العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
وكل أيامي الحمقى واليوم أجر اذيالها
لا مسكٍ بها سوى إني رأيت مناهلها
من ألفٍ ونيفاتٍ مروا كأنهن الامس
حين علا أبن الزنا صدر سيدُ أسيادها
ووقى بصدره أبن البتول أسلام الرسالاتِ
فساقوا بنات علياً وأرادوا بالسوقِ إذلالها
فكالت لهم بدل الصاعِ بالشيمُ لهم صاعين
أبنةُ من كالهم بالسندرا فيكفيها هذا فخرها
أطلُ على باب الساعةِ لم أره ينظرها
وهي متعوبةً بفقدهِ وأيتامهِ وسلاسلها
وسجادُك مكبلاً وقد ادمى القيد معصمهُ
وعينهُ على عمتهِ وكيف تسحب أذيالها
وصغارُكَ كالفصائلِ بأثر الخطى تخطوا
كرهطٍ يجثوا تارةً وتارةً يصحوا بأسوطها
وبعضهم تحت السنابكِ الخيلِ فقد وئدوا
وكريمةً لك في خرائب الشامِ بان شموخها
منجى لأي قاصدٍ عُسرت عليه المطالب
باب الحوائجِ الى الله كأنها تشابهُ عمها
ومن فرط جهالتهِ دَعَا لمجلسه لبوة حيدرا
ظناً منه انها مكسورةَ الشكيمةِ بفقد أخوتها
ومريضاً لا يقوى على الحِراكِ ومجزوعاً
لم يعلم من كفهِ الجود يفيض للخلق عرفانها
يسوقهُ القيد ، وساق القلوب لهيبتهِ والجلال
كجدهِ عليٍ إذ صال بالحربِ وجندل شجعانها
فَخرَ ابن مَن لا أعرف نسبهُ وكيف يُنسبَ
بمَن حولهِ من الرعاعِ كأنه لزينبٍ سيذلها
لعبت هاشمُ ذاك قولهُ متفاخراً بقتله الحُسين
فإذا بزينب كأمها لاثت لثورة والدفع خمارها
كيد كيدك فتلك الجباهُ ناصعاتٍ رغم الدما
مخضب الشيبِ تُرفعُ لله هيبتهِ وعناوينها
فلا نكثُكَ الشفاهِ متشفياً يقللُ يوماً من عزهُ
فقد أعزهُ الله حسباً ونسباً وللبرية شفيعها
ياأبن مَن لفظت الاكبادِ ليس بمزحزحٍ
ستصلى النار وهناك لهندٍ حتما ستلقاها
أنا بنتُ العلا علياً وأمي البتول الكوثرُ
لا أنالك الله يوم الورودِ عذبها وزلالها
فمهلاً مهلاً لا تطش جهلاً ياأبن الطلقاء
فما ظنُك بأخذ الارض علينا بأقطارها
فما أيامُك إلا نزراً وساعاتك بها عدد
فأين شيوخك ببدرٍ إذ شهدوا خورها
فلم يبقى منهم إلا صليلاً تراكم ببدرٍ
والى يوم القيامةِ سيبقى رنين صوتها
فمثلُك لا يرقى لشسعُ نعلي وإن شطح
ومثلي لا تطرقُ عند أمثالُك ياذا رأسها
أشتان بين يومك هذا والامس فلا وربك
على الناصعات الجيوب منا الصبر منوالها
نلوثُ خماراً بالعفةِ والظلُ لنا بالستر ندفنهُ
بناتُ فاطم وما ادراك مافاطم عالي شأنها
سنلوي زمام الامور والناقةُ ستسري بنا
حيث نشأ ياذا وطريق كربلاء ذاك طريقها
وقف أنتَ ومن ذريتُك لقطع تلك الطرقِ
سيملأها محبينا ليلاً مشياً وكذاك نهارها
لا أنت وسلطانُكَ سيبقى ولا نباح كلابك
وسيرفع اللهُ بنا منائراً ونحنُ سنخلدُ أذانها
04/04/2021
العـ عقيل ـراقي