العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

لا يأخذُكِ التصورُ بأن تُغريني النَّوَاعِمِ
بجنون هوانا إنصاعت النُّفُوسِ الْكَرَائِم
فلستُ حديثُ مقالةٍ في الخطوبِ وإنما
جذري أصيلاً ويطربني هَدِيرُ الْحَمَائِم
فما كُنتُ في صبابتي ذي جشعٍ لهن
لكن سير القافياتِ في الشعرِ ضارمِ
شاقني الوجدُ اذ برق بين دفئيكِ سنى
تسحبُ الغيماتِ من فوقهِ ليلاً فاحمِ
بيضٍ يهضمُ في حلاهنِ السم طعماً
وفي الريق كالشهدِ وإن كُـــن علقمِ
كأن الاصباح يشرقُ من بينهن عبقاً
اذ مرق ظبياً يُريدُ النجاة من ضيغم
فلولا الخالياتِ من الليالي وزنُ ملعونٍ
لما تفرد لي حرفٍ فيها تغنى بالمناعمِ
وكلُ برقٍ سابق الرعدِ فيه رعدةً للغافين
وهل لمثلي ان يغفو وتعلوه بعض الغمائمِ
سينً يضيءُ وعيناً تلحُ بالحشا مورقةً
ويطفق بالروح حنيناَ كحنين الرَّوَائِم
هاكِ فؤاداً جلهُ أنتِ ،وانتِ من سكناهُ
وعضةً كالدرِ في كنف العقيق مَبَاسِمِ
كم سرى بالروح حين يدنو الملعونُ
كوشمٍ في شريان الهوى من يدِ واشمِ
أيغارُ من به تجمعت طيب الانوثة طرا
وفي أعتاب حُسنها الحُسنُ يبات متلعثمِ
خدُ طفلٍ بنضارتهِ إذ زِح عن الرادءُ
وصفوةً دموع عذراءِ إذ حضرت مأتمِ
يتلألأ في وجنتيها كالدر المتساقطِ هوينا
في رابعة النهارِ سناها إذ اشتد الظلام
لا تبالي فالبعض يهوى دون درايةٍ
والاخر يهوى فلا عرفٍ ولا وئامِ
وأنا الجنوبي الذي طوى الاسفار متفرداً
أسقي اشعاري بالتي بها القلب قد هام
وتلوذ بحوراً من الشعرِ تحت سَحَابِها
ويطوي وزنُ القافياتِ فيها مسك الكلامِ
11/02/2020
العـ عقيل ـراقي