أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

فلسفة أُميّة النبي

إنضم
18 يونيو 2015
المشاركات
13,594
مستوى التفاعل
5,804
النقاط
113
العمر
65
الإقامة
العراق
فلسفة أُميّة النبي
------
لقد وقف المجتمع الجاهلي والأُميّ موقف المتحيّر والمتعجّب أمام المعجزة الخالدة والآية العظمى للرسول الأكرم«القرآن الكريم»، لأنّهم لم يكونوا يصدقون أنّ اللّه سبحانه وتعالى سيوحي إلى إنسان منهم بذلك الكتاب العظيم، وتلك الرسالة الباهرة التي يرشدهم فيها الرسول إلى الهدى ويحذرهم من طريق الضلال والانحراف، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم في الآية المباركة التالية:
(أَكانَ لِلنّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُل مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النّاسَ وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْق عِنْدَ رَبِّهِمْ...) .
ولذلك سعى المجتمع الجاهلي لتوجيه تلك المعجزة الخالدة «القرآن الكريم» بصورة يفصلها عن عالم الغيب وعالم التعليم والهداية الإلهية ولقد ذكروا في هذا المجال العديد من التفسيرات والتحليلات الواهية النابعة من وهمهم وخيالهم الواهي.
وقد أشار القرآن الكريم إلى نماذج من تلك الخيالات الواهية والأفكار الساذجة في عدد من الآيات نشير إلى بعضها قال تعالى:
(وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاّ إِفْكٌ افْتَريهُ وَ أَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاءُوا ظُلْماً وَ زُوراً).
وقال تعالى أيضاً حاكياً تلك الخيالات الباطلة: (وَقالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً).
ففي هاتين الآيتين إشارة إلى نوعين من التهم التي أُلصقت بالنبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وهي:
1. انّ هذا الكتاب (القرآن) لم يكن من لدنه سبحانه وانّما هو من اختراعات النبي وتنظيمه ونسبته إلى اللّه، وقد أعانه على ذلك العمل قوم آخرون(إِنْ هذا إِلاّ إِفْكٌ افْتَريهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ) .
2. إنّ هذا الكتاب (القرآن) إنّما هو في الواقع من إملاءات أصحاب الكتب السماوية السابقة حيث كان أحبار اليهود وقساوسة النصارى ـ حسب هذه التهمة ـ يملون على النبي أفكارهم بكرة وأصيلاً، وبالنتيجة فإنّ هذا الكتاب لا يمثل عملية الوحي والبعث من قبل اللّه للنبي الأكرم.
إنّ هذه الآيات وغيرها من الآيات الأُخرى المشابهة لها تحكي لنا سعي مشركي مكة وجهودهم الحثيثة في تصوير القرآن بأنّه نتاج عقل الرسول وانّه مترشح من ذهنيته وخياله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ والسعي لإقناع الآخرين بتلك التهم الواهية التي ألصقوها بالرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، ومن تلك التهم أنّه استعان في تنظيم القرآن بالكهنة و...
أو انّ القرآن مأخوذ من العهدين وغيرهما من الكتب.
ولقد تصدى القرآن الكريم للردّ على تلك التهم الواهية والأكاذيب الباطلة وبيّن زيفها وركاكتها بصورة إجمالية.
حيث قال سبحانه: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمواتِ وَ الأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحيماً).
إلاّ أن القرآن و في سورة العنكبوت قد تصدّى للردّ على هذه الأفكار السقيمة بصورة مفصّلة وبضرس قاطع حيث خاطب اللّه النبي الأكرم بقوله سبحانه: (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتاب وَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتابَ الْمُبْطِلُونَ) .
فلو كان النبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في فترة صباه قد تعلّم القراءة والكتابة وأنّه قد سعى إلى الكتاتيب ودور التعليم كباقي الصبية الذين حضروا تلك الدروس وتعلّموا القراءة والكتابة، فهل ياترى يكون بإمكانه أن يصرح بعد نزول الوحي عليه وفي مجتمع يعرف كلّ خصوصياته بهذه الآية التي تنفي عنه القراءة والكتابة ويناديهم وبصوت عال أيّها الناس أنّكم تعلمون أنّني لم أقرأ ولم أكتب أبداً، فكيف جاز لكم أن تنسبوا مضامين آيات القرآن الكريم إلى الكتب الأُخرى؟!
لا ريب أنّ المتكلّم عندما يقول :«ما جاءني من أحد» فإنّ لفظة «من» زائدة جيء بها لتأكيد عموم النفي بمعنى أنّه لم يأت إليه أيُّ إنسان أبداً، وأمّا إذا قال: «ما جاءني أحدٌ» ففي هذه الجملة من الممكن أنّه قد جاءه شخص أو شخصان إلاّ أنّ المتكلّم ـ ومن باب المسامحة ـ لم يحسب هذا المجيء، ولذلك تقوم العرب ولنفي هذا الاحتمال وتأكيده بوضع كلمة «من» قبل الشيء المنفي فتقول «ما جاءني من أحد».
ومن الواضح أنّ الآية الكريمة جاءت مطابقة لتلك القاعدة البلاغية حيث استعملت كلمة «من» في قوله تعالى: ( ما كنت تتلوا من قبله من كتاب) لتأكيد عمومية وشمولية النفي بأنّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ لم يقرأ ولم يكتب أيّ كتاب كان. فالخلاصة انّ من قواعد اللغة العربية انّ النكرة إذا وقعت في سياق النفي تدلّ على العموم والشمول خاصة إذا اقترنت بـ «من» كما في الآية المذكورة:(ما كنت تتلوا من كتاب).
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
312,511
مستوى التفاعل
43,603
النقاط
113
يسلمو
على النقل
دمت بسعاده
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )