ابو مناف البصري
المالكي
فَضَرَبۡنا عَلىٰ آذانِهِمۡ...!
اِذۡ اَوى الۡفِتۡيَةُ اِلى الۡكَهۡفِ فَقالواْ رَبَّنآ آتِنا مِن لَدُنكَ رَحۡمَةً وَهَيِّئۡ لَنا مِنۡ اَمۡرِنا رَشَدًا
الرشد هو المستوى المعرفي الراقي للعيش بنظام صحيح يكون فيه الإنسان عابدا لله بطريقة سليمة طبيعيّة.
فَضَرَبۡنا عَلىٰ آذانِهِمۡ في الۡكَهۡفِ سِنـينَ عَدَدًا
الضرب على الأذن وهي آلة السمع، يعني تعطيلها عن وظيفتها فلا يحدث بها السمع.
فيكون كالأصم.
ولم تبيّن الآية كيفيّته ذلك الضرب ، وإنّما أشارت إلى حصوله فقط.
ولأنّ الضرب صار بطريقة إعجازيّة فلا حاجة للخوض في كيفيّته لأنّه من علم الغيب.
إنّما المهم هو معرفة ماذا يحصل للإنسان حين يصير تعطّل أذنه...!
السمع هو وظيفة الأذن وبه تصل موجات الصوت إلى المخ ليتم تحليله هناك ومن ثمّ يستقرّ في النفس ويترتّب عليه آثارا بالتفكّر به ويُحفظ فيها، فتستذكره النفس حسب الحاجة إليه، ويبقى محفوظا في النفس إلى ما بعد الموت كذلك.
والفارق بين رقود هؤلاء الفتية وهو النوم العميق، وبين رقودنا نحن هو أنّ آذاننا لا تعطّل عن العمل حين النوم، فتبقى فعّالة بالكامل حتى حين النوم العميق، أي أنّ المطرقة في داخل الأذن تطرق بوصول أمواج الأصوات إليها وتصدّر ذلك الطرق إلى المخ، والمخ يستلم تلك الموجات الصوتيّة المتحوّلة إلى حالة أخرى فيه لتُرسل إلى النفس. إلّا أن النفس في حالة النوم تكون متوفّاة أي أنّها قد عُرج بها إلى ملكوت السماوات.
كما بيّنت ذلك الآية:
اللهُ يَتَوَفّى الاَنفُسَ حينَ مَوْتِها وَالَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنامِها..
فيثقل استلام النفس لذلك السمع الأمواج المسموعة.
يبقى هناك سؤال وهو:
إذن كيف يستيقظ النائم حين يسمع الصوت المرتفع؟
في الجواب أقول:
هناك احتمالات ومنها:
١- نحن دائما أو أكثر الأحيان ننسى أنّ لله عزّ وجلّ أصناف من ملآئكة وهم كثر، ومنهم يعمل كالوظائف للإنسان.
نعم نحن لا نعرف تفاصيل عمل الملآئكة لأنّ ذلك من علم الغيب.
إلّا أنّ لهم أدوار كثيرة وأساسيّة في خدمة الإنسان. وأحدها عمليّة توصيل السمع إلى النفس حين تكون خارجة عن الجسم حين النوم والغيبوبة وفي عالم آخر بعد الموت كذلك.
٢- لأنّ النفس تبقى متّصلة بالروح والجسم كاتصال أشعة الشمس بما تلاقيه، فتحصل على السمع الذي يجعلها تستيقظ.
والصوت الذي به يستيقظ النائم ليس بالضرورة أن يكون مرتفعا، وإنّما حسب حالة النائم.
فبعض يكون نومه العميق خفيف وبعض يكون عميق ثقيل. فنرى البعض بمجرّد الهمس بأذنه يستيقظ وأخر لا يستيقظ إلّا بصوت جهري..
٣- الوعي.
على قدر تقوى الإنسان تتغيّر مرتبة الوعي عنده وصنفه كذلك.
وهذا الموضوع فيه تفصيل كلام مطوّل وهو مهم جدا جدا واختصاره كما يلي:
الوعي هو الأساس لجعل النفس تدرك...!
فتدرك السمع والبصر والفؤاد بقدر وعيها.
فتعرف النفس بإدراكها لتلك الوظائف أنواعها وأصنافها وأقسامها ومستوياتها ومراتبها حسب مقدار ذلك الوعي في النفس.
الإنسان يعي على قدر ما يفتح الله له من هذا الخير والنعمة.
فإن كان من أهل طلّاب الحقّ فيفتح له مقدارا من الوعي الخاص للهداية على قدر طلبه للحقّ للهداية.
وإن كان من غير أهل الحقّ فيحصل على الوعي من النوع الشيطاني على قدره أيضا.
وقد نشرت مسبقا مختصر من هذا البحث هنا في قناة مدرسة القرآن الكريم.
وَرَبَطۡنا عَلى قُلوبِهِمۡ اِذۡ قامواْ فَقالواْ رَبُّنا رَبُّ السَمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ لَن نَدۡعواْ مِن دونِهِ اِلـٰهًاۖ لَقَدۡ قُلۡنآ اِذًا شَطَطًا..
والربط على القلب يكون لحفظه من الإغواء والانحراف فيبقى راشدا بالهداية كما دعوا الله لرشدهم.
فَقالواْ رَبَّنآ آتِنا مِن لَدُنكَ رَحۡمَةً وَهَيِّئۡ لَنا مِنۡ اَمۡرِنا رَشَدًا
وشكرا.
