Ms. Houda
أميرة الشمال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قبل بداية القصة أردت أن انبهكم لنقاط مهمة:
1-القصة حقيقية تنتهي عندما يرحل الشاب للموصل ويجد عملا أي أن التفاصيل بهذا الجزء من تأليفي لكن حاولت قدر المستطاع المحافظة على جوهرها
2-سيكون للقصة تصميم كرتوني(أنمي) قريبا لتذوق الأحداث كما يجب
3-في حالة وجود أي خطأ الرجاء من أساتذتنا الكرام تنبيهي وتصحيحي
4-الذي لم يطلع على الجزء الأول لن يفهم هذا الجزء أبدا
هذا هو الجزء الأول :
https://www.f-iraq.com/vb/showthread.php?t=525459
وشكرا جزيلا لكم
قراءة ممتعة للجميع
وهــــــــــــــــــــــــــم الأقنـــعةة،
غادرت مع أسرتي سريعا، وبدأت أجري في الطريق عدة مكالمات مع شركات مختلفة تتوفر على مناصب شغل، لكن كل عمل كان يتطلب مستوى دراسي عالي وأنا لم يتسنى لي ذلك أساسا لم أدخل يوما لمكان يسمى مدرسة أو على الأحرى درست لكن مرحلتي الابتدائية فقط ..
على أي حال لم أفشل لأني كنتُ أفكر بأمي وأختي الصغرى، لم أكن أود أن نموت من الجوع أو العطش كالحيوانات ، وهذا ما جعلني أستمر برغم الخيبة،فجأة رد علي أحد أصحاب الشركات بدى لي من صوته شخصا رازنا وحكيما على عكسر الآخرين
قال ببشاشة: من المتصل؟
فأجبت بنوع من الخيبة وعدم التفاؤل : مرحبا يا سيدي، كنت أود أن أسأل حضرتكم إن كان هناك منصب شاغر لأعمل دون الحاجة لشهادات تخرج ورسوم موقعة بالذهب ..
كان بشوشاً كما توقعت وأكثر ورد ضاحكا: لا عليك هناك وظيفة بشركتي ستروقك جداً،لكن تتطلب منك تركيزا وأسلوباً متقناً في التزيين وإن كان باستعمال الذهب ..
لم أفهم ما كان يقصد البته لكن شعرت بالاطمئنان والسعادة
في صباح اليوم التالي توجهت نحو السليمانية حيث توجد الشركة وكنت أبحث عن عنوانها بدقة ، تارة أسأل اناس أصادفهم بطريقي وتارة أخرى أتبع حدسي حتى وصلت،كانت الشركة جد فخمة وبعدة طوابق، كنت بدأت أفهم سبب هدوء المدير فقد كان مكتبه في الطابق التاسع ،على أي حال تقابلنا بعد أن أخذت رحلة طويلة بالمصعد نظرت للمرآة بداخله وكنت أعدل تصفيفة شعري لعل وعسى لا أنفضح ولا أثير إشمئزاز من حولي ، بمجرد أن فتح المصعد وجدت امرأة كبيرة في السن كانت تمسح زجاج الذي يطل على الطريق سألتها عن المكتب فأخبرتني أن علي متابعة السير مباشرة، تابعت طريقي حتى وجدت بابا كبيرا أسود طرقت الباب وذات الصوت الذي أعجبني وأراحني طلب مني الدخول،كان المدير أروع مما توقعت حقا ، شخصاً إنسانياً وكريماً ، كنت بحاجة لبعض الأوراق لقبولي أحضرتها وقمت بتلك الإجراءات المملة لتوظيفي وأحضرتُ صوراً لي كنت قد ابتسمت فيها بصعوبة وانا احاول كتمان رغبتي بالضحك على المصور الذي كان يعرج مؤخرته على الجانب ليصورني،بعدها تم نقلي لشركة مجاورة أضخم وأروع من الأولى لم تكن جد بعيدة عنها ولم تختلف عنها كثيرا ، كانت مبنية من الزجاج أيضا وتلمع بشدة وسط تلك الشمس الحارة ،وما إنْ دخلت حتى قفزت على صدري قطة صغيرة بدافع اللعب كانت لطيفة جدا كصاحبتها التي صرخت بصوت عذب على أساس التنبيه،بدأ المدير بالضحك بينما ابتسمتُ وداعبت القطة بهدوء ووضعتها على الأرض،وقعت عيناي على تلك الآنسة التي كانت تنبهني واذا بها فتاة تجسدت فيها كل عناوين الجمال بينما كانت تغمض احدى عينيها بتأسف وتضع أصابعها على شفهتيها ، لفت انتباهي شعرها القصير الأصفر وأطرافه الملونة بالوردي بينما بدت لي عينيها عن بعد عسليتين، أما باقي التفاصيل لا تسعها الكلمات أبداً، أسرعتْ نحوي وأمسكتْ قطتها التي كانت تموء وتحتك بقدماي واعتذرت مني كأنها من قفزت اثار استغرابي انها اعتذرت أكثر من مرة بذنبٍ حاد، ثم اتجهت نحو المدير قبلتْ يده ثم عانقته بينما كنت لا أزال مركز بالقطة فلطافتها لا تقاوم ، بعد مدة قصيرة عرفني المدير على تلك الفتاة وقال أنها ابنة ابنه الأكبر وانها المسؤولة بهذه الشركة أعجبني أنه قال بأنها الملكة الحبشية التي لا يظلم عندها أحد (مثل أنثى المطر هنا :d ) ثم قال أن اسمها أريام، استقبلتني مجددا بابتسامة وقالت بثقة: يبدو أنك الموظف الجديد أ ليس كذلك؟
أجبت : بالطبع ، و آمل أن تكلفوني بوظيفة تناسبني
ابتسمت وردت: ستعجبك كما أعجبتك قطتي تفضل معي
رافتها في حين انتقلت بي الى الطابق الثالث حيث اعدت مكتباً لي به حاسوب وطابعة وكان يطل على حديقة جد جميلة بينما كان عطر التوليب يملأ المكان أما بخصوص أريام فقط كانت جد طفولية ولطيفة وبريئة لن تشعر أنك عشرينيٌ البته وانت برفقتها ،كانت تراقبني بينما كنت أباشر عملي الذي كان طباعة الكتب والمجلات ، بطبيعة الحال عملت بجد طول اليوم وفي آخره جاء الجد وأريام لتفحص ما أنجزته وقد أثنوا على صنع يداي كثيراً.
راق لي مكان اقامتي الجديد الذي كان قريبا من نهر دجلة،كنت كلما افتقد هلين أذهب للنهر أفرغ بداخله همومي، اما العمل فقد كان جيدا خاصة وأن تعامل أريام معي كان غير قاسي ، لم تكن تهتم حتى وان تأخرت بل وكانت دائمة التشجيع لي،وكنا نجلس أحيانا مع بعض كي تقوم بتدريسي بعد أن حكيت لها أمور كثيرة جدا ،فضلا على أني قد التحقت بمدرسة خاصة لأكمل السنوات والدروس التي قد فاتتني في مراهقتي ،أما بالنسبة اليها فلم تتفوه بأي تفصيل عن حياتها وأنا استحييت السؤال، حتى حل يوم بدت لي فيه أنها جد متعبة ولا تقوى حتى على حمل قطتها ، كانت ترتدي سترة سوداء شتوية بينما كنا بمنتصف الصيف شعرت بالