القهوة أكثر من مجرد مشروب، فبالنسبة لكثير من الناس إنها مثل الدم في عروقهم، وعلى الرغم من أن القهوة معروفة في المقام الأول ” باستيقاظ الدماغ “، فإن العديد من الناس يدعون أن فنجانهم في الصباح ينشط أمعائهم، ويكون بمثابة ملين لهم، إذن ما هي الأسباب التي تجعل القهوة تؤثر في بعض الناس ليركضوا إلى أقرب مرحاض، بينما لا يشعر الآخرون بهذا التأثير .
هل تؤثر القهوة حقا على الأمعاء ؟
باختصار ليس هناك دراسات علمية حديثة حول تأثير القهوة على عادات الأمعاء، لكن دراسة عام 2015 أشارت إلى أن القهوة منزوعة الكافيين كان لها تأثير كبير على حركات الأمعاء لأولئك الذين يعانون من إمساك ما بعد الجراحة، مقارنة مع القهوة التي تحتوي على الكافيين، يشير إمساك ما بعد العملية الجراحية إلى مشاكل في الجهاز الهضمي تحدث بعد الجراحة البطنية، وفي هذه الحالة كان المرضى الذين خضعوا للدراسة يخضعون لجراحة القولون، وهناك بعض الدراسات السابقة منذ عام 1990 التي تتناول العلاقة الممكنة بين القهوة والهضم .
ووفقا لدراسة استبيان في 1990 زاد شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين من حركة الأمعاء، ووجدت الدراسة أن هذه الحركة زادت خلال أربع دقائق في حوالي 29 % من المشاركين، بينما شرب الماء الساخن العادي لم يكن له نفس التأثير، وقد وجدت دراسة في عام 1998 أن القهوة التي تحتوي على الكافيين أو القهوة منزوعة الكافيين تحفز القولون، ومع ذلك حفزت القهوة التي تحتوي على مادة الكافيين القولون بنسبة 23 في المائة أكثر من القهوة منزوعة الكافيين، و 60 في المائة أكثر من الماء العادي .
وما إذا كانت القهوة أم الكافيين هي التي تعطي هذا التأثير يظل غير واضح، لأن تأثير القهوة ليس فقط بسبب الكافيين، حيث أن القهوة منزوعة الكافيين أظهرت نفس التأثير أو تأثير أكبر، بالإضافة إلى ذلك لا يضطر معظم الأشخاص إلى دخول المرحاض بعد شرب مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين، مثل المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة، ومع ذلك فوفقا للمؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية ( IFFGD )، فإن الاستهلاك المفرط لأي مشروب يحتوي على مادة الكافيين قد يسبب الإسهال، والكافيين داخل القهوة يمكن أن يعمل كمنشط، والذي قد يحفز إنتاج الصفراء التي تزيد من حركة الأمعاء .
ويشير IFFGD أيضا إلى أن بعض المحليات الاصطناعية، واللاكتوز، قد يكون لها تأثير ملين، واللاكتوز هو نوع من السكر الموجود في منتجات الألبان، وإذا كان جسم الشخص لا ينتج كمية كافية من الإنزيم اللازم لهضم اللاكتوز، فقد يواجه أعراضا مثل الإسهال، والمحليات الصناعية أيضا يمكن أن تسبب الإسهال، لذا إذا تمت إضافة كميات كبيرة من الكريما والسكر إلى القهوة ستظهر حاجة ملحة لدخول المرحاض بعد وقت قصير، وقد يكون ذلك بسبب اللاكتوز أو السكريات الأخرى، وليس القهوة نفسها .
ما يحفز ” منعكس المعدة “
إن الفعل البسيط المتمثل في شرب القهوة أو أي مشروب آخر في الصباح يحفز منعكس التغوط المعروف باسم منعكس المعدة، ويساعد هذا المنعكس على بدء عمل الأمعاء عند تناول الطعام أو الشراب، ولا يوجد دليل علمي يظهر أن هذا هو السبب في ظهور الرغبة في التغوط بعد شرب القهوة، وبعض الناس يعتقدون أن شرب المشروب الساخن عند الاستيقاظ ينبه الجهاز الهضمي ويؤدي إلى حركة الأمعاء، ووفقا لطبيبة الجهاز الهضمي فيليس سكنول سوسمان في مقال بعنوان Runner’s World، فإن المشروب الدافئ يوسع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي ويساعد على زيادة تدفق الدم ونشاط الجهاز الهضمي .
