اشتهر العديد من العلماء العرب والمسلمين في علم الفيزياء، وقاموا بإنجازات عظيمة، ولا تزال باقية، ويعدون من أهم العلماء الذين اكتشفوا وأنجزوا في هذا العلم، ومن أبرزهم: أبو يوسف الكندي، أبو بكر الرازي، ابن سينا، ابن الهيثم، أبناء موسى بن شاكر، الخازني، البيروني، وغيرهم، ويصعب حصرهم، وقد أسهم هؤلاء جميعًا في تطور علم الفيزياء بفروعه المختلفة بنسب متفاوتة، ولم يكن هناك من يفوقهم في أي أمة عاصرتهم.
الآن نستعرض نبذة مختصرة عن كل واحد من العلماء العرب والمسلمين:
أبو بكر الرازي
كانت له جهود علمية عديدة في الطبيعيات، التي منها المادة، حيث قال: «ليست المادة المطلقة سوى أجزاء لا تتجزأ، بحيث يكون لكل واحد عظم؛ لأنه لو لم يكن لكل واحد من تلك الأجزاء عظم، لم يحصل بتجمعها شيء له عظم»، كما قال: «إن كيفيات الأجسام من ثقل وخفة وظلمة ونور وغيرها ترجع إلى قلة أو كثرة الخلاء الذي امتزج بالمادة، فصار شيء ما خفيفًا، وآخر ثقيلاً، وشيء ما مضيئًا، وآخر مظلمًا؛ لأن الكيفية عرض، والعرض محمول الجوهر، والجوهر هو المادة»، كما نادى الرازي بكروية الأرض، وقال أيضًا: «إن الأرض تفوق القمر حجمًا، بينما يقل جرم الأرض بكثير عن جرم الشمس»، كما أوضح كيفية الإبصار، حيث قرر أن الإبصار يتم بخروج شعاع ضوئي من الشيء المرئي إلى العين.
ابن سينا
ألَّف ما يقارب مائتين وخمسين مؤلفًا، بين كتاب ورسالة ومقالة، في كل من: الرياضيات، المنطق، الأخلاق، الطبيعيات، الطب، الفلسفة، وأهم إنجازاته في الطبيعيات هو في مجال الميكانيكا، حيث بيّن أنواع القوى، وعناصر الحركة، ومقاومة الوسط المنفوذ فيه، تلك المقاومة التي تعمل في إفناء الحركة.
كما قسّم القوى إلى ثلاثة أنواع، فبيّن أن هناك قوى تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أبعدت عنها، سماها القوى الطبيعية، وهي التي نعرفها اليوم بقوة التثاقل أو الجاذبية الأرضية، والقوة الثانية هي القوة القسرية، التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون، والقوة الثالثة هي القوة الكامنة في الفلك العلوي، وهي تحرك الجسم بإرادة متجهة، حسب قوله.
كما تعرض في كتابه «الشفاء» إلى أمور ستة تتعلق بالحركة، وهي: المتحرك، والمحرك، وما فيه، وما منه، وما إليه، والزمان.
كما يقول في حركة الجسم المقذوف: إذا حققنا القول، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد ميلاً من المحرك، والميل هو ما يحس بالحس إذا حاول أن يسكن الطبيعي بالقسر، أو القسري بالقسر؛ أي أن الجسم في حالة تحركه يكون له ميل للاستمرار في حركته، بحيث إذا حاولنا إيقافه أحسسنا بمدافعة يبديها الجسم للبقاء على حالة من الحركة، سواء كانت هذه الحركة طبيعية، أو قسرية.
وتؤكد هذه النصوص سبق ابن سينا إلى القانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي بأكثر من أربعة قرون، وقبل جاليليو جاليلي بأكثر من خمسة قرون، وقبل إسحق نيوتن بأكثر من ستة قرون.
كما اكتشف أن معاوقة الوسط الذي يتحرك خلاله الجسم تؤدي إلى إبطال الحركة فيه، كما قال في كتابه «الإشارات والتنبيهات»: «لا يجوز أن تكون في جسم من الأجسام قوة طبيعية تحرك ذلك الجسم إلى بلا نهاية»، وهو يسبق بذلك ليوناردو دافينشي، الذي ذهب إلى هذا المذهب في عصر النهضة الأوروبية.
