عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,761
- النقاط
- 113
فيودور ديستويفسكي
فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي (Фёдор Михайлович Достоевский)؛ (11 نوفمبر 1821 - 9 فبراير 1881).
واحد من أكبر الكتاب الروس ومن أفضل الكتاب العالميين، وأعماله كان لها أثر عميق ودائم على أدب القرن العشرين.
شخصياته دائماً في أقصى حالات اليأس وعلى حافة الهاوية، ورواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاقباً للحالة السياسية والاجتماعية والروحية لروسيا في ذلك الوقت.
العديد من أعماله العروفة تعد مصدر إلهام للفكر والأدب المعاصر، وفي بعض الأحيان يذكر أنه مؤسس مذهب الوجودية .
بداية حياته
يتمتع الكاتب الروسي فيودور ميخائيلوفيتش دوستويفسكي (1821 - 1881) بشهرة عالمية واسعة. وقد ترجمت اعماله إلى العديد من اللغات وأصبحت افكارها وشخصياتها جزءا من تراث البشرية الروحي. ان اثمن ما في توراثه هو رواياته. وقد اشتهرت في العالم بصفة خاصة روايتا "الجريمة والعقاب" و"الاخوة كارامازوف" اللتان عبرتا باكمل صورة عن فلسفة الكاتب. بيد ان رواياته الأخرى "مذلون ومهانون" و"الابله" و"الشياطين" و"المراهق" على جانب كبير من الاهمية والطرافة.
كان دوستويفسكي إنسانا ابيا وعنيدا في الدفاع عن معتقداته، وقد ترك ذلك كل بصماته على اعماله. ولد فيدور دوستويفسكي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1821 بموسكو في اسرة طبيب عسكري ينحدر من فئة رجال الدين منح لقاء استقامته في الخدمة لقب نبيل. وكانت امه تنتمي إلى فئة التجار. وكان أبوه رجلا صعب الطباع وعلاوة على ذلك كان مريضا بالصرع الذي انتقل بالوراثة إلى ابنه. اما امه فربت فيه المشاعر الدينية العميقة. ومنذ صباه ولع دوستويفسكي بميول التمرد وانبهر بالطموحات المثالية للكاتب الألماني شيلر، واحب روايات ديكنز الذي كان يجيد اثارة العطف على الناس المهانين. وكانت قريبة إلى نفسه تعرية التناقضات الاجتماعية في أعمال بلزاك الذي ترجم له فيودور دوستويفسكي رواية "اوجين غراندي" قبل عامين من اصداره لاول عمل ادبي هو رواية "المساكين" عام 1846 التي نشرت في مجلة "سوفريمينيك "(المعاصر) واقبل عليه القراء بتهافت قوي.
كان فيودور دوستويفسكي يعيش آنذاك في بطرسبورغ حيث تخرج من كلية الهندسة، لكنه لم يلتحق بالوظيفة، إذ لمس في نفسه انه اديب بالفطرة. وتعرف فيدور دوستويفسكي عن قرب بالناقد الروسي البارز فيساريون بيلينسكي الذي كان يتزعم كوكبة
من الادباء الشبان من انصار ما يسمى بـ "المدرسة الطبيعية" وهي التسمية التي اصطلح آنذاك على إطلاقها على ادباء الاتجاه الواقعي. ثم توالت بعد رواية "المساكين" اعمال الكاتب الأخرى "المثل"(أو الشبه) و" ربة المنزل"و"الليالي البيضاء" التي كشفت عن جوانب جديدة من موهبته لكنها لم تجلب له اهتمام الناس. ثم تعرف دوستويفسكي بالمثقف الروسي ميخائيل بيتراشيفسكي الذي تجمع حوله اولئك الذين اسرتهم أفكار الفيلوسوف الفرنسي شارل فورييه الاشتراكية ودعواته إلى تغيير المجتمع. وانضم فيودور دوستويفسكي إلى حلقة "زملاء بيتراشيفسكي" الذين اسسوا جماعة شبه سرية. وتمكنت الشرطة من تتبع الجماعة حتى القت القبض على اعضائها في ربيع عام 1849. وحكم على دوستويفسكي بالاعدام، لكنه في آخر لحظة وقبل تنفيذ حكم الاعدام بحقه صدر مرسوم قيصري يقضى باستبدال الاعدام باربعة اعوام من الاعمال الشاقة في مقاطعة اومسك بسيبيريا. وعايش دوستويفسكي عمليا وهو واقف على منصة الاعدام ويتدلى فوق رأسه حبل المشنقة، عايش طقوس تنفيذ حكم الاعدام التي ضلت تلازمه طوال حياته، وقد وصف هذا المشهد الرهيب في روايته "الابله".
