ابو مناف البصري
المالكي
(قصة الرجل المسيحي صاحب فندق سگمن مع أميرالمؤمنين صلوات الله عليه)
كتب أحد الموالين مامضمونه:
كنت وفي نهاية التسعينات من القرن الماضي وبحكم اعمالي التجارية أذهب كل اسبوع إلى بغداد وتكون أقامتي في (فندق سگمن) مقابل المسرح الوطني ، صاحب الفندق رجل مسيحيّ كان الجميع ينادونه (أبو علي) وكان راقياً في اخلاقه وتصرفاته وكنت كثيرا ما أجلس معه في المكتب نتجاذب أطراف الحديث.
وقد قرأت يوماً اسمه الثلاثي وهو اسم مسيحي ينتهي بأسم (سگمن) ولكن كل العاملين بالفندق والزبائن ينادونه (ابو علي) .. سألته لماذا تُكّنى (ابو علي) وانت مسيحي؟!
ابتسم وقال سأسرد لك قصتي مع هذا الاسم :
عام ١٩٧٠ كان لي صديق تاجر من الناصرية وكان لي بذمته مبلغ ٣٠٠ دينار فذهبت بسيارتي المرسيدس لأستوفي ديني منه وكنت حينها متزوجاً في عامي الاول فاصطحبت زوجتي في يوم ربيعي غائم متوجهاً الى الناصرية، وكنت اسير بسرعة عالية وقريباً من مدينة (الكوت) كان امامي أربعة سيارات حمل كبيرة (لوري) محملة بالحصى والرمل تسير برتل منتظم فكنت اجتازها تباعا قرب مدخل الكوت وعند تجاوزي السيارة الأخيرة فوجئت بانهمار المطر بكثافة، و اصبح الطريق زلقاً حاولت التخفيف من سرعة السيارة، لكن دون جدوى ، لأن السيارة انحرفت عن مسارها ودارت عدة دورات قبل ان تتجه الى البزل المحاذي للطريق العام.
وعندما أيقنت بانقلابها صرخت وبشكل لا إرادي وبصوت عال:
يا علي ..
يا علي ..
يا علي ..
تلاشى كل شيء وأصبح بلون الدخان و فقدت الوعي ... بعد دقائق سمعت أصواتاً ورجال يصيحون: (اللهم صل على محمد وال محمد) وبعد ان فتحوا أبواب سيارتي تجمهروا حولها ، وبعد ان استفقت من غيبوبتي وجدت ان سيارتي لم تنقلب ، وانني توقفت بشكل عجيب على يمين الطريق . سألني الرجال المحيطين بالسيارة:
انت ندبت من ؟! .. وبمن تنخيّت ؟؟
فقلت لهم: أيها الأخوة انا مسيحي ولكن حين حصل الحادث صرخت بشكل لا إرادي : يا علي ، يا علي ، عدة مرات ، فتعالت الاصوات بالتكبير و الصلاة على محمد وال محمد.
اقسم اصحاب سيارات الحمل الذين اجتزتهم ان اكونً ضيفهم وكان لا بد لي ان ألبي دعوتهم الكريمة في مطعم قبالة السوق المسقف في الكوت ، وأثناء جلوسي وزوجتي في المطعم، بدأوا بوضع جميع اصناف الطعام على المائدة وهم يقولون هذا بثواب (أبو الحسن علي ) وأثناء جلوسي جاء احد بائعي السمك وطلب مني مفتاح سيارتي ، ففتح صندوق السيارة ووضع فيها سمكتين كبيرتين نوع (گطان) تتجاوز طول الواحدة منها المتر ، ثم توالت مختلف الهدايا من اصحاب محلات الفواكه والخضر والأقمشة المختلفة ، وهم يقولون هذه على حب (علي ابو الحسن) وبعد هذا الكرم العجيب قررت العودة الىً بغداد وان أؤجل سفرة الناصرية.
في طريق عودتنا ، قالت لي زوجتي: ما زالت اثار الصدمة على جسمي و تعلم انني حامل واخشى ان يسقط الجنين ..فقلت لها: اطمئني ان من حفظنا من ذلك الحادث سيحفظ لنا مولودنا ..واستطردت بيقين قائلاً: تأكدي انك ستنجبين طفلنا ولكن بشرط ان يكون اسمه (علي) إن كان ولداً وإن كانت بنتاً فستكون (فاطمة).
بعد بضعة اشهر ولد لنا (علي) هو اليوم بعمر 25 عام وأننا نحيي يوم ميلاده في الصحن الحيدري كل عام حيث اننا تشرفنا بزيارة الإمام علي عليه السلام في عام ١٩٧١ وقمنا بتأجير احدى غرف الصحن الحيدري وكان ايجار الغرفةً الواحدة يكلف احد عشر دينار سنوياً ومازلنا نحتفظ بهذه الغرفة وندفع إيجارها السنوي وكلما مرض علي او إصابته الانفلونزا اذهب به للإمام (علي) عليه السلام ولقد اصبح ولدي علي مشهوراً بإسم (علي سگمن).