محمّد علي بن السيّد مصطفى الحسيني
اللـٰهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
اِذۡ اَوى الۡفِتۡيَةُ اِلى الۡكَهۡفِ فَقالواْ رَبَّنآ آتِنا مِن لَدُنكَ رَحۡمَةً وَهَيِّئۡ لَنا مِنۡ اَمۡرِنا رَشَدًا
الرشد هو المستوى المعرفي الراقي للعيش بنظام صحيح يكون فيه الإنسان عابدا لله بطريقة سليمة طبيعيّة.
فَضَرَبۡنا عَلىٰ آذانِهِمۡ في الۡكَهۡفِ سِنـينَ عَدَدًا
الضرب على الأذن وهي آلة السمع، يعني تعطيلها عن وظيفتها فلا يحدث بها السمع.
فيكون كالأصم.
ولم تبيّن الآية كيفيّته ذلك الضرب ، وإنّما أشارت إلى حصوله فقط.
ولأنّ الضرب صار بطريقة إعجازيّة فلا حاجة للخوض في كيفيّته لأنّه من علم الغيب.
إنّما المهم هو معرفة ماذا يحصل للإنسان حين يصير تعطّل أذنه...!
السمع هو وظيفة الأذن وبه تصل موجات الصوت إلى المخ ليتم تحليله هناك ومن ثمّ يستقرّ في النفس ويترتّب عليه آثارا بالتفكّر به ويُحفظ فيها، فتستذكره النفس حسب الحاجة إليه، ويبقى محفوظا في النفس إلى ما بعد الموت كذلك.
والفارق بين رقود هؤلاء الفتية وهو النوم العميق، وبين رقودنا نحن هو أنّ آذاننا لا تعطّل عن العمل حين النوم، فتبقى فعّالة بالكامل حتى حين النوم العميق، أي أنّ المطرقة في داخل الأذن تطرق بوصول أمواج الأصوات إليها وتصدّر ذلك الطرق إلى المخ، والمخ يستلم تلك الموجات الصوتيّة المتحوّلة إلى حالة أخرى فيه لتُرسل إلى النفس. إلّا أن النفس في حالة النوم تكون متوفّاة أي أنّها قد عُرج بها إلى ملكوت السماوات.
كما بيّنت ذلك الآية:
اللهُ يَتَوَفّى الاَنفُسَ حينَ مَوْتِها وَالَّتي لَمْ تَمُتْ في مَنامِها..
فيثقل استلام النفس لذلك السمع الأمواج المسموعة.
يبقى هناك سؤال وهو:
إذن كيف يستيقظ النائم حين يسمع الصوت المرتفع؟
في الجواب أقول:
هناك احتمالات ومنها:
١- نحن دائما أو أكثر الأحيان ننسى أنّ لله عزّ وجلّ أصناف من ملآئكة وهم كثر، ومنهم يعمل كالوظائف للإنسان.
نعم نحن لا نعرف تفاصيل عمل الملآئكة لأنّ ذلك من علم الغيب.
إلّا أنّ لهم أدوار كثيرة وأساسيّة في خدمة الإنسان. وأحدها عمليّة توصيل السمع إلى النفس حين تكون خارجة عن الجسم حين النوم والغيبوبة وفي عالم آخر بعد الموت كذلك.
٢- لأنّ النفس تبقى متّصلة بالروح والجسم كاتصال أشعة الشمس بما تلاقيه، فتحصل على السمع الذي يجعلها تستيقظ.
والصوت الذي به يستيقظ النائم ليس بالضرورة أن يكون مرتفعا، وإنّما حسب حالة النائم.
فبعض يكون نومه العميق خفيف وبعض يكون عميق ثقيل. فنرى البعض بمجرّد الهمس بأذنه يستيقظ وأخر لا يستيقظ إلّا بصوت جهري..
٣- الوعي.
على قدر تقوى الإنسان تتغيّر مرتبة الوعي عنده وصنفه كذلك.
وهذا الموضوع فيه تفصيل كلام مطوّل وهو مهم جدا جدا واختصاره كما يلي:
الوعي هو الأساس لجعل النفس تدرك...!
فتدرك السمع والبصر والفؤاد بقدر وعيها.
فتعرف النفس بإدراكها لتلك الوظائف أنواعها وأصنافها وأقسامها ومستوياتها ومراتبها حسب مقدار ذلك الوعي في النفس.
الإنسان يعي على قدر ما يفتح الله له من هذا الخير والنعمة.
فإن كان من أهل طلّاب الحقّ فيفتح له مقدارا من الوعي الخاص للهداية على قدر طلبه للحقّ للهداية.
وإن كان من غير أهل الحقّ فيحصل على الوعي من النوع الشيطاني على قدره أيضا.
وقد نشرت مسبقا مختصر من هذا البحث هنا في قناة مدرسة القرآن الكريم.
وَرَبَطۡنا عَلى قُلوبِهِمۡ اِذۡ قامواْ فَقالواْ رَبُّنا رَبُّ السَمٰوٰتِ وَالۡاَرۡضِ لَن نَدۡعواْ مِن دونِهِ اِلـٰهًاۖ لَقَدۡ قُلۡنآ اِذًا شَطَطًا..
والربط على القلب يكون لحفظه من الإغواء والانحراف فيبقى راشدا بالهداية كما دعوا الله لرشدهم.
فَقالواْ رَبَّنآ آتِنا مِن لَدُنكَ رَحۡمَةً وَهَيِّئۡ لَنا مِنۡ اَمۡرِنا رَشَدًا
وشكرا.
محمّد علي بن السيّد مصطفى الحسيني
اللـٰهُمَّ صَلِّ عَلى
مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