العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
على خصرها الماء..
لا أرسمُ ليلةً بها يكثر المطر
ولا أغني وبفاهي ألف قهر
ستروي لنا حكايتها وما حصل
ليلةً بها الشموس لنا تحتضر
مدفئةً بها النار كالثلج باردة
وبالاجسادِ نشوةِ رسمت سقر
رأيته كاطودِ لا تزحزحهُ العاتيات
وآراني من الشوق والحب بلا مقر
عانقتهُ كأن الافلاك صُرعن بكفي
فعانقني بثلجي فصرت بكفه جمر
أرجحتني ليلتها كفه حبا و بلا كللٍ
وبي اللهفةُ تزداد إلتماساً وتستعر
همس كأن الاغاني بصوته ترقص
ياقطةً حوت من حسنها السمر
لاعب شفتاه فوق نجيع النهدِ
فقلت أستتر فرد النهدِ لا أنستر
ملتُ بين الاذرعِ مناجيةً علهُ
يتلافى أنوثتي والخصر والمنحدر
قال حرباً بين العاشقين فحاربي
فكيف سأردُ بسلاحي عليه وانتصر
جذوةً بين الضلوع للقياه تشتعل
والنار لا يخمدها غير نهرٍ منهمر
ظمني اليه كأني من شاهقٍ
سقطت الى صدره شوقا اعتصر
سأكون اليه الندَ بالحربِ وأحارب
وأجهزُ كل قواتي والانوثةِ تنتصر
مهرةً جامحةً فوق هضابك أرقص
ولي من فنون الاشتهاء صور
وسيفاً صدئته الايام لا يجرحُ
سأغمده فيا طوعاً وعليه أكر
وسأكون الماهرة لفرسك فعلوه
فلا أبالي أي لُجمٍ منه سيستقر
وأنثرها فوق صدرك الاشم نشوةً
لاتبقي منك لذةً للباقيات ولا تذر
وأعطيك كل الذي أنتابك بفراقِ
وربما افوق الذي فكرت به أبتكر
أنا أنثى بالعشقِ أسابق الزمن
ولي الازمان حين أأمرها تأتمر
لي في هواك ألف هوى وعشق
وأشتهيكَ كالوردِ لمزنات المطر
و أكتبُ لك طلاسمٍ عن العيون
وحرزاً من كل حاسدٍ وسحر
مَن ذا الذي يضاهي إنثاكَ يا أنتَ
وهي التي بحربها جعلتك تنتصر
زاهٍ هو الغرام وواضحٍ طريقي
وأنت سالكهُ وبخصري تتبع الاثر
بين العالياتُ والنحرُ صولاتكَ
وكأنك تركت أريجُك بألف عطر
رويتُ لكم مدخلا لم أتتمه بعد
والذي بقيه منه حكايته دهر
***
ماهذا الذي يضجُ هنا بالمسكِ
أطيبكُ الفاغم أم جناتِ تسري
من أيقظ هذه النجيمات هنا
كنقش التوتِ برائعة الخصري
شالا من الماء لف به النهدِ
كألف قصيدة نظمت بلا بحرِ
صبراً أيها الليل لا ترحل عنا
لازلنا نتهجى حروفك والسهرِ
لازالت شفاهنا مكتظة بالرضابِ
وهذه لذتي تصارعُ موج النهرِ
مرت كفي بسرتها تستفهم الدرب
فهذا الدرب بلا رشدٍ جدا وعرِ
قمم جلها ترف ويناعة الوردِ
وثورةً تنمو بين النهدِ والخصرِ
أستقي من شفتيها لأروي الماضي
وكل الماضي ضاع بشفاه النهر
أجمعُ بناني والقرطاس والفهم
كي أخط حروفاً لايكتبها الحبرِ
ويقرأها من مر هنا ليعرف
كم هي جازت الانوثة بالسرِ
****
ها نحن نتأهب لليلة حمراء
نحملُ لها ولنا كل الاشتهاء
نفرشُ أحلاماً ملئوها إنتظار
ونلمُ الزهر حتى يحين المساء
ندوزنُ حبات عشقٍ ونفردها
ويكون الجمع حين يتم اللقاء
نفترشُ الاذرعُ والزندُ يوسدُ
والانفاسُ منا تحرق الفضاء
كلانا نتلصلصُ وكنا نذوب
في ظلمةٍ أتخذناها لنا غطاء
لُفت فوق سُرتها لذةً لاترى
وكدت أصرخ ماهذا البلاء
كيف يمسُ هذا الجسد بطوله
وبعرضهِ يتم الوصول والارتقاء
إستل إلينا الشبق دون سابقٍ
كأنه يعرف بأن هنا الانتهاء
****
كأنيات الليل يطرب لهن الوالهُ عشقا
نهدين جل من صاغهن عِقداً بهن أسرح
كافٍ تسهر له المقلُ وينام بشدقه سينُ
ويلمُ من عسل الكون وكل الذي فيا يفرح
همهماتٍ تُكتبُ بماء الذهبِ فوق كتفيها
كأعلام وردٍ منها تُشذي العطور ويفوح
لستُ خبيرةً بالحبِ لكنه الشوق سارق
أخذ يفتتُ كل أشيائي اليك وكأنه يمزح
سأرريك تلك الضلوع مني كيف تطبع
فوق صدرك الواقدُ بالجمرِ فهل تصفح
أُدني نار الشوق الذي اعتلى ناصياتي
فراح يلهب ما تبقى من بقاياي ويجدح
أنثاك سيدي ثملةً بكؤوس الكونِ عشقاً
لان السكر بالعشق عناوين لا تجرح
خُذ ما أريد أن تأخذه إليك وأعطيه حقه
فلا يأخذك من أنثاك لحظة تعب او قرح
مترعةً تأتيك لا على استحياء بل مشتاقةً
وتعرف إنك والهٍ لها ولها بالحب تنضح
وكاف تلفه كف يكف عنه الشبق المترع
حتما سينتصرُ بحد سينهِ لكنه لا يذبح
بقلمي
عقيل العراقي