لؤلؤة الزمان
دمعة فرح
كان هناك امرأة فقيرة تعمل في بيع السمن في السوق أين كانت تحمل جرة السمن فوق رأسها وتسأل الناس أن يبتاعوا من عندها شيئا ولو كان بالقليل. فجأة اقترب منها رجل وسألها : ماذا تبيعين يا امرأة؟ نظرت إليه وقالت: سمن يا سيدي، فطلب منها أن تريه إياه وأثناء إنزالها للجرة انسكب القليل من السمن على ثياب الرجل. فيتلك اللحظة صرخ الرجل بوجهها ووبخها على فعلتها طالبا منها أن تعوضه عن ذلك بمبلغ قدره 1000 درهم، فبدأت العجوز المسكينة تترجاه أن يصفح عنها ويسامحها وأخبره بعض ممن كان في السوق أنها فقيرة ولا تستطيع دفع ثمن الثوب إلا أنه أبى، وواصلت العجوز توسلها له قائلة له أنه لو كان بحوزتها 1000 درهم لما كانت بهذه الحال المزرية وظلت تحاول إقناعه بالعفو عنها وبينما هي كذلك لمحها أحد الشبان من بعيد فدنا منها وسألها :ما بك يا سيدتي؟ فقصت عليه حكايتها فطلب من الرجل تركها فأجابه بأنه لن يتحرك ما لم ينل ما طلبه، فسأله الشاب: بكم هذا الثوب؟ فرد عليه: 1000 درهم، تفاجأ الشاب وقال: ثوب كهذا بألف درهم! حدق فيه الرجل مستنكرا قوله قائلا: هذا ثوبي وأنا حر في أن أضع ثمنه.... عندها قبل الشاب بالعرض وقدم له الألف درهم فإنصرف الرجل إلا أن الشاب ناداه: إلى أين تذهب؟ إستغرب الرجل من هذا الكلام لكن الشاب تابع: لقد بعتني إياه إذا أصبح لي فهيا إنزعه على الفور فأخبره الرجل أنه إذا فعل ما أمره سيبقى عاريا فلم يهتم الشاب لذلك إلا أن الرجل أخذ يرجوه بأن يتراجع عن قراره، حينئذ طلب الرجل من الشاب أن يبيعه الثوب فقبل ولكن مقابل 2000 درهم فقال له الرجل: 2000 درهم مقابل هذا الثوب! فواجهه الشاب بمثل كلامه مع العجوز قائلا: الثوب ثوبي وأنا حر في وضع ثمنه، أما إن لم يعجبك العرض فارفضه فأنا لم أرغمك على شرائه، عندها دفع الرجل ثمن الثوب ومشى مطئطئا رأسه خجلا من موقفه، أما الشاب فقد تقاسم المبلغ مع العجوز حيث أخذ 1000 درهم وأعطاها 1000 درهم......
العبرة: لقد صدق من قال: كما تدين تدان، فيا أيها القارئ العزيز احذر أن تظلم أحدا فحتما ستشرب يوما من نفس الكأس التي سقيت بها غيرك سواء كان حلوا أو مرا.
أريد أن أسمع آراءكم أعزائي.....
العبرة: لقد صدق من قال: كما تدين تدان، فيا أيها القارئ العزيز احذر أن تظلم أحدا فحتما ستشرب يوما من نفس الكأس التي سقيت بها غيرك سواء كان حلوا أو مرا.
أريد أن أسمع آراءكم أعزائي.....