ابو مناف البصري
المالكي
قال جرير
فغض الطرف أنك من نميرٍ
فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
و بعده:
ولو وُضِعت شيوخُ بني نميرٍ
على الميزان ما عدلت ذبابا
و كانت بنو نمير من جمرات العرب، لم يحالفوا أحداً لعزتهم وقوتهم. فكان الواحد منهم إذا سئل يقول: من بني نمير، ويفخم صوته إدلالاً بعزته، حتى هجا جرير عبيدَ بن حصين منهم بما قدم من قصيدة، فوقعت فيهم الموقع ، ولم يرفعوا بعدها رأساً، حتى كانوا يفرون من الانتساب إلى نميرٍ لِما وُسم به. فكان أحدهم إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من عامر بن صعصعة وهو الجد الأكبر.
ومما يحكى أن مولى لبعض العرب كان يرد سوق البصرة، فسخر منه بنو نمير، فذكر ذلك لمواليه فقالوا له: إذا نبزك أحد منه فقل له:
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فلما رجع، سخروا منه ونبزوه، فأراد أن يقول البيت فنسيه فقال: غمض وإلاّ جاءك ما تكره! فكفوا عنه عند ذلك وعلموا إنّه عرف قول جرير فيهم.
وروي أن امرأة مرت بقوم من بني نمير، فأخذوا ينظرون إليها ويتواصفونها، فقالت: قبحكم الله يا بني نمير! ما امتثلتم واحدة من اثنين: لا قول الله تعالى حيث يقول: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم . ولا قول جرير حيث يقول: فغض الطرف " البيت " . فأجمعوا بذلك وذهبوا.
فغض الطرف أنك من نميرٍ
فلا كعباً بلغتَ ولا كلابا
و بعده:
ولو وُضِعت شيوخُ بني نميرٍ
على الميزان ما عدلت ذبابا
و كانت بنو نمير من جمرات العرب، لم يحالفوا أحداً لعزتهم وقوتهم. فكان الواحد منهم إذا سئل يقول: من بني نمير، ويفخم صوته إدلالاً بعزته، حتى هجا جرير عبيدَ بن حصين منهم بما قدم من قصيدة، فوقعت فيهم الموقع ، ولم يرفعوا بعدها رأساً، حتى كانوا يفرون من الانتساب إلى نميرٍ لِما وُسم به. فكان أحدهم إذا قيل له: ممن أنت؟ قال: من عامر بن صعصعة وهو الجد الأكبر.
ومما يحكى أن مولى لبعض العرب كان يرد سوق البصرة، فسخر منه بنو نمير، فذكر ذلك لمواليه فقالوا له: إذا نبزك أحد منه فقل له:
فغض الطرف انك من نمير
فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فلما رجع، سخروا منه ونبزوه، فأراد أن يقول البيت فنسيه فقال: غمض وإلاّ جاءك ما تكره! فكفوا عنه عند ذلك وعلموا إنّه عرف قول جرير فيهم.
وروي أن امرأة مرت بقوم من بني نمير، فأخذوا ينظرون إليها ويتواصفونها، فقالت: قبحكم الله يا بني نمير! ما امتثلتم واحدة من اثنين: لا قول الله تعالى حيث يقول: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم . ولا قول جرير حيث يقول: فغض الطرف " البيت " . فأجمعوا بذلك وذهبوا.