وقد وصف حياته وهو يقضي حكم الاعمال الشاقة في كتابه "ذكريات من منزل الاموات". وعلاوة على ذلك التحق بالخدمة العسكرية جنديا في سيبيريا. ولم يتمكن الكاتب من العودة إلى الحياة الطبيعية وممارسة نشاطه الادبي بحرية الا بعد وفاة القيصر نيكولاي الأول. احيل دوستويفسكي عام 1859 إلى معاشالتقاعد لسوء صحته بعد أن ترقى إلى رتبة ملازم أول في الجيش القيصري. ونال ترخيصا بان يعيش في مدينة تفير في شمال غرب روسيا، وظل تحت رقابة الشرطة حتى عام 1870. وساعد دوستويفسكي شقيقه ميخائيل في اصدار مجلة اطلق عليها "الزمان". وبعد اغلاق تلك المجلة اعيد اصدارها تحت عنوان " العصر" ونشر دوستويفسكي بهاتين المجلتين مؤلفاته ""ذكريات من منزل الاموات" و" مذلون ومهانون" و"رسائل من القبو السري ". قام دوستويفسكي في مطلع ستينات القرن التاسع عشر بزيارة البلدان الغربية حيث اولع هناك بلعب القمار ،الامر الذي جعله يواجه دوماً حاجة ماسة إلى الاموال واضطره إلى عقد صفقات غير عادلة مع اصحاب النشر والطباعة لاصدار رواياته. وكاد يفقد حقوق المؤلف. وانقطع صدور مجلة "العصر" بعد وفاة اخيه ميخائيل عام 1865. ومن اجل الاسراع في كتابة روايته الشهيرة "الجريمة والعقاب" عقد دوستويفسكي اتفاقاً مع كاتبة اختزال شابة اسمها آنا سنيتكينا التي تزوجها فيما بعد. وقامت سنيتكينا بتسيير الامور المالية لزوجها ودافعت عن حقوقه لدى نشر روايته الجديدة مما ساعده في الحصول على مبلغ لا بأس به مقابل عمله الادبي. وتعهد دوستويفسكي مقابل ذلك لزوجته بان
الاخوة كارامازوف يتخلى عن القمار نهائيا. لكن هذا الموضوع ظهر مجددا على صفحات روايته الجديدة "المقامر" التي صدرت عام 1866.
عاش دوستويفسكي الاعوام الثمانية الأخيرة من حياته في مدينة ستارايا روزا بمحافظة نوفغورود بشمال غرب روسيا. وتعد هذه المرحلة مثمرة في نتاجه الادبي حين أبدع روايات "الشياطين" عام 1872 و"المراهق" عام 1875 و" الاخوة كارامازوف" عام 1880. وذاع صيته في روسيا كلها وخاصة بعد القائه كلمة مشهورة في مراسم افتتاح تمثال الشاعر الروسي العظيم الكسندر بوشكين في موسكو. لكن المجد الحقيقي واكليل الغار نزلا على دوستويفسكي بعد وفاته. واعترف الفيلوسوف الألماني المعروف فريدريك نيتشه ان دوستويفسكي كان بالنسبة له سيكولوجيا وحيدا جديرا بالتعلم منه.
يتصارع في عالم دوستويفسكي الفني الرحمن مع الشيطان والخير مع الشر والحقيقة مع الزيف. ومضمار هذا الصراع هو قلب الإنسان على حد تعبيراحدى شخصيات روايتة "الاخوة كارامازوف". توفي الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي في 11 فبراير/شباط عام 1881 ودفن في كاتدرائية ألكسندر نيفسكي في مدينة بطرسبورغ التي كانت انذاك عاصمة للامبراطورية الروسية.
يعتبر فيودور الطفل الثاني من سبعة اطفال ولدوا لـ ميخائيلوفيتش وماريا دوستويفسكي، حيث كان والده جراحاً متقاعداً مدمناً على الخمور سريع الانفعال، وحيث كان يعمل في مستشفى مريانسكي للفقراء في أحد أحياء موسكو. كانت المستشفى مقامة في أحد اسوأ احياء موسكو. حيث كان يحوي هذا الحي على مقبرة للمجرمين ،و محمية للمجانين، ودار ايتام للأطفال المتخلى عنهم من قبل اهاليهم. وقد كان لهذه المنطقة التأثيرا القوى على دوستويفسكي الصغير. الذي اثار شفقته وانتباهه اضطهاد وقلق الفقراء. مع منع اهله لذلك. فيودور كان يحب ان يتمشى في حديقة المستشفى، حيث كان المرضى يجلسون ليلمسوا لمحات من اشعة الشمس. فيودور كان يستمتع بالجلوس إلى هؤلاء المرضى والسماع لحكاياتهم.
