أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

فضيحة عماد الشاوي.. وضع النقاط على الحروف

إنضم
18 يونيو 2015
المشاركات
12,855
مستوى التفاعل
5,167
النقاط
113
العمر
64
الإقامة
العراق
فضيحة عماد الشاوي.. وضع النقاط على الحروف
نعمه العبادي

أدهشت وأزعجت وآلمت حادثة عماد الشاوي عميد كلية الحاسوب في البصرة جميع أطياف الشعب العراقي لكونها حدثا يتصل بالمؤسسة التعليمية من جهة وعملاً هابطاً ومخجلاً ودونياً يرتبط بقضية استغلال النساء وتحديدا الطالبات في الجامعة من جهة أخرى، ومما يؤسف له (كالعادة) يتم اخراج الحدث من سياقه الطبيعي وحقيقته الى فضاءات اخرى، حيث يستغل الحدث بطريقة ليست اقل دونية من الحدث ذاته، فهذه مواقع التواصل والمنشورات تضج بأخبار الحادثة (على طريقة فورة اللحظة التي ستغيب حال ظهور حدث آخر)، مرة تضع الحدث في اطار صراع سني - شيعي، ومرة في اطار حكومة - ومعارضة، ومرة في اطار الفصائل والاطار - اتجاهات مضادة، وهكذا، وكل هذا التزييف يضر بما ينبغي فعله تجاه الحادثة، لذا ينبغي التأكيد وبصرامة على التعريف الدقيق للحادثة فإنها: (مثال قبيح ومقزز لإستغلال المنصب والوظيفة لتحقيق اغراض دونية من قبل شخصية غير مناسبة ومؤهلة لموقعها وغير محترمة، وهو سلوك فردي يمثل شخوصه، ولا يعكس صورة المؤسسة التي حدثت فيها، وهي حدث لها نظائر واشباه حدثت وتحدث في كل يوم وبأشكال مختلفة في مختلف القطاعات، وهذا لا يهون او يقلل من قبح الحدث ودونيته، وهو حدث له مسبباته واوضاعه التي سنشير إليها في سياق هذا المقال)، ومن اجل ان لا نكون جزءا من صراخ فوضوي غير منتج، ولا يشكل حالة ردع حقيقية، ولكي نكون في الموضع الصحيح فيما يتعلق بهذا الحدث، اشير الى الآتي:

- ان قضية ابتزاز النساء واستغلالهن في سوق العمل وفي المؤسسات التي فيها حالة احتكاك واختلاط ومصالح متبادلة، بل في الفضاء العام، حالة قديمة جديدة، موجودة في عراق ما قبل 2003 وما بعده، بل في العراق وخارجه وبنسب متفاوتة، حتى في امريكا والغرب (رغم ان موضوع العلاقات والجنس محلول هناك)، ولكم ان تتذكروا فضائح التحرش الجنسي في البيت الابيض والجزيرة سيئة السمعة التي يتم فيها استغلال القاصرات، وهكذا قائمة الفضائح تطول وتعرض، نعم نتيجة لانتشار الاعلام وسهولة توثيق الوقائع فإن الامر اصبح اكثر وضوحا، إذ لا تزال النساء تعاني بشكل كبير من تحديات سوق العمل واخلاقيات الفضاء العام.

- في ذات السياق، فإن مسألة تاثير العلاقات العاطفية والجسدية معروف وملحوظ (قديما وحديثا) في الاوساط التعليمية وخاصة في الجامعات، وكل من عرف الجامعة (استاذا او طالبا) في جعبته عشرات الحوادث المتعلقة بهذا التاثير في موضوع النجاح والرسوب ومنح الدرجات، وطريقة التعامل، وحتى في اشراف الدراسات العليا وطريقة مناقشة الرسائل والاطاريح، وهو امر موجود بشكل شائع في شرقنا ودول العالم الثالث، بل للدقة في كل دول العالم بنسب مختلفة، والامر يتعلق بطبيعة البيئة ونظام الدولة وحدود الحريات فيها، ومكررا ان هذا الشيوع لا يقلل من قبح الفعل.

- مما يؤسف له، ان حالة تكاد ان تكون ظاهرة، تزايد وجودها بعد عام 2003، تتمثل في استقطاب مكاتب المسؤولين والنافذين في كل مؤسسات الدولة ومن قبل مختلف الدرجات لعنصر نسوي خاص على اساس الشكل ومدى قبولهن لاقامة العلاقة وحرية التعامل والحديث معهن، فضلا عن الذهاب بعيدا في هذه العلاقات، ويمكن لكم جميعا ان تقدموا مئات الامثلة على هذا الاساس (طبعا نؤكد ونشدد على استثناء طاقات نسوية نزيهة ومحترمة ومحتشمة يتم استقطابها لكفاءتها وخبرتها ونظافتها وهي خارج اطار هذا الحديث)، لكن المؤسف،ان الحالة العامة خلاف ذلك، فقبل سنوات دخلت الى مكتب رئيس جامعة حديثة، فوجدت فيه ممن حسبتهن في مكتبه الخاص قرابة (١٢) موظفة، وفيهن من حملة شهادة الدكتوراه، حتى ان المكان مزدحم جدا بهن، ورأيتهن يتبادلن الدخول عليه دفعة بعد دفعة، وهذا الحال موجود في معظم المؤسسات والدوائر، ومن المؤكد موجود في دول اخرى بأشكال مختلفة.

