سعــــوديــہ انبآريــہ~✿
Well-Known Member
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله مما يعينك على أن تُقضى حوائجك أن تعلم أنك تجهل الغيب, فلا تدري موطن الخير من موطن الشر, هل في غدوك أو في رواحك, هل في سفرك أو في إقامتك, هل في وظيفتك أو في تركها { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } ثم إنك حتى لو كنت اطلعت على شيء من الغيب, ليس الأمر بيدك, قال ربنا: { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ } فالأُمور كلها بيد العزيز العليم, من بيده ملكوت كل شيء تبارك اسمه وجل ثناؤه { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ } فحتى تبقى على صلةٍ حسنةٍ بربك قال ربنا تبارك وتعال: { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ } وأنت مع عبادتك له وخضوعك له تبارك اسمه وجل ثناؤه تتوكل عليه, واعلم أن الله جل وعلا لا يجعل أولياءه بدار مضيعة قال ربنا: { وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28) } [الشورى:28] والولي لا يضيع أولياءه, وكل من كان لله ولياً مُحال أن يضيع, محال أن يُغلب, محال أن يُخذل, " ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أُحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, وقدمه التي يمشي عليها, ويده التي يبطش بها " والمعنى التوفيق من رب العالمين تبارك وتعالى, وهذا من قول الله تبارك وتعالى: { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ }[هود:123] تبارك اسمه وجل ثناؤه, { وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود:123] ويفهم منه كذلك, أن أعظم المنازل التي يعطاها العباد منزلة التوكل وقبلها منزلة العبودية, وأما التوكل لا ينال أحدٌ هذا الوشاح, ولا يلبس هذا التاج إلا من كان قد أرغم نفسه في باب العبودية لله تبارك وتعالى, وكلما كان حظ العبد من مقام العبودية عظيماً, كان حظه من التوكل أعظم, وإذا كان حظه من التوكل أعظم نجاه الله جل وعلا وكفاه وأواه, وبصّره في الشيء الذي يريده كيف يصل إليه, وسخر له الأسباب تبارك اسمه وجل ثناؤه, ومثل هذه المعاني الجليلة ربما يدركها كل أحد, أو جل الناس أو كثيرٌ منهم, لكن يبقى التوفيق للعمل بها, فالتوفيق للعمل بها لا بد فيه من مجاهده, ومجاهدة النفس على العلم الذي تعلمه من أصعب ما يجده العبد في حياته الدنيا, ومجاهدة العبد على العلم الذي يعلمه لأن هذا العلم الذي هو على بينةٍ فيه من ربه يقابل بآراء الناس وأحوالهم وأقوالهم, وما يسدون إليه من نصائح, لكن من أراد الله به خيراً ثبته على العلم الذي أتاه الله إياه, حتى يصل إلى مقصوده ويحقق مراده وهذا لا يكون إلا بالله إذا توكل العبد على الله.
______________________
روح المعاني
الحلقة/18
روح المعاني
الحلقة/18