الطائر الحر
Well-Known Member
عفيفة إسكندر اشتهرت بالأغنية البغدادية التي هيّمنت لعقود على الغناء العراقي (الجزيرة)
تمر اليوم الذكرى السنوية الثامنة لوفاة المغنية العراقية عفيفة إسكندر عن عمر ناهز 91 عاما، حيث ولدت في مدينة الموصل من أب أرمني وأم يونانية في عام 1921، وبرعت في الغناء منذ نعومة أظفارها، ثم ما لبثت أن طوّرت موهبتها وارتقت إلى سُلَّم الفنانين الذين ذاع صيتهم في زمانها حتى أطلقت عليها ألقاب عديدة.
نشأتها
تنحدر عفيفة إسكندر من عائلة فنية أجادت الكثير من أنواع الفنون، إذ يقول الممثل المسرحي عضو نقابة الفنانين العراقيين محمد العمر إن والدتها "ماريكا ديمتري" كانت عازفة على 4 آلات موسيقية، وعملت مغنية في أحد نوادي بغداد الليلية حتى عام 1940، أما والدها فكان مغنيا وعاشقا لفنون الغناء والألحان.
https://www.youtube.com/watch?v=Ci_6iw9c4yc&feature=emb_title
ونظرا لشغف عائلتها بالفن، بدأت إسكندر الغناء وهي في عمر الخامسة، إلا أن محمد العمر يشير إلى أن أولى حفلاتها كانت في عام 1935 بمدينة أربيل (شمال العراق) وهي في الـ 14 من العمر، حيث لم يقف زواجها المبكر وهي في الـ 12 من العمر عائقا أمام طموحها.ويضيف أن زوجها الموسيقي إسكندر إصطفيان شجّعها على الاستمرار في الغناء وفي تطوير موهبتها، فأحيت عشرات الحفلات في نوادي بغداد حتى دخلت أغانيها الإذاعة العراقية عام 1937، لينتشر فنها في كل مكان، ما أتاح حصولها على لقب (المونولوجست) من قبل المجمع العربي الموسيقي وذلك لإجادتها ألوان الغناء والمقامات العراقية، فضلا عن منحها لقب شحرورة العراق.
وعن إجادتها للمقام العراقي، يعلق العمر "يمكن اعتبار (عفيفة) إسكندر أول امرأة عراقية أجادت الغناء بالمقامات العراقية الصعبة، فضلا عن أنها أول من غنت القصيدة الفصيحة إلى جانب القصائد الشعرية الشعبية والجالغي البغدادي".
https://www.youtube.com/watch?v=PZpaEupwbWo&feature=emb_titleرصيدها الفني
رغم انتشار أغاني عفيفة إسكندر في العراق بالفترة التي سبقت سفرها إلى مصر، فإن البداية الفعلية لها وانتشار صيتها في الوطن العربي كانت بعدما سافرت إلى القاهرة عام 1938، حيث يشير العمر إلى أن طموحها ذهب بها إلى القاهرة لتعمل مدة طويلة مع فرقة "بديعة مصابني" الشهيرة في الأربعينيات، فضلا عن عملها مع فرقة الفنانة المصرية الراحلة تحيه كاريوكا.
أما الكاتب المخرج التلفزيوني محمد الهاشمي فينقل عن والده الذي عاصر عفيفة إسكندر في شبابها أنها كانت محبوبة من الجميع، واستطاعت اختراق قلوب العراقيين والعالم العربي واستحقت على إثرها ألقابا عدة مثل (شحرورة العراق) و(فاتنة العراق).
وعن فنها وأغانيها، يشير إلى أن مسيرة عفيفة الفنية كانت حافلة بـ 1500 أغنية في مختلف أنواع الغناء العراقي والمقامات، فضلا عن مشاركتها في الفيلم المصري (يوم سعيد) رفقة الفنان محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة.
وأكد أنها ظُلمت حينها بعدما اقتطع المخرج محمد كريم أغنيتها من الفيلم بسبب طول مدته، حيث ينقل الهاشمي عنها قبل وفاتها أن اقتطاع أغنيتها تسبب لها بحزن كبير، ورفضت حينها إقامة دعوى قضائية ضد مخرج الفيلم متذرعة بأن تجربتها مع كبار الفنانين المصريين كانت حافلة.
كما شاركت في فيلم القاهرة – بغداد، وهو أول إنتاج عراقي مصري مشترك.