- ايضا في ذات السياق، لا يقف تاثير هذا الواقع عند حدود العلاقات العاطفية والجسدية، بل له ضرائب تتعلق بالمحاباة في (اسناد المناصب، الايفادات، الشكر والتكريم والمنح والهدايا، الموقف من انجاز العمل، استغلال المؤسسة لمصالح خاصة، الرشوة، الفساد المالي والاداري،... الخ)، فلا حصر لقائمة الاثار والسلبيات التي خلقها هذا الوضع على المؤسسة والدولة والمجتمع.

- ان هذا الواقع يشجعه ويحفزه ويغذيه وضعا مخجلا ومؤسفا ومرفوضا لطريقة اللبس والمكياج والعطور واداب الحديث التي يظهر فيها (عدد غير قليل من الموظفات والطالبات وحتى المراجعات للدوائر)، ومكررا اشدد على ان هذا الامر لا يشمل ولا يخص المحترمات والنزيهات والفاضلات من النساء في سوق العمل والدراسة والفضاء العام (وهن كثر)، فمما يؤسف له، وفي ظل تصاعد مركزية الجسد على حساب علو الروح والمعنى، هناك استعراض للازياء والعطور والمكياج اليومي في الدوائر والجامعات، فالمنظر مغري ومثير ويفتح شهية النفوس الضعيفة، بل هناك قصدية للاثارة والتاثير من خلال الكلام والملبس والحركات على المسؤول ورئيس العمل والاستاذ...، وان المأساوي في الامر (تفاخر عدد غير قليل من هؤلاء النساء بتاثيرهن عبر اجسادهن في مسار الامور والتحدث بذلك علنا وبلا خجل، كما ان هناك هبوطا عجيبا في غيرة الرجال وحميتهم على اعراضهم، إذ يوصل الزوج والاخ والاب والابن ذويهم من النساء الى العمل او الجامعة والمدرسة وهن بثياب ومكياج وعطور واوضاع واضحة الاثارة ومفضوحة، ويعلمون جيدا، ان هذا الوضع سوف يعرضهن للتحرش والاثارة قطعا) إلا ان الفهم الخاطئ لمفهوم الحرية، والسكوت تحت مسوغ استغلالهن ماديا والانتفاع من رواتبهن مقابل الصمت على ملبسهن ووضعهن، وتراجع مكانة الرجل في اسرته، وتشجيع العهر والمجون، جعل المعظم يرى ويسكت (ويسوي نفسه ما يشوف) .

- ان هذه الحالة وغيرها ليست منفصلة ومقطوعة عن السياقات التي اشرت اليها، لذلك لا حديث عن علاجات جزئية ووقتية ناجعة، بل لا بد من مقاربة الموضوع من زاوية (حدود الحاجة والضرورة لوجود المرأة في سوق العمل والفضاء العام، محددات وشروط ومواصفات منح المناصب واسنادها، التعليمات والشروط التي يجب مراعاتها في شكل ونوع الملابس والازياء في سوق العمل والجامعة وكل المحافل العامة والتشديد بشكل صارم على هذا الموضوع، تشجيع ونشر نماذج الفضيلة والعفة والحالات الايجابية، اخذ الرجال لدورهم ومكانتهم واستشعارهم للحياء والغيرة على اعراضهم وبيوتهم وتحملهم للمسؤولية العائلية وتلبية حاجات اسرهم، المراقبة الدقيقة والعميقة لهذه المظاهر من خلال منظومة ذكية ونزيهة وصارمة، اتخاذ قرارات واحكام رادعة وصارمة تمثل نماذج ردع مؤثرة، اشاعة جو الفضيلة والعفة والتشجيع عليه ودعمه وتوسيع دائرة التعاطي معه خاصة في الاعلام والمناسبات العامة، مركزية الاجراءات التي تعكس بشكل واضح نظر الدولة وتوجهها في حماية المجتمع ورعاية حقوقه).

ان هذه الحزمة من الاجراءات التي يتكامل بعضها مع البعض الآخر كفيلة بأن توجد تغيرا عميقا في واقعنا، فأتمنى من الجميع (وكل حسب موقعه ومسؤوليته) ان يقوم بدوره في حدود الجزء الذي يتعلق به، وخاصة أولياء الامور والسادة المسؤولين، وان توسيع نشر هذه الافكار والتركيز عليها، يدخل ضمن قائمة المعالجات الناجعة.
#نعمه_العبادي
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,259,666
مستوى التفاعل
46,655
النقاط
113
شكرا للجهود المبذولة
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,259,666
مستوى التفاعل
46,655
النقاط
113
شكرا للجهود المبذولة
 

الرااااكد

Well-Known Member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
298,366
مستوى التفاعل
27,053
النقاط
113
طرح جميل
سلمت يدااااك دمت
بخيرر
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )