العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
في الطفولة هناك عند زوايا الغرفة
كنت ارسم قارباً وفيه فتاة وفتى
وأمحو الرسم كي لاتراه امي..
كنت ارسم قارباً وفيه فتاة وفتى
وأمحو الرسم كي لاتراه امي..
ينقر كل صباح فوق شباكيا
طيراً اجهل اسمه
لكن صوتهُ يُسحر
يترك نقره ويطير
ويتركني اصحو
ابحث عن احلامي
مرةً استيقظت قبل قدومه
لكنه لم يأتي
عرفت انه من طيور الاحلام
فشكوته لجدي
وكان جدي شيخاً كبيرا
قد آكلت منه السنين ما آكلت
قلتُ سيفهم حالي ويريحها
قلت يا جدي اني مغرم
وهذه الاحلام تأتي متسلسلة
مثل ضحكاتها عند نسمات الصبح
تحمل بين كفيها ازهار المشمش
وفي خديها تعكس الشمس صورتها
وانا مثل الصولاجان لا انبتُ بحركة
ومن شفتيها سحاقُ السكرِ يقطرُ
كألحان المساء في مويجات الشطِ
احمل رغيفين من الخبز وتميراتٍ
واجلس فوق قاربي المتعب
انظر قرص الشمس يغوص في اخر الشطِ
وتأتي بثوبها الجنوبي جداً
وجدائلها كليلٍ مد ظلمتهُ على اكتافها
ويفرُ قلبي يلتقيها قبلي
تجلس بحذرٍ بأول القاربِ
واجلس قرب مجذافه المتهرأ
انظر لرجفة اصابعها
وفتور شفتيها
وتقلبُ عينيها فوق
خشب القارب المتعب
اخذ يطفو لوحده قاربي
كأنه فهم أنا عن الجذفِ سارحون
وفي الغرام مسرقون
والكلام العيون غارقون
وبعرض الشط والهيام تائهون
اقتربت تريدُ ان توشوش الي
وكأنها تخاف الشط ان يعرف
فخفتُ مثلها وقلت بصوتٍ خفيف
لا تهمسي إلي اني اخاف عليك
مني..!
سرقتُ عطور جيدها
ولففتهُ في قارورة صغيرة
وكل أيام غيابها
الثمه شوقاً
وأخاف ان يتبدد العطر
والحائط تتغير معانيه
ولم يبقى سوى انا والقارب..؟