عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,748
- النقاط
- 113
قصة الفيلم اللبناني و هلأ لوين
يحرص المخرج السينمائي على رصد مشاكل المجتمعات بعين الباحث، ويقوم بمساعدة سيناريست ماهر، وعدسة تصوير قوية، وممثلين ذوي أداء قوي في تقديم صورة شفافة، ومباشرة عن أبرز المشكلات والقضايا التي تعاني منها المجتمعات. ويكون المخرج مؤثراً عندما يتعلق الأمر بمشكلة ذات أبعاد إنسانية، فلا يصبح للفيلم نطاقاً محدداً، بعادات أو لغة معينة. وهذا ما تحرص عليه مخرجة كنادين لبكي، خاصة مع أحد أبرز أفلامها وهو “و هلأ لوين؟”
قصة الفيلم اللبناني و هلأ لوينيحرص المخرج السينمائي على رصد مشاكل المجتمعات بعين الباحث، ويقوم بمساعدة سيناريست ماهر، وعدسة تصوير قوية، وممثلين ذوي أداء قوي في تقديم صورة شفافة، ومباشرة عن أبرز المشكلات والقضايا التي تعاني منها المجتمعات. ويكون المخرج مؤثراً عندما يتعلق الأمر بمشكلة ذات أبعاد إنسانية، فلا يصبح للفيلم نطاقاً محدداً، بعادات أو لغة معينة. وهذا ما تحرص عليه مخرجة كنادين لبكي، خاصة مع أحد أبرز أفلامها وهو “و هلأ لوين؟”
- يحكي الفيلم اللبناني قصة إحدى القرى اللبنانية التي تندلع أزمة الفتنة الطائفية بها، فتؤثر على حياة الرجال وعلاقتهم ببعضهم البعض، بينما تدعم علاقة نساء القرية، فتتحدن، للتأثير على عقول الرجال، وشغلهم بأمور حياتهم، وبعلاقتهم بالجنس الآخر، والابتعاد تماماً عن أي عراك أو قتال.
- تشعر نساء هذه القرية بالضغط النفسي الناجم عن توديعهن لآخر رجل بهذه القرية بعد أن قضى “وباء الفتنة” عليهم، وهذا ما يجعل جنازات آخر الرجال لا تخرج إليها سوى النساء فحسب.
- وفي عرض يعتمد على طريقة “الفلاش باك” نرى كيف قاومت النساء نيران هذه الفتنة، التي لم تفرق بين مسيحية ومسلمة، بل جمعتهن كثيراً تحت سقف واحد؛ إما لصنع الكعك والمخبوزات المزود بالمواد المخدرة لتغيبيهن عن اندلاع المشاحنات بينهم.
- وتجتمع النساء مرة أخرى عند بائع أدوات الخياطة ومستلزمات المنزل، وتجتمع النساء في المنزل لللتفكير والتدبير من أجل استحضار راقصات أوروبيات، لإلهاء الرجال عن المشاحنات، ومن جهة أخرى استخدام إحدى الراقصات للتجسس عما يدور بلب الرجال من الديانتين ليفكروا بكيفية مقاومته.
- تبرز من قصة الفيلم بعض القضايا الهامة مثل الضغط التي تتعرض له أرملة شابة تبحث عن الحب، بسبب موقف أهل القرية مما يحدث والذي يؤثر على عنصر الأمان بحياة الرجال بها، فتتحول من إنسان أقصى ما تنشده هو الأمان لها ولطفلها، إلى امرأة جل ما تقكر به هو كيفية حماية نفسها وابنها وأبناء جيرانها من هذه الضغوط والتأثيرات السلبية.
- بعد استنفاذ جميع الطرق من قبل نساء القرية، خاصة بعد تعرض الابن الأصغر لإحدى الأمهات المسيحيات للقتل بسبب مشاجرة بين رجال مسلمين ومسيحيين انتهت بالرصاصة التي أودت بحياته، تلجأن جميعاً إلى مواجهة الرحال بحقيقة الأمر، وأن العقيدة شيء خاص بكل إنسان ولا يتوقف التعامل بيننا جميعا كبشر على عقيدة مختلفة، فتعتنق كل امرأة ديانة الأخرى؛ ليستيقظ الرجال ويجدن كل امرأة قد اعتنقت ديناً آخر، لتواجهه به، وتفرضه أمر واقع.
- لا تتخذ الأحداث نمطاً معيناً؛ فهي على الرغم من الدراما التي تتمتع بها، إلا أنها تضمنت بعض المشاهد الكوميدية، وكذلك الرومانسية، فقصة الفيلم وكأنها تقطع شريحة زمنية بكل معطياتها تتمثل في معاناة النساء من أهل هذه القرية.
- جاءت شخصية “آمال” الأرملة الجميلة لترصد أحد أبرز ما تعانيه المرأة التي ترملت بسبب شجارات الفتنة، ورقعم ذلك هي لم تنسى أنها إنسانة تريد الشعور بالحب والرومانسية، فتحلم برقصة تجمعها مع نقاش منزلها “ربيع” والذي يبادلها المشاعر.
