ابو مناف البصري
المالكي
*قصة أحد السالكين 1*
*قصة وصفة الدواء 2*
*قصة أحد السالكين 1*
أحد السالكين إلى الله تعالى يقول: إنه في إحدى الليالي كنت في الشارع ورأيت على جانب الطريق طفلاً يبكي ، فسألته : مِمَّ بكاؤك يا بني ؟
قال : إن أمي طردتني من المنزل وقالت بأنها لن تفتح الباب لي .
فجلس السالك يبكي قرب الطفل يبكي مع بكائه وأخذ يقول لنفسه : إن هذا الطفل يبكي لأن أمه طردته عن بابها ، فكيف لا أبكي على حالي إذا ربي طردني عن بابه وأخذ يبكي بكاءً عالياً ثم قام ليمشي فأمسك الطفل بعباءته
وقال : سيدي ومولاي هل يمكن أن تكون لي شفيعاً عند أمي فهي تُحبك وتحترمك كثيراً ولك عندها مقام عالٍ؟ فقال : لا بأس
ذهب الشفيع مع هذا الطفل الضعيف إلى امّه ففتحت الباب فقال لها : أمة الله هل يمكن أن أكون شفيعاً لولدك فتسامحيه ؟
قالت : ونِعم الشفيع مولاي انت ، ولكن قبل أن تكون شفيعاً لإبني فأولادنا أكبادنا وهذا كبدي ولكن لدي شرط، قال ما هو ؟
قالت : اكتب لنا كتاباً إذا عاد للخروج من المنزل فسأطرده ولن يعود مرة أخرى( كثير من الناس يقولون تُبتُ كثيراً ثم عُدت إلى الذنب فهذا الطفل شبيهك)
يقول الشفيع لهذا الطفل : كتَبتُ الورقة ووقعت عليها وسلمتها بيد الأم وجلستُ أنتظر فما كانت إلا ساعة حتى خرج ذلك الولد يلعب مع أصحابه حتى حل المساء عاد إلى الباب مرة أخرى يطرقه فلا تجيبه ، احتار الولد وطرق كل أبواب الجيران ولكن بدون فائدة وعاد الى باب والدته فلم تفتح حتى يئِس من حاله فما كان منه إلا أن جعل خده اللطيف على التراب وأخذ يبكي حتى نام ، وبعد لحظات رأيت الوالدة على سطح المنزل تتفقد حال ولدها وعندما رأت ولدها نائماً على التراب رمت بنفسها من السطح وضمت الطفل إلى صدرها وأخذت تمسح وجهه وتنادي ابني .... ثمرة روحي وفؤادي كيف أتحمل رؤيتك على التراب نائم ( وهكذا يتعامل معك ربك وأنت غافل ) ، وبعد ساعة فتح الطفل عينيه فوجد نفسه بين احضان أمه، فقال : أماه افعلي بي ما شئت إذا أردت
اضربيني عذبيني ، امنعي عني الطعام والشراب ، افعلي بي ما شئتِ ولكن لا ترُدّيني عن بابك ، ولا تبعديني عنك
يقول الشفيع والسالك : بعد هذه الحادثة تعلمت شيئين من هذه القصة :
1- كما لا يمكن أن تنقطع العلاقة بين الولد والوالدة هكذا علاقة العبد بربه لا يقطعها كثرة الذنوب والمعاصي وهو التواب الغفور ،
2- وعَلِمت ايضاً أنه لا يمكن التقرب إلى الله إلا إذا وضعنا خدنا على التراب مُتذلِّلين خاشِعين منيبين إليه.
*قصة وصفة الدواء 2*
ينقل ان رجلا كان يسافر إلى إحدى المدن الأوروبية ،وكان الى جانبه رجل آخر وقد كان هذا الرجل يتألم ،فسأله مابك؟
فقال :صداع يكاد يقتلني.
فقال له :هل تأخذ مني هذه حبة البندول.
فقال :لا بأس ،أخذ الحبة وبعد قليل بدا عليه الارتياح.
فشكرني كثيرا
وسألني هل انت طبيب ؟
قلت :لا
فتعجب من ذلك !
وحينما وصلنا الى وجهتنا ،توجه لأمن المطار ،وقدم علي شكوى بأني قدمت له دواء دون استشارة طبية ،مما دعى أمن المطار الى التحقيق معي وتغريمي غرامة مالية.
(والعبرة من القصة)
يمكن من خلالها أن نقف على عدة دروس من هذه القصة الهادفة،وأحاول أن أتناول هنا درسين فقط.
الدرس الاول:
الكثير من الناس يتصرف بحسن نية دون علم لما يترتب على تصرفه من أضرار خطيرة،لربما تكون هذه الحبة لا تنسجم مع صحة الرجل فيصاب بمضاعفات قد تودي بحياته.
الدرس الثاني:
ضرورة الرجوع الى كل في اختصاصه ،ولكن مما يندا له الجبين ان الناس اصبحوا يرجعون في كل شيئ الى ذوي الاختصاص ،أما قضاياهم المصيرية المتعلقة بالدين ،أما فإنهم يرتجلون مواقفهم ،أويرجعون لمن ليس لديهم خبرة في مجال الدين وبالنتيجة يأخذونهم للمهالك.
