سمــّـــو الأمــيــر
Ameer Al- Fatalawi
وذلك أنهم بعد ما فعلوا بالمسلمين ما فعلوا ، وسكنوا بلاد المسلمين ، وعرفوا دين الإسلام : استحسنوه وأسلموا . لكن لم يعملوا بما يجب عليهم من شرائعه . وأظهروا أشياء من الخروج عن الشريعة ، لكنهم كانوا يتلفظون بالشهادتين ، ويصلون الصلوات الخمس والجمعة والجماعة . وليسوا كالبدو ، ومع هذا كفرهم العلماء ، وقاتلوهم وغزوهم . حتى أزالهم الله عن بلدان المسلمين .
وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله .
وأما من أراد الله فتنته : فلو تناطحت الجبال بين يديه لم ينفعه ذلك .
ولو ذكرنا ما جرى من السلاطين والقضاة ، من قتل من أتى بأمور يكفر بها - ولو كان يظهر شعائر الإسلام - وقامت عليه البينة باستحقاقه للقتل ، مع أن في هؤلاء المقتولين من كان من أعلم الناس وأزهدهم وأعبدهم في الظاهر ، مثل الحلاج وأمثاله ، ومن هو من الفقهاء المصنفين ، كالفقيه عمارة .
فلو ذكرنا قصص هؤلاء لاحتمل مجلدات . ولا نعرف فيهم رجلا واحدا بلغ كفره كفر البدو الذين يقول عنهم - من يزعم إسلامهم - : إنه ليس معهم من الإسلام شعرة إلا قول : " لا إله إلا الله " ولكن من يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
- ص 54 - والعجب أن الكتب التي بأيديهم ، والتي يزعمون أنهم يعرفونها ويعملون بها : فيها مسائل الردة .
وتمام العجب : أنهم يعرفون بعض ذلك ويقرون به ، ويقولون : من أنكر البعث كفر . ومن شك فيه كفر . ومن سب الشرع كفر . ومن أنكر فرعا مجمعا عليه كفر . كل هذا يقولونه بألسنتهم .
فإذا كان من أنكر الأكل باليمين ، أو أنكر النهي عن إسبال الثياب ، أو أنكر سنة الفجر أو الوتر : فهو كافر . ويصرحون أن من أنكر الإسلام كله وكذب به ، واستهزأ بمن صدقه : فهو أخوك المسلم ، حرام الدم والمال ، ما دام يقول : " لا إله إلا الله " ثم يكفروننا ، ويستحلون دماءنا وأموالنا ، مع أنا نقول : " لا إله إلا الله " فإذا سئلوا عن ذلك قالوا : من كفر مسلما فقد كفر .
تم لم يكفهم ذلك حتى أفتوا لمن عاهدنا بعهد الله ورسوله أن ينقض العهد وله في ذلك ثواب عظيم ، ويفتون من عنده أمانة لنا ، أو مال يتيم : أنه يجوز له أكل أمانتنا . ولو كانت مال يتيم ، بضاعة عنده أو وديعة ، بل يرسلون الرسائل لدهام بن دواس وأمثاله : إذا حاربوا التوحيد ونصروا عبادة الأصنام ، يقولون : أنت يا فلان قمت مقام الأنبياء . مع إقرارهم أن التوحيد - الذي ندعو إليه ، وكفروا به وصدوا الناس عنه - هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأن الشرك - الذي نهينا الناس عنه ، ورغبوهم فيه ، وأمروهم بالصبر على آلهتهم - أنه الشرك الذي نهى عنه الأنبياء . ولكن هذه من أكبر آيات الله ، فمن لم يفهمها فليبك على نفسه . والله سبحانه وتعالى أعلم .
وفيما ذكرنا كفاية لمن هداه الله .
وأما من أراد الله فتنته : فلو تناطحت الجبال بين يديه لم ينفعه ذلك .
ولو ذكرنا ما جرى من السلاطين والقضاة ، من قتل من أتى بأمور يكفر بها - ولو كان يظهر شعائر الإسلام - وقامت عليه البينة باستحقاقه للقتل ، مع أن في هؤلاء المقتولين من كان من أعلم الناس وأزهدهم وأعبدهم في الظاهر ، مثل الحلاج وأمثاله ، ومن هو من الفقهاء المصنفين ، كالفقيه عمارة .
فلو ذكرنا قصص هؤلاء لاحتمل مجلدات . ولا نعرف فيهم رجلا واحدا بلغ كفره كفر البدو الذين يقول عنهم - من يزعم إسلامهم - : إنه ليس معهم من الإسلام شعرة إلا قول : " لا إله إلا الله " ولكن من يهد الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
- ص 54 - والعجب أن الكتب التي بأيديهم ، والتي يزعمون أنهم يعرفونها ويعملون بها : فيها مسائل الردة .
وتمام العجب : أنهم يعرفون بعض ذلك ويقرون به ، ويقولون : من أنكر البعث كفر . ومن شك فيه كفر . ومن سب الشرع كفر . ومن أنكر فرعا مجمعا عليه كفر . كل هذا يقولونه بألسنتهم .
فإذا كان من أنكر الأكل باليمين ، أو أنكر النهي عن إسبال الثياب ، أو أنكر سنة الفجر أو الوتر : فهو كافر . ويصرحون أن من أنكر الإسلام كله وكذب به ، واستهزأ بمن صدقه : فهو أخوك المسلم ، حرام الدم والمال ، ما دام يقول : " لا إله إلا الله " ثم يكفروننا ، ويستحلون دماءنا وأموالنا ، مع أنا نقول : " لا إله إلا الله " فإذا سئلوا عن ذلك قالوا : من كفر مسلما فقد كفر .
تم لم يكفهم ذلك حتى أفتوا لمن عاهدنا بعهد الله ورسوله أن ينقض العهد وله في ذلك ثواب عظيم ، ويفتون من عنده أمانة لنا ، أو مال يتيم : أنه يجوز له أكل أمانتنا . ولو كانت مال يتيم ، بضاعة عنده أو وديعة ، بل يرسلون الرسائل لدهام بن دواس وأمثاله : إذا حاربوا التوحيد ونصروا عبادة الأصنام ، يقولون : أنت يا فلان قمت مقام الأنبياء . مع إقرارهم أن التوحيد - الذي ندعو إليه ، وكفروا به وصدوا الناس عنه - هو دين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وأن الشرك - الذي نهينا الناس عنه ، ورغبوهم فيه ، وأمروهم بالصبر على آلهتهم - أنه الشرك الذي نهى عنه الأنبياء . ولكن هذه من أكبر آيات الله ، فمن لم يفهمها فليبك على نفسه . والله سبحانه وتعالى أعلم .