آثار القهوة كمدرة للبول
قد يقال أن القهوة لا يمكن أن تكون ملين لأنها مدرة للبول، وبعبارة أخرى إذا تسببت القهوة في كثرة التبول فهذا يعني فقدان أكثر للسوائل، وبالتالي من المحتمل أن تسبب الجفاف والإمساك أكثر من الإسهال أو تليين حركة الأمعاء، ولكن الأمر ليس كذلك، ففي دراسة تمت عام 2014 على الذكور فقط، وجدت أن تناول القهوة بشكل معتدل لا يؤدي إلى الجفاف وربما يساعد الأشخاص في تلبية متطلباتهم اليومية من السوائل .
القهوة وتطهير القولون ” حقن القهوة الشرجية “
حقنة القهوة الشرجية تنظف القولون، فهي علاج يقال أنه يخفف الإمساك ويقلل من السمية العامة في الجسم، وتتضمن العملية ضخ خليط من القهوة والماء المنعش الطازج في القولون عبر حقنة شرجية، ومن المحتمل أن تكون أي حركات أمعاء لاحقة ناتجة عن الحجم الهائل لعضلات المستقيم التي تحفز السوائل وليس القهوة، لكن لا يوجد دليل على أن الحقن الشرجية للقهوة تخلص الجسم من السموم، على الرغم من أنها تخفف الإمساك .
الخطوط العريضة
أظهرت الأبحاث القديمة أن كل من القهوة التي تحتوي على الكافيين والكافين يمكن أن يكون له تأثير ملين إلى حد ما، في حين أن الدراسات الحديثة موجهة أكثر نحو الأدوار المحددة للقهوة في صحة الجهاز الهضمي، ويبقى من غير الواضح لماذا يتأثر بعض الناس بينما البعض الآخر لا يتأثر، وقد يكون ذلك بسبب كمية القهوة التي يتم تناولها، أو اضطراب الأمعاء الموجود مسبقا، أو غيره من مركبات تحفيز المعدة حول المشروبات، لكن الأمر الواضح تماما هو أن القهوة مشروب أساسي لدى معظم الأشخاص، فوفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 2015، يشرب ثلثا البالغين في الولايات المتحدة ما معدله 2.7 فنجانا من القهوة يوميا .
جدير بالذكر أنه عند معاناة أحد من الإسهال بعد شرب القهوة، فيجب الحد من شربها أو معرفة ما إذا كان شرب نصف الكمية من القهوة التي تحتوي على كافيين والنصف الآخر من القهوة منزوعة الكافيين يقلل من الأعراض أم لا، وإن لم يكن يجب مراجعة الطبيب لربما ينصح بتجنب القهوة تماما .
هل تؤثر القهوة حقا على الأمعاء ؟
باختصار ليس هناك دراسات علمية حديثة حول تأثير القهوة على عادات الأمعاء، لكن دراسة عام 2015 أشارت إلى أن القهوة منزوعة الكافيين كان لها تأثير كبير على حركات الأمعاء لأولئك الذين يعانون من إمساك ما بعد الجراحة، مقارنة مع القهوة التي تحتوي على الكافيين، يشير إمساك ما بعد العملية الجراحية إلى مشاكل في الجهاز الهضمي تحدث بعد الجراحة البطنية، وفي هذه الحالة كان المرضى الذين خضعوا للدراسة يخضعون لجراحة القولون، وهناك بعض الدراسات السابقة منذ عام 1990 التي تتناول العلاقة الممكنة بين القهوة والهضم .
ووفقا لدراسة استبيان في 1990 زاد شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين أو منزوعة الكافيين من حركة الأمعاء، ووجدت الدراسة أن هذه الحركة زادت خلال أربع دقائق في حوالي 29 % من المشاركين، بينما شرب الماء الساخن العادي لم يكن له نفس التأثير، وقد وجدت دراسة في عام 1998 أن القهوة التي تحتوي على الكافيين أو القهوة منزوعة الكافيين تحفز القولون، ومع ذلك حفزت القهوة التي تحتوي على مادة الكافيين القولون بنسبة 23 في المائة أكثر من القهوة منزوعة الكافيين، و 60 في المائة أكثر من الماء العادي .
وما إذا كانت القهوة أم الكافيين هي التي تعطي هذا التأثير يظل غير واضح، لأن تأثير القهوة ليس فقط بسبب الكافيين، حيث أن القهوة منزوعة الكافيين أظهرت نفس التأثير أو تأثير أكبر، بالإضافة إلى ذلك لا يضطر معظم الأشخاص إلى دخول المرحاض بعد شرب مشروبات أخرى تحتوي على الكافيين، مثل المشروبات الغازية أو مشروبات الطاقة، ومع ذلك فوفقا للمؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية ( IFFGD )، فإن الاستهلاك المفرط لأي مشروب يحتوي على مادة الكافيين قد يسبب الإسهال، والكافيين داخل القهوة يمكن أن يعمل كمنشط، والذي قد يحفز إنتاج الصفراء التي تزيد من حركة الأمعاء .