.
*قصة وصفة الدواء 2*
*قصة أحد السالكين 1*
أحد السالكين إلى الله تعالى يقول: إنه في إحدى الليالي كنت في الشارع ورأيت على جانب الطريق طفلاً يبكي ، فسألته : مِمَّ بكاؤك يا بني ؟
قال : إن أمي طردتني من المنزل وقالت بأنها لن تفتح الباب لي .
فجلس السالك يبكي قرب الطفل يبكي مع بكائه وأخذ يقول لنفسه : إن هذا الطفل يبكي لأن أمه طردته عن بابها ، فكيف لا أبكي على حالي إذا ربي طردني عن بابه وأخذ يبكي بكاءً عالياً ثم قام ليمشي فأمسك الطفل بعباءته
وقال : سيدي ومولاي هل يمكن أن تكون لي شفيعاً عند أمي فهي تُحبك وتحترمك كثيراً ولك عندها مقام عالٍ؟ فقال : لا بأس
ذهب الشفيع مع هذا الطفل الضعيف إلى امّه ففتحت الباب فقال لها : أمة الله هل يمكن أن أكون شفيعاً لولدك فتسامحيه ؟
قالت : ونِعم الشفيع مولاي انت ، ولكن قبل أن تكون شفيعاً لإبني فأولادنا أكبادنا وهذا كبدي ولكن لدي شرط، قال ما هو ؟
قالت : اكتب لنا كتاباً إذا عاد للخروج من المنزل فسأطرده ولن يعود مرة أخرى( كثير من الناس يقولون تُبتُ كثيراً ثم عُدت إلى الذنب فهذا الطفل شبيهك)
يقول الشفيع لهذا الطفل : كتَبتُ الورقة ووقعت عليها وسلمتها بيد الأم وجلستُ أنتظر فما كانت إلا ساعة حتى خرج ذلك الولد يلعب مع أصحابه حتى حل المساء عاد إلى الباب مرة أخرى يطرقه فلا تجيبه ، احتار الولد وطرق كل أبواب الجيران ولكن بدون فائدة وعاد الى باب والدته فلم تفتح حتى يئِس من حاله فما كان منه إلا أن جعل خده اللطيف على التراب وأخذ يبكي حتى نام ، وبعد لحظات رأيت الوالدة على سطح المنزل تتفقد حال ولدها وعندما رأت ولدها نائماً على التراب رمت بنفسها من السطح وضمت الطفل إلى صدرها وأخذت تمسح وجهه وتنادي ابني .... ثمرة روحي وفؤادي كيف أتحمل رؤيتك على التراب نائم ( وهكذا يتعامل معك ربك وأنت غافل ) ، وبعد ساعة فتح الطفل عينيه فوجد نفسه بين احضان أمه، فقال : أماه افعلي بي ما شئت إذا أردت
اضربيني عذبيني ، امنعي عني الطعام والشراب ، افعلي بي ما شئتِ ولكن لا ترُدّيني عن بابك ، ولا تبعديني عنك
يقول الشفيع والسالك : بعد هذه الحادثة تعلمت شيئين من هذه القصة :
1- كما لا يمكن أن تنقطع العلاقة بين الولد والوالدة هكذا علاقة العبد بربه لا يقطعها كثرة الذنوب والمعاصي وهو التواب الغفور ،
2- وعَلِمت ايضاً أنه لا يمكن التقرب إلى الله إلا إذا وضعنا خدنا على التراب مُتذلِّلين خاشِعين منيبين إليه.
*قصة وصفة الدواء 2*
ينقل ان رجلا كان يسافر إلى إحدى المدن الأوروبية ،وكان الى جانبه رجل آخر وقد كان هذا الرجل يتألم ،فسأله مابك؟
فقال :صداع يكاد يقتلني.
فقال له :هل تأخذ مني هذه حبة البندول.
فقال :لا بأس ،أخذ الحبة وبعد قليل بدا عليه الارتياح.
فشكرني كثيرا
وسألني هل انت طبيب ؟
قلت :لا
فتعجب من ذلك !
وحينما وصلنا الى وجهتنا ،توجه لأمن المطار ،وقدم علي شكوى بأني قدمت له دواء دون استشارة طبية ،مما دعى أمن المطار الى التحقيق معي وتغريمي غرامة مالية.
(والعبرة من القصة)
يمكن من خلالها أن نقف على عدة دروس من هذه القصة الهادفة،وأحاول أن أتناول هنا درسين فقط.
الدرس الاول:
الكثير من الناس يتصرف بحسن نية دون علم لما يترتب على تصرفه من أضرار خطيرة،لربما تكون هذه الحبة لا تنسجم مع صحة الرجل فيصاب بمضاعفات قد تودي بحياته.
الدرس الثاني:
ضرورة الرجوع الى كل في اختصاصه ،ولكن مما يندا له الجبين ان الناس اصبحوا يرجعون في كل شيئ الى ذوي الاختصاص ،أما قضاياهم المصيرية المتعلقة بالدين ،أما فإنهم يرتجلون مواقفهم ،أويرجعون لمن ليس لديهم خبرة في مجال الدين وبالنتيجة يأخذونهم للمهالك.
.