فِي دِيسَمْبِرَ
تَنْهَى عَلَاقَاتٍ وَتَفَتُّحُ جُرُوحٍ
يُغَرِّدُ طَيْرٌ نَسِيَ انْ يُهَاجِرْ
لَحْنُ اشْتِيَاقٍ
يَصْفُقُ بِجَنَاحَيْنِ مُبْتَلَّةٍ
بِدُمُوعِ الرَّاحِلِينَ
وَجَسَدٌ مَنْتُوفُ الرِّيشِ
يَرْتَعِشُ لِبُرُودَةِ الْغِيَابِ
تَتَهَدَّلُ عَلَى نَهْرِ اَلْجَلِيدِ
غُصُونُ كَرْمَةٍ كَانَتْ يَانِعَةً
وَبَاتَتْ حَطَبًا مُبَلَلاً لا يَشْتَعِلْ
رَغْمَ بُرُودَةِ الْجَلِيدِ
تَحَاوَلَ انْ تُوقِّظَ النَّهْرِ
عَلَهُ يُعْلِنُ الْإِيَابَ
بُرُودَتُهُ تَهُزُّ اوْصَالَهَا
تَنْخَرُ بِعُرُوقِهَا فَتَئِنُّ مِنَ الأَلَمِ
لَكِنْ لَا تَتَرَاجَعُ
تَتَكَسَّرُ اذْرُعُهَا مِنْ بُرُودَةِ النَّهْرِ
وَتَكَاتُفُ قَطَرَاتِ اَلْبَرْدِ مَعَهُ
حِلْفٌ قَوِيٌّ وَقَلْبُهَا هِيَ بِشِدَّةِ الضَّعْفِ
تُحَاوِلُ بَعْدَ فَوَاتِ الِاوَانِ انْ تُقَوِّمَ جَسَدُهَا
انْ تَلُمَّ مَا اسْتَطَاعَتْ مِنْ كَرَامَةِ رُوحِهَا
فَتَنْكَسِرَ
لَيْسَ لِأَنَّهَا حَاوَلَتْ
لَكِنْ لِأَنَّ النَّهْرَ تَصَدَّعَ لِرَفْرَفَةٍ
طَائِرٌ جَاءَ مِنْ بَعِيدٍ فِي الَافِقِ
تَنْكَسِرُ لِانَّ كُلَّ التَّضْحِيَةِ لَمْ تَفِدْ
فَضِئْيلٌ اِعَادَهُ الَى الْحَيَاةِ
وَجِعْلَهَا هِيَ تُحْتَضَرُ
لَيْمَرٌ كَمُرُورِ الْغَيْمِ
كَنَسِيمٌ مُنْ سَحِبٌ
وَيَجُرُّ مَعَهُ آخَرَخَيْبَاتِ الْكَرْمَةِ
وَيُودِّعُهَا بِأَسْفَلِ مُنْحَدَرٍ
لِتَكُونَ نَارًا لِأَحَدٍ فَقَدَ نَارَهُ فِي يَوْمٍ ذِي حُزْنٍ
لِيُطَوِّقَهَا بِذِرَاعِهِ حَاجَةٌ لِلدَّفْئِ
وَالنَّارُ بِهَا تَسْتَعِرُ
تُنَاجِي بِدَمْعٍ عَلَّ اللَّهَ يُوَلِّيهَا بِرَحْمَةٍ وتَبتَهِل
وَلَا تَعْلَمُ انْهَا أَدْفَأَتْ جَسَدًا وَرُوحًا وَنَبْضًا كَادَ انْ يَنْدَثِرَ
لِلَّهُ دَرِّ الدُّنْيَا خُلِقَتْ عَلَى كَدَرٍ
مَنْ نُعْطِيهِ قَلْبًا كَانَ لِقَلْبِنَا الْجَزَّارِ وَالنَّمْرُودِ الْمُحْتَدِمِ
وَمَنْ لَا نَلْتَفِتُ الَّيْهِ يَكُونُ الْبَلْسَمُ لِجِرَاحٍ كَادَتْ انْ تَقْتُلَنَا
وَنَحْنُ نَبْتَسِمُ