أبو الريحان البيروني
ترك ما يقارب المائة مؤلَّف، شملت: حقول التاريخ، والرياضيات، والفلك، وغير ذلك، وأهم آثاره تتمثل فيما يلي: اكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي، كما قام بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط وتوازن السوائل، وشرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها، وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض.
بنو موسى بن شاكر
اشتهر بنو موسى بن شاكر؛ محمد وأحمد والحسن في مجالات علمية متعددة، منها: الفلك، الرياضيات، الهندسة، الميكانيكا، فمثلاً: محمد بن موسى اهتم بدراسة وتطوير علم الفلك، والرياضيات، والفلسفة، وعلم طبقات الجو، كما أسهم في الميكانيكا، بينما تفوق أحمد بن موسى في الميكانيكا؛ حيث صنع بعض الآلات المتحركة، مثل: الروافع المبنية على فكرة الفائدة الميكانيكية، كما ابتكر مع أخيه محمد ساعة نحاسية كبيرة الحجم استفاد منها معاصروه، واخترع تركيبًا ميكانيكيًا يسمح للأوعية بأن تمتلئ تلقائيًا كلما فرغت، وبرز الحسن بن موسى في الرياضيات، فقد ألّف كتابًا في قطع المستديرات، وبقي مرجعًا لعلماء أوروبا في أشكال الهندسة الإهليليجية.
أبو يوسف الكندي
كان يلقب بفيلسوف العرب، فقد خلف وراءه مجموعة من المصنفات، والتي بلغ عددها مائتين وأربعين مصنفًا بين كتاب ورسالة ومقالة، وقد وصفه بعض المستشرقين بقولهم: إنه واحد من اثنتي عشرة شخصية تمثل قمة الفكر الإنساني؛ بسبب ذهابه للقول بنسبية الحواس، وفسر أمر اللون بأنه ينشأ من تواجد أو اختفاء نور الشمس أو موضع الظل، كما يعزو زرقة السماء لمزيج ظلمة السماء مع ذرات الغبار والبخار، وما شابهها في السماء من الدقائق التي تستمد مظهرها المضيء من الشمس، ثم يرى أن اللون لا يوجد بحد ذاته، إنما اللون في نظره ظاهرة يشعر بها كنتيجة لتفاعل الظلمة والنور.
الآن نستعرض نبذة مختصرة عن كل واحد من العلماء العرب والمسلمين:
أبو بكر الرازي
كانت له جهود علمية عديدة في الطبيعيات، التي منها المادة، حيث قال: «ليست المادة المطلقة سوى أجزاء لا تتجزأ، بحيث يكون لكل واحد عظم؛ لأنه لو لم يكن لكل واحد من تلك الأجزاء عظم، لم يحصل بتجمعها شيء له عظم»، كما قال: «إن كيفيات الأجسام من ثقل وخفة وظلمة ونور وغيرها ترجع إلى قلة أو كثرة الخلاء الذي امتزج بالمادة، فصار شيء ما خفيفًا، وآخر ثقيلاً، وشيء ما مضيئًا، وآخر مظلمًا؛ لأن الكيفية عرض، والعرض محمول الجوهر، والجوهر هو المادة»، كما نادى الرازي بكروية الأرض، وقال أيضًا: «إن الأرض تفوق القمر حجمًا، بينما يقل جرم الأرض بكثير عن جرم الشمس»، كما أوضح كيفية الإبصار، حيث قرر أن الإبصار يتم بخروج شعاع ضوئي من الشيء المرئي إلى العين.
ابن سينا
ألَّف ما يقارب مائتين وخمسين مؤلفًا، بين كتاب ورسالة ومقالة، في كل من: الرياضيات، المنطق، الأخلاق، الطبيعيات، الطب، الفلسفة، وأهم إنجازاته في الطبيعيات هو في مجال الميكانيكا، حيث بيّن أنواع القوى، وعناصر الحركة، ومقاومة الوسط المنفوذ فيه، تلك المقاومة التي تعمل في إفناء الحركة.
كما قسّم القوى إلى ثلاثة أنواع، فبيّن أن هناك قوى تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أبعدت عنها، سماها القوى الطبيعية، وهي التي نعرفها اليوم بقوة التثاقل أو الجاذبية الأرضية، والقوة الثانية هي القوة القسرية، التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون، والقوة الثالثة هي القوة الكامنة في الفلك العلوي، وهي تحرك الجسم بإرادة متجهة، حسب قوله.