- نشعر بالفارق الشديد بين اختلاف تفاعل النساء مع الأزمة، فكلما زادت أعمارهن كلما زادت جرأتهن وقدرتهن على احتواء الموقف ووضع العلاج الحقيقي له، وفيه هذا نرى السيدات “إيفون”و”عفاف” و”فاطمة” واللواتي تبرز أدوارهن في التمهيد لدخول الراقصات الأوروبيات إلى القرية بحجة أنهن ضللن الطريق وتردن الاستراحة لبعض الوقت حتى يحضر أي سائق لاصطحابهن.
- ويبرز دور النساء الكبيرات كذلك في مشهد مواجهة أزواجهن باعتناق الديانة الأخرى والذي يمثل آخر الحلول التي لجأت لها النساء للصراخ في وجه الرجال بوجود تلك النكبة الحقيقية التي جزعن لفقدانهن على إثرها الكثير منهن.
- وفي واحد من أكثر مشاهد الفيلم تأثيراً، وشعوراً بالأسى تواجه إحدى الأمهات المسيحيات وهي “سيدة” تمثال العذراء بكنيسة القرية، بالصراخ والعويل لفقدان ابنها، ووصول جثته في يوم على دراجة أخيه بعد مقتله بغير عمد بسبب شجار وقع بين رجال القرية مسلمين ومسيحيين.
- نقل أداء الممثلين حالة أهل القرية بين “ما يجب قوله وبين ما يجب اخفاؤه” فهناك تسود عدم الثقة، وهناك شعور بالتوتر طوال الوقت، وهناك قرية لا نستطيع تحديد موسم أو توقيت واضح للأحداث، وهذا أمر مقصود من وجهة نظر إخراجية سليمة لوجود إسقاط يتمثل في أن هذه المشكلة ذات أثر بعيد منذ وقت اندلاعها، وحتى يومنا هذا.
- ظهرت سمات الواقعية حتى في موسيقى وأغنيات الفيلم، خاصة أغنيات “حشيشة قلبي” و “كيفه هالحلو؟” و “يامي” و ” يمكن لو” . فالموسيقى والأغنيات هي أول ما يلجأ له إنسان بائس ومعذب للتسرية عنه، أو للترفيه عنه، أو للشعور بأنه ليس وحيداً في أزمة يعيشها مجتمع بأكمله، كما أثرت موسيقى الفيلم وأغانيه حالات الفرح، وحالات الحب، وحالات الحزن والألم التي ينقلنا إليها أداء الممثلين، بين المشاهد الصامتة، والمشاهد الحوارية.
- كما أن اختيار المُخرجة “نادين لبكي” لبلدة “الطيبة” والتي تقع بالقرب من بعلبك لتصوير أحداث الفيلم كان اختياراً موفقاً لبيئة الأحداث؛ كون مسجد القرية يقع جنباً إلى جنب كنيستها، هذا وقد لجأت أيضاً إلى قرية مشمش ودوما.
- يتركنا الفيلم بتطور الحدث الواحد وهو مقاومة النساء لبطش الرجال، و مقاتلتهم لبعضهم البعض إلى السؤال الذي يحمل الفيلم عنوانه “وهلأ لوين؟” وهو باللهجة اللبنانية يعني “أين المقصد الآن” وكأن المقصود أن الرحلة قد انتهت عند آخر رجل قُتل من وباء الفتنة بالقرية، لتبدأ رحلة جديدة تحياها نساء القرية بعد أن تفاعلت كل منهن مع ما حدث بشكل جعلها تقف عند حياة لم تعرف منها إلا القتال، والشجار، والموت، فما هي الجهة التي ستقصدها نساء قرية لم يحثث رجالها لنسائها سوى هذا الجو من القضاء على كل ما هو جميل.
- الفيلم من تأليف :نادين لبكي، رودني الحداد، جهاد حجيلي، وسيناريو : سام منير، توماس بدجاين، ونادين لبكي، ومن إخراج نادين لبكي.
- الموسيقى من تأليف خالد منذر، والإخراج لنادين لبكي.
- تم إصدار الفيلم في مايو 2011، وهو فيلم لبناني، ومدة عرضه هي 100 دقيقة.
- قامت بدور آمال نادين لبكي.
- قامت بدور عفاف ليلى حكيم.
- قامت بدور إيفون إيفون معلوف.
- قامت بدور سيدة أنطوانيت نوفالي.
- قامت بدور فاطمة أنجو ريحان.
- قامت بدور عايدة كارولين لبكي.
- قامت بدور جويل جويل نجيم.
- قام بدور ربيع جوليان فرحات.
- قام بدور سائق الحافلة عادل كرم.
- قام بدور نسيم كيفن عبود.
- قام بدور جورج ، جورج أبو خليل.
- قام بدور حنا مصطفى المصري.
- قام بدور ميلاد جورجيو غاوي.
- قام بدور أحمد ، أحمد حافظ.
- قام بدور قاسم، قاسم الاسطنبولي.
- قام بدور حسن ، ****يل خليل.
- قام بدور يوسف جورج خوري.
- حصل الفيلم على جائزة العالمية في مهرجان كان عام 2011، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو بنفس العام.
- وحصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سباستيان عام 2011 أيضاً، وجائزة الجمهور في مهرجان أفلام الجنوب بأوسلو عام 2011.
- وحصل الفيلم كذلك على جائزة البيار الذهبية في مهرجان نامور للسينما الفرانكفونية في عام 2011.[1]