- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,287,618
- مستوى التفاعل
- 47,455
- النقاط
- 113
قد يضاعف كميات الأمطار.. هكذا يؤثر الجدار الأخضر الأفريقي في المناخ
وفق العلماء فإن تأثير "الجدار الأخضر العظيم" (Great Green Wall) -الذي يتم تشييده حاليا عبر غرس الأشجار لملايين الهكتارات على طول منطقة الساحل الأفريقية- سيتجاوز مجرد إيقاف تقدم رمال الصحراء نحو الجنوب وتوفير الغذاء للسكان، ليشمل كذلك التأثير على مناخ المنطقة. فكيف ذلك؟
يهدف مشروع الجدار الأخضر -الذي أطلق عام 2007 ويبلغ طوله حوالي 8 آلاف كيلومتر بعرض 15 كيلومترا- إلى زراعة 100 مليون هكتار من الأشجار بحلول عام 2030 على طول منطقة الساحل الأفريقية. وهي منطقة شبه قاحلة تمتد على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى من السنغال في الغرب إلى جيبوتي في شرق أفريقيا. وقد بلغت نسبة إنجازه حاليا 15% تقريبا. ويأمل المؤيدون أن يمنع الجدار الصحراء من التوسع جنوبا ويسهم كذلك في تحسين الأمن الغذائي وتوفير ملايين الوظائف بالمنطقة.
تأثيرات محلية وعالمية
لكن دراسة علمية جديدة أظهرت أن الجدار الأخضر سيكون له تأثير أعمق مما كان متوقعا في المؤشرات المناخية للمنطقة. وتوقع الباحثون -وفقا لتقرير نشر على موقع "ساينس نيوز" (Science News)- أن يضاعف هذا المشروع عند اكتماله كميات الأمطار في منطقة الساحل، ويخفض متوسط درجات الحرارة في الصيف بجميع أنحاء شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.لكن نتائج عمليات المحاكاة، التي تم تقديمها في ديسمبر/كانون الأول الماضي خلال اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي، تشير كذلك إلى أن درجات الحرارة قد تصبح أكثر سخونة في المستقبل في أشد أجزاء الصحراء حرارة بسبب تأثير هذا الجدار الأخضر.
وللتحقيق في التأثيرات المحتملة للجدار الأخضر على المناخ، ابتكر فرانسيسكو بوساتا الباحث في علم المناخ -من جامعة كيبيك في مونتريال الكندية- محاكاة حاسوبية عالية الدقة لتطور الاحتباس الحراري في المستقبل.
واعتمد الباحث سيناريوهين في هذه المحاكاة واحد مع وجود جدار من النباتات على طول الساحل والآخر بدونه. وأظهرت النتائج أن الجدار الأخضر العظيم سيؤدي إلى خفض متوسط درجات الحرارة في الصيف في معظم منطقة الساحل بما يصل إلى 1.5 درجة مئوية.
الرياح الموسمية وسيلة التأثير
وتشير عمليات المحاكاة أيضا إلى أن تأثيرات تخضير الصحراء قد تمتد إلى أبعد من المنطقة. ويمكن أن تؤدي الرياح الموسمية القوية في غرب أفريقيا إلى تغيير أنماط دوران الغلاف الجوي باتجاه الغرب، مما يؤثر على أنماط مناخية أخرى مثل ظاهرة النينيو وتغيير مسارات الأعاصير المدارية.وكانت دراسات سابقة لمناخ المنطقة في الماضي قد أظهرت أن "اخضرار الصحراء" يرتبط بالتغيرات في كثافة الرياح الموسمية في غرب أفريقيا. إذ يدفع نظام الرياح الرئيسي هذا الهواء الساخن والجاف باتجاه الجنوب الغربي من شمال أفريقيا خلال الأشهر الأكثر برودة ويجلب ظروفا أكثر رطوبة قليلا باتجاه الشمال الشرقي خلال الأشهر الأكثر حرارة.
يقول العلماء إن هذه التغييرات في شدة الرياح الموسمية وكذلك اتساعها باتجاه الشمال أو الجنوب أدت إلى فترة الصحراء الخضراء التي استمرت من حوالي 11 ألف سنة إلى 5 آلاف سنة مضت.
يقول ديباك تشاندان عالم المناخ القديم بجامعة تورنتو الذي لم يشارك في هذا العمل لموقع "ساينس نيوز"، إن المزيد من الغطاء النباتي "يساعد في تكوين تجمع محلي من الرطوبة"، مع تكثف دورة المياه الطبيعية من التربة إلى الغلاف الجوي، وزيادة الرطوبة في الجو وبالتالي هطول الأمطار.
كما أن النباتات تجعل سطح الأرض أكثر قتامة مقارنة برمال الصحراء فتمتص مزيدا من الحرارة وتقلل من كمية الغبار الموجودة في الغلاف الجوي. وتؤدي كل هذه التأثيرات إلى مزيد من الحرارة والرطوبة فوق المحيطات، مما يخلق فرقا أكبر في الضغط الجوي ويجعل الرياح الموسمية أقوى وأكثر شدة.
ووفق العلماء، فإن التأثير الذي قد يحدثه الجدار الأخضر الأفريقي على المناخ المحلي والإقليمي والعالمي لا يزال في حاجة إلى مزيد من الدراسة، وسيؤدي فهم التغييرات السابقة في مناخ الصحراء الكبرى إلى تحسين عمليات محاكاة مناخها المستقبلي وفهم التأثير الحقيقي لمثل هذا المشروع الضخم.