كما تعرض في كتابه «الشفاء» إلى أمور ستة تتعلق بالحركة، وهي: المتحرك، والمحرك، وما فيه، وما منه، وما إليه، والزمان.
كما يقول في حركة الجسم المقذوف: إذا حققنا القول، وجدنا أصح المذاهب مذهب من يرى أن المتحرك يستفيد ميلاً من المحرك، والميل هو ما يحس بالحس إذا حاول أن يسكن الطبيعي بالقسر، أو القسري بالقسر؛ أي أن الجسم في حالة تحركه يكون له ميل للاستمرار في حركته، بحيث إذا حاولنا إيقافه أحسسنا بمدافعة يبديها الجسم للبقاء على حالة من الحركة، سواء كانت هذه الحركة طبيعية، أو قسرية.
وتؤكد هذه النصوص سبق ابن سينا إلى القانون الأول للحركة قبل ليوناردو دافينشي بأكثر من أربعة قرون، وقبل جاليليو جاليلي بأكثر من خمسة قرون، وقبل إسحق نيوتن بأكثر من ستة قرون.
كما اكتشف أن معاوقة الوسط الذي يتحرك خلاله الجسم تؤدي إلى إبطال الحركة فيه، كما قال في كتابه «الإشارات والتنبيهات»: «لا يجوز أن تكون في جسم من الأجسام قوة طبيعية تحرك ذلك الجسم إلى بلا نهاية»، وهو يسبق بذلك ليوناردو دافينشي، الذي ذهب إلى هذا المذهب في عصر النهضة الأوروبية.
أبو الريحان البيروني
ترك ما يقارب المائة مؤلَّف، شملت: حقول التاريخ، والرياضيات، والفلك، وغير ذلك، وأهم آثاره تتمثل فيما يلي: اكتشف طريقة لتعيين الوزن النوعي، كما قام بدراسات نظرية وتطبيقية على ضغط وتوازن السوائل، وشرح كيفية صعود مياه الفوارات والينابيع من تحت إلى فوق، وكيفية ارتفاع السوائل في الأوعية المتصلة إلى مستوى واحد، على الرغم من اختلاف أشكال هذه الأوعية وأحجامها، وقد نبّه إلى أن الأرض تدور حول محورها، ووضع نظرية لاستخراج محيط الأرض.
بنو موسى بن شاكر
اشتهر بنو موسى بن شاكر؛ محمد وأحمد والحسن في مجالات علمية متعددة، منها: الفلك، الرياضيات، الهندسة، الميكانيكا، فمثلاً: محمد بن موسى اهتم بدراسة وتطوير علم الفلك، والرياضيات، والفلسفة، وعلم طبقات الجو، كما أسهم في الميكانيكا، بينما تفوق أحمد بن موسى في الميكانيكا؛ حيث صنع بعض الآلات المتحركة، مثل: الروافع المبنية على فكرة الفائدة الميكانيكية، كما ابتكر مع أخيه محمد ساعة نحاسية كبيرة الحجم استفاد منها معاصروه، واخترع تركيبًا ميكانيكيًا يسمح للأوعية بأن تمتلئ تلقائيًا كلما فرغت، وبرز الحسن بن موسى في الرياضيات، فقد ألّف كتابًا في قطع المستديرات، وبقي مرجعًا لعلماء أوروبا في أشكال الهندسة الإهليليجية.
أبو يوسف الكندي
كان يلقب بفيلسوف العرب، فقد خلف وراءه مجموعة من المصنفات، والتي بلغ عددها مائتين وأربعين مصنفًا بين كتاب ورسالة ومقالة، وقد وصفه بعض المستشرقين بقولهم: إنه واحد من اثنتي عشرة شخصية تمثل قمة الفكر الإنساني؛ بسبب ذهابه للقول بنسبية الحواس، وفسر أمر اللون بأنه ينشأ من تواجد أو اختفاء نور الشمس أو موضع الظل، كما يعزو زرقة السماء لمزيج ظلمة السماء مع ذرات الغبار والبخار، وما شابهها في السماء من الدقائق التي تستمد مظهرها المضيء من الشمس، ثم يرى أن اللون لا يوجد بحد ذاته، إنما اللون في نظره ظاهرة يشعر بها كنتيجة لتفاعل الظلمة والنور.