هناك الكثير من الحكايات عن تحكم الأب ميخائيل الاستبدادي في التعامل مع ابنائه. عند عودته من العمل، كان يأخذ غفوة بينما يأمر ابناؤه ان يجلسوا بصمت مطلق، يقفون بجانب ابيهم النائم "نوما خفيفاً" في تناوب ليبعدوا الذباب الذي يقترب من وجهه. في كل الأحوال، من وجهة نظر يوسف فرانك، كاتب سيره لـ دوستويفسكي، ان شخصية الأب في رواية الإخوة كارامازوف ليست مبنيه على أساس شخصية الأب دوستويفسكي. الخطابات والحسابات البنكيه تبين انهم كانا يتمتعان بعلاقه حسنه ومتحابه.
بعد فترة وجيزه من موت امه بمرض السل في عام 1837، أُرسل دوستويفسكي واخيه إلى اكاديمية الهندسه الحربيه في سانت بترسبرغ. توفي والد فيادور في عام 1839. ومع انه لم يثبت ابدا الا انه من المعتقد انه قد تم قتله على يد رقيقه. بطريقه غير مباشره، غضبوا وسخطوا خلال واحده من انفجاراته العنيفه الناتجه عن الشراب، فكبلوه وقاموا بسكب شراب الفودكا في حلقه إلى ان اختنق. وفي أسطوره أخرى انه قد مات من أسباب طبيعيه، ولكن أحد الجيران اخترع قصة القتل ليشتري املاكه بمبلغ زهيد. صفة الأب المستبد اثرت بشكل كبير في كتابات دوستويفسكي. وكانت واضحه جدا في الشخصيه " فيادور بافلوفيك كرامازوف " المهرج العاطفي والشرير الأب للشخصيات الأربعة الرئيسيه في روايته لعام 1880 " الأخوة كرامازوف "
دوستويفسكي كان مصاب بالصرع، واول نوبه اصابته عندما كان عمره 9 سنوات. نوبات الصرع كانت تصيبه على فترات متفرقه في حياته، ويعتقد ان خبرات دوستويفسكي ادت إلى تشكيل ألأسس في وصفه لصرع الأمير " مايشكين " في روايته " الأبلة"، بالإضافه إلى آخرون.
في اكاديمية الهندسه الحربيه في سانت بترسبرغ، تعلم دوستويفسكي الرياضيات التي يحتقرها. في كل الأحوال تعلم أيضاً الأدب من " شكسبير، باسكال، فيكتور هوجو، وإي.تي.أيه هوفمان. بالرغم من انه ركز على مواد أخرى غير الرياضيات، تمكن من أي يحصل على درجات جيده في الاختبار وحصل على تكليف في 1841. السنه التي عرف انه كتب فيها مسرحيتان رومنسيتان، مستوحاة من الكاتب المسرحي والشاعر الرومانسي الألماني " فريدريك ستشيللر". كانت المسرحيتان، " ماري ستوارت" و" بوريس جودونوف، ". المسرحيتان لم تحفظا. مع ان دوستويفسكي كفتى، دراما تتحدث عن نفسها، وكان يبجل " ستشيللر"، الا انه في السنوات التي انتج فيها جل كتاباته وأفضل رواياته كان عادة يعبث ويهزل به.
بداية مهنة الكتابة
ترقى دوستويفسكي إلى ملازم أول عام 1842، وترك كلية الهندسة السنه التاليه. وقد اكمل ترجمة رواية " أوجيني غراندي لأونوريه دي بلزاك، "عام 1843، ولكنها لم تجلب له غير القليل من الاهتمام. قام دوستويفسكي بكتابة خياله الخاص في نهايات 1844 بعدما ترك الجيش. في عام 1845، كتابته الأولى، روايته القصير التي تتضمن رساله مهمه، " الفقراء "، نشرت في مجلة " المعاصرة " وتقبلها الناس بتهافت قوي. دخل مدير تحرير المجلة، الشاعر " نيكولاي نيكراسوف " إلى المكتب وأعلن " لقد ظهر جوجل جديد، يقصد نيقولاي غوغول (كاتب روسي مرموق) "، وقد ايده بلينسكي وأتباعه والكثير، بعدما اكتملت الروايه ونشرت في كتاب، ومن بداية اليوم التالي للنشر، أصبح دوستويفسكي من الأدباء المشاهير في الرابعة والعشرون من عمره.
