَمَلة، وعاصرت الأجلاف الرِعاع الجهلة، الذين حُرِموا وأتباعهم وذراريهم، ومُعتنقي فكرهم ،والمُنتهجين نهجهم العقدي والفكري والسلوكي السقيم في كلّ عصر وزمان، من بركات وجودك - بسوء إختيارهم - وجهلهم بقدرك وعظيم شأنك عند ربّك، فملأوا قلبك الطاهر قيحاً، وشحنوا صدرك الواسع سَعة الكون غيظاً..
فزت فوزاً عظيماً بإلتحاقك بربّك، وعودتك الى عالمك الحقيقي جوار هذا الربّ، الذي لم يعرفك إلّا هو وأبن عمّك..
رحلت ورحلت معك علومك ومعارفك التي ظلّت حبيسة صدرك، ولم يطلبها طلباً حقيقيّاً ليستفيدوا من عظيم بركاتها، وجليل معطياتها، أبناء جيلك، بل أبناء كلّ الأجيال بعدك..
رحلت عن هذا العالم بالألم الذي عشعش في نفسك وروحك، ورافقك لشفافيّة روحك وسلامة قلبك، طيلة فترة وجودك المبارك في هذا العالم،الألم الذي طالما ألجأك إعتزالهم، والإنفراد عنهم، وأن تهيم في الصحراء، وتدسّ رأسك الشريف في حلقوم البئر، وتدعو ربّك ببكاء ونشيج ونحيب، وتشكو له حزنك وغربتك ووحدتك، وتبُثّهُ همّك،وتشتكيه ما أهمّك، وأقضّ مضجعك، وأسهر ليلك،الألم لما كان وما هو كائن وما سيكون عليه أبناء الأمّة من سوء أحوال، وسيء فِعال، وسقم فكرٍ، وغفلة نفسٍ، وسُبات روحٍ، الألم والتأسّف والحسرة والشفقة على أناسٍ حرموا أنفسهم لضعف عقولهم، ومرض نفوسهم من الرحمة الإلهيّة الكبرى، والنعمة الربانيّة العظمى، مجسّدة بشخصك الشريف، الممتلئ علماً، ومعرفةً، وإيماناً وتقوى، وطهارةً، ونقاءاً، وجمالاً إلهيّاً، وحُسناً ربانيّاً.
إلهي.. بغربة علي(ع).. وبوحدة علي.. وبظلامات علي..
وبحقّه وقدره عندك.. إلهي.. بمصاب علي(ع)..
وفقنا لمعرفة علي(ع)..
أجعلنا من العارفين بقدر علي (ع)..
تفضّل علينا بتوفيقك وسدادك للكون دائماً وأبداً في الصفّ الذي فيه علي بن أبي طالب(ع)..
.. ياأرحم الراحمين..
الشيخ مهدي عاتي المالكي..