• • •
كتب أحد الموالين مامضمونه:
كنت وفي نهاية التسعينات من القرن الماضي وبحكم اعمالي التجارية أذهب كل اسبوع إلى بغداد وتكون أقامتي في (فندق سگمن) مقابل المسرح الوطني ، صاحب الفندق رجل مسيحيّ كان الجميع ينادونه (أبو علي) وكان راقياً في اخلاقه وتصرفاته وكنت كثيرا ما أجلس معه في المكتب نتجاذب أطراف الحديث.
وقد قرأت يوماً اسمه الثلاثي وهو اسم مسيحي ينتهي بأسم (سگمن) ولكن كل العاملين بالفندق والزبائن ينادونه (ابو علي) .. سألته لماذا تُكّنى (ابو علي) وانت مسيحي؟!
ابتسم وقال سأسرد لك قصتي مع هذا الاسم :
عام ١٩٧٠ كان لي صديق تاجر من الناصرية وكان لي بذمته مبلغ ٣٠٠ دينار فذهبت بسيارتي المرسيدس لأستوفي ديني منه وكنت حينها متزوجاً في عامي الاول فاصطحبت زوجتي في يوم ربيعي غائم متوجهاً الى الناصرية، وكنت اسير بسرعة عالية وقريباً من مدينة (الكوت) كان امامي أربعة سيارات حمل كبيرة (لوري) محملة بالحصى والرمل تسير برتل منتظم فكنت اجتازها تباعا قرب مدخل الكوت وعند تجاوزي السيارة الأخيرة فوجئت بانهمار المطر بكثافة، و اصبح الطريق زلقاً حاولت التخفيف من سرعة السيارة، لكن دون جدوى ، لأن السيارة انحرفت عن مسارها ودارت عدة دورات قبل ان تتجه الى البزل المحاذي للطريق العام.
وعندما أيقنت بانقلابها صرخت وبشكل لا إرادي وبصوت عال:
يا علي ..
يا علي ..
يا علي ..
تلاشى كل شيء وأصبح بلون الدخان و فقدت الوعي ... بعد دقائق سمعت أصواتاً ورجال يصيحون: (اللهم صل على محمد وال محمد) وبعد ان فتحوا أبواب سيارتي تجمهروا حولها ، وبعد ان استفقت من غيبوبتي وجدت ان سيارتي لم تنقلب ، وانني توقفت بشكل عجيب على يمين الطريق . سألني الرجال المحيطين بالسيارة:
انت ندبت من ؟! .. وبمن تنخيّت ؟؟
فقلت لهم: أيها الأخوة انا مسيحي ولكن حين حصل الحادث صرخت بشكل لا إرادي : يا علي ، يا علي ، عدة مرات ، فتعالت الاصوات بالتكبير و الصلاة على محمد وال محمد.
اقسم اصحاب سيارات الحمل الذين اجتزتهم ان اكونً ضيفهم وكان لا بد لي ان ألبي دعوتهم الكريمة في مطعم قبالة السوق المسقف في الكوت ، وأثناء جلوسي وزوجتي في المطعم، بدأوا بوضع جميع اصناف الطعام على المائدة وهم يقولون هذا بثواب (أبو الحسن علي ) وأثناء جلوسي جاء احد بائعي السمك وطلب مني مفتاح سيارتي ، ففتح صندوق السيارة ووضع فيها سمكتين كبيرتين نوع (گطان) تتجاوز طول الواحدة منها المتر ، ثم توالت مختلف الهدايا من اصحاب محلات الفواكه والخضر والأقمشة المختلفة ، وهم يقولون هذه على حب (علي ابو الحسن) وبعد هذا الكرم العجيب قررت العودة الىً بغداد وان أؤجل سفرة الناصرية.
في طريق عودتنا ، قالت لي زوجتي: ما زالت اثار الصدمة على جسمي و تعلم انني حامل واخشى ان يسقط الجنين ..فقلت لها: اطمئني ان من حفظنا من ذلك الحادث سيحفظ لنا مولودنا ..واستطردت بيقين قائلاً: تأكدي انك ستنجبين طفلنا ولكن بشرط ان يكون اسمه (علي) إن كان ولداً وإن كانت بنتاً فستكون (فاطمة).
بعد بضعة اشهر ولد لنا (علي) هو اليوم بعمر 25 عام وأننا نحيي يوم ميلاده في الصحن الحيدري كل عام حيث اننا تشرفنا بزيارة الإمام علي عليه السلام في عام ١٩٧١ وقمنا بتأجير احدى غرف الصحن الحيدري وكان ايجار الغرفةً الواحدة يكلف احد عشر دينار سنوياً ومازلنا نحتفظ بهذه الغرفة وندفع إيجارها السنوي وكلما مرض علي او إصابته الانفلونزا اذهب به للإمام (علي) عليه السلام ولقد اصبح ولدي علي مشهوراً بإسم (علي سگمن).
• • •