في عام 1846، " بلينسكي " والكثير غيره لم يتحمسوا روايته " المـِـثِـل " عن دراسه نفسيه لموظف حكومي، يبدله غروره ويفقده حياته. بدأت شهرة دوستويفسكي تهدأ وتبرد. معظم أعماله بعد الفقراء قوبلت بأراء مختلفه، وبدا وقتها أن تنبؤات " بلينسكي " بأن دوستويفسكي سيصبح أحد أفضل كتاب روسيا، كانت خاطئه.
النفي الى سيبريا
تم القبض على دوستويفسكي وزج به إلى السجن في 23 ابريل من عام 1849، لكونه أحد اعضاء جماعة التفكير المتحرر " جماعة دائرة بتراشيفيسكي، Petrashevsky Circle ". بعد الثوره في عام 1848 في أوروبا كان القيصر " تسار نيكولاس، Tsar Nicholas I " جاف وقاسي في التعامل مع اية جماعات تعمل في الخفاء، والتي احس انها من الممكن ان تهدد الحكم الفردي المتعامل به. في 16 نوفمبر من تلك السنه، كان دوستويفسكي ومعه باقي اعضاء " جماعة دائرة بتراشيفيسكي " قد حكم عليهم بالإعدام. بعد عملية اعدام زائفه، والتي خلالها وقف دوستويفسكي مع باقي الأعضاء في الخارج في اجواء متجمده منتظرين فرقة الإعدام لتقوم بالحكم. تغير حكم الإعدام على دوستويفسكي إلى اربع سنوات من النفي مع العمل الشاق - بالاضافة الي التجنيد اربع سنين ولكن بعد 8 أشهر شفع له بارون عند الامبراطور حتي رقي لظابط ثم الي ملازم ثان مستعيدا بذلك حقوق النبالة ولكن لم يسمح له بالذهاب الي العاصمتين سانت بطرسبرغ وموسكو - في سجن " كاتورجا، katorga " في مقاطعة " اومسك، بسيبيريا، Omsk, Siberia ". بعد سنين شرح دوستويفسكي إلى اخيه المعاناة التي تعرض لها عندما كان " يغلق عليه التابوت ". وصف له الثكنات العسكريه المتداعيه، والتي كما وصفها بكلماته عندما كتب " كان من المفترض ان تهدم منذ سنين ".
في الصيف، اجواء لا تطاق، في الشتاء برد لايحتمل. كل الأرضيات كانت متعفنه. القذاره على الأرض يصل ارتفاعها إلى بوصه (مايعادل 2.5 سنتمتر). من السهل أي ينزلق الشخص ويقع.... كنا محزومون كالسردين في برميل..... لم يكن المكان كافي لتستدير..... من المغرب إلى العشاء، كان من المستحيل ان لا نتصرف كالخنازير.... البراغيث، القمل الخنافس السوداء كانت متواجده بالمكيال..."
وفاته
فارق دوستويفسكي الحياة عام 1881, فمشى في جنازته ثلاثون ألف شخص تقريباً, وعم الحزن روسيا كلها.
بعض اعماله
الإخوة كارامازوف (Братья Карамазовы) وهي الرواية التي عرّبها الكاتب المصري محمود دياب ومثلت في فيلم مصري باسم (الأخوة الأعداء)و تعتبر هذه الرّواية من قبل الكثير قمّة عطاءات الكاتب، وهي الرّواية الأخيرة له حيث فارق الحياة بعدها.
الجريمة والعقاب (Преступление и наказание) (روايه طويله -1866)(روايه طويله - 1881)عربت ومثلت في فيلم مصري باسم (سونيا والمجنون)
مذلون مهانون (Униженные и оскорбленные) (روايه طويله - 1861)
المساكين (Бедные люди) (روايه طويله - 1846)
الشياطين (Бесы) (روايه طويله - 1872)
الأبله (Идиот) (روايه طويله - 1867-1869)
ذكريات من منزل الأموات (Записки из Мёртвого дома) (روايه - 1862)
في قبوى (Записки из подполья) (روايه طويله - 1864)
الليالى البيضاء (Белые ночи) (روايه قصيره - 1848)
المقامر (Игрок) (روايه طويله - 1867)
حلم العم (Дядюшкин сон) (روايه طويله - 1859)
الزوج الأبدى (Вечный муж) (روايه طويله - 1870)
التمساح (Крокодил) (قصه قصيره - 1865)
المثل (قصه قصيره)
قلب ضعيف (Слабое сердце) (قصه قصيره - 1848)
شجرة عيد الميلاد والزواج (Елка и свадьба) (قصه قصيره - 1848)
قصة أليمة (Скверный анекдот) (قصه قصيره - 1862)
زوجة آخر ورجل تحت السرير (قصه قصيره)
ذكريات شتاء عن مشاعر صيف (سرد قصصي - 1863)
مذكرات كاتب (Дневник писателя) (سرد قصصي - 1873–1881)