ابو مناف البصري
المالكي
ما أحوجنا في حياتنا وفي هذه الأيام لقطع الحبل!!
"يحكى أن رجلاً من هواة تسلُّقِ الجبال، قرر تحقيق حلمه في تسلُّقِ أعلى جبال العالم وأخطرها، وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعٍ في أكبر قدر من الشُّهرة والتَّميُّز قرر القيام بهذه المغامرة وحده، وبدأت الرحلة كما خطَّط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه.
مرت الساعات سريعة ودون أن يشعر، وفاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريباً إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع، فالرجوع أشد صعوبة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارص ولا يعلم ما يخبئه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت، وبعد ساعات أخرى أكثر جهداً وقبل وصوله إلى القمة، إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل؛ بعد أن كان على بُعد لحظاتٍ من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات!
وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرةٍ من صخور الجبل.. وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة وكان خطَّافُ الحبل معلقاً بقوة من الطَّرف الآخر بإحدى صخور الجبل، فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة بالدم، ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزمٍ وإصرار.
وسط هذا الظلام الحالك والبرد الشديد، التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح، وقلبه يخفق بشدة ويده ماسكة بالحبل يبحث عن أي أملٍ في النجاة.
وفي يأس به رائحة الأمل، صرخ الرجل:
إلهي، إلهي، يا مغيث أغثني..
يا مغيث أغثني!!!
لكنه لا يسمع سوى رجع الصدى.
ولما تلاشى رجع الصدى ساد الهدوء..
وفجأة..
اخترق هذا الهدوء صوت يجيبه:
لبيك.. ماذا تريدني أن أفعل؟
قال: أنقذني يا رب!!
فأجابه الصوت: أتؤمن حقًا أني قادرٌ على إنقاذك؟؟
- مؤمنٌ بكلِّ تأكيد، يا إلهي ومن غيرُك قادرٌ أن ينقذني!!!
- إذن فاقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به إن كنت تريد النجاة!!
فحدَّث نفسه قائلاً: الحبل؟! الذي هو ملاذي وسرُّ نجاتي!!.. إنني أغرق وهذه هي القشة التي أتعلق بها ولا أجد غيرها.
وبعد لحظة من التردد لم تطُل، ازداد تشبُّثاً بحبله.. ولم يقطع الحبل.
وفي اليوم التالي؛ عثر فريق الإنقاذ علي جثة رجل ممسك بيده حبل وقد جمده البرد تماماً.. على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض!!!"
فمتى ستقطع الحبل؟؟!!
"يحكى أن رجلاً من هواة تسلُّقِ الجبال، قرر تحقيق حلمه في تسلُّقِ أعلى جبال العالم وأخطرها، وبعد سنين طويلة من التحضير وطمعٍ في أكبر قدر من الشُّهرة والتَّميُّز قرر القيام بهذه المغامرة وحده، وبدأت الرحلة كما خطَّط لها ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه.
مرت الساعات سريعة ودون أن يشعر، وفاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل تقريباً إلى نصف الطريق حيث لا مجال للتراجع، فالرجوع أشد صعوبة من إكمال الرحلة وبالفعل لم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ما عاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارص ولا يعلم ما يخبئه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت، وبعد ساعات أخرى أكثر جهداً وقبل وصوله إلى القمة، إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل؛ بعد أن كان على بُعد لحظاتٍ من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات!
وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرةٍ من صخور الجبل.. وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة وكان خطَّافُ الحبل معلقاً بقوة من الطَّرف الآخر بإحدى صخور الجبل، فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء، لا شيء تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة بالدم، ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزمٍ وإصرار.
وسط هذا الظلام الحالك والبرد الشديد، التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح، وقلبه يخفق بشدة ويده ماسكة بالحبل يبحث عن أي أملٍ في النجاة.
وفي يأس به رائحة الأمل، صرخ الرجل:
إلهي، إلهي، يا مغيث أغثني..
يا مغيث أغثني!!!
لكنه لا يسمع سوى رجع الصدى.
ولما تلاشى رجع الصدى ساد الهدوء..
وفجأة..
اخترق هذا الهدوء صوت يجيبه:
لبيك.. ماذا تريدني أن أفعل؟
قال: أنقذني يا رب!!
فأجابه الصوت: أتؤمن حقًا أني قادرٌ على إنقاذك؟؟
- مؤمنٌ بكلِّ تأكيد، يا إلهي ومن غيرُك قادرٌ أن ينقذني!!!
- إذن فاقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به إن كنت تريد النجاة!!
فحدَّث نفسه قائلاً: الحبل؟! الذي هو ملاذي وسرُّ نجاتي!!.. إنني أغرق وهذه هي القشة التي أتعلق بها ولا أجد غيرها.
وبعد لحظة من التردد لم تطُل، ازداد تشبُّثاً بحبله.. ولم يقطع الحبل.
وفي اليوم التالي؛ عثر فريق الإنقاذ علي جثة رجل ممسك بيده حبل وقد جمده البرد تماماً.. على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض!!!"
فمتى ستقطع الحبل؟؟!!