ويشير IFFGD أيضا إلى أن بعض المحليات الاصطناعية، واللاكتوز، قد يكون لها تأثير ملين، واللاكتوز هو نوع من السكر الموجود في منتجات الألبان، وإذا كان جسم الشخص لا ينتج كمية كافية من الإنزيم اللازم لهضم اللاكتوز، فقد يواجه أعراضا مثل الإسهال، والمحليات الصناعية أيضا يمكن أن تسبب الإسهال، لذا إذا تمت إضافة كميات كبيرة من الكريما والسكر إلى القهوة ستظهر حاجة ملحة لدخول المرحاض بعد وقت قصير، وقد يكون ذلك بسبب اللاكتوز أو السكريات الأخرى، وليس القهوة نفسها .
ما يحفز ” منعكس المعدة “
إن الفعل البسيط المتمثل في شرب القهوة أو أي مشروب آخر في الصباح يحفز منعكس التغوط المعروف باسم منعكس المعدة، ويساعد هذا المنعكس على بدء عمل الأمعاء عند تناول الطعام أو الشراب، ولا يوجد دليل علمي يظهر أن هذا هو السبب في ظهور الرغبة في التغوط بعد شرب القهوة، وبعض الناس يعتقدون أن شرب المشروب الساخن عند الاستيقاظ ينبه الجهاز الهضمي ويؤدي إلى حركة الأمعاء، ووفقا لطبيبة الجهاز الهضمي فيليس سكنول سوسمان في مقال بعنوان Runner’s World، فإن المشروب الدافئ يوسع الأوعية الدموية في الجهاز الهضمي ويساعد على زيادة تدفق الدم ونشاط الجهاز الهضمي .
آثار القهوة كمدرة للبول
قد يقال أن القهوة لا يمكن أن تكون ملين لأنها مدرة للبول، وبعبارة أخرى إذا تسببت القهوة في كثرة التبول فهذا يعني فقدان أكثر للسوائل، وبالتالي من المحتمل أن تسبب الجفاف والإمساك أكثر من الإسهال أو تليين حركة الأمعاء، ولكن الأمر ليس كذلك، ففي دراسة تمت عام 2014 على الذكور فقط، وجدت أن تناول القهوة بشكل معتدل لا يؤدي إلى الجفاف وربما يساعد الأشخاص في تلبية متطلباتهم اليومية من السوائل .
القهوة وتطهير القولون ” حقن القهوة الشرجية “
حقنة القهوة الشرجية تنظف القولون، فهي علاج يقال أنه يخفف الإمساك ويقلل من السمية العامة في الجسم، وتتضمن العملية ضخ خليط من القهوة والماء المنعش الطازج في القولون عبر حقنة شرجية، ومن المحتمل أن تكون أي حركات أمعاء لاحقة ناتجة عن الحجم الهائل لعضلات المستقيم التي تحفز السوائل وليس القهوة، لكن لا يوجد دليل على أن الحقن الشرجية للقهوة تخلص الجسم من السموم، على الرغم من أنها تخفف الإمساك .
الخطوط العريضة
أظهرت الأبحاث القديمة أن كل من القهوة التي تحتوي على الكافيين والكافين يمكن أن يكون له تأثير ملين إلى حد ما، في حين أن الدراسات الحديثة موجهة أكثر نحو الأدوار المحددة للقهوة في صحة الجهاز الهضمي، ويبقى من غير الواضح لماذا يتأثر بعض الناس بينما البعض الآخر لا يتأثر، وقد يكون ذلك بسبب كمية القهوة التي يتم تناولها، أو اضطراب الأمعاء الموجود مسبقا، أو غيره من مركبات تحفيز المعدة حول المشروبات، لكن الأمر الواضح تماما هو أن القهوة مشروب أساسي لدى معظم الأشخاص، فوفقا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في عام 2015، يشرب ثلثا البالغين في الولايات المتحدة ما معدله 2.7 فنجانا من القهوة يوميا .
جدير بالذكر أنه عند معاناة أحد من الإسهال بعد شرب القهوة، فيجب الحد من شربها أو معرفة ما إذا كان شرب نصف الكمية من القهوة التي تحتوي على كافيين والنصف الآخر من القهوة منزوعة الكافيين يقلل من الأعراض أم لا، وإن لم يكن يجب مراجعة الطبيب لربما ينصح بتجنب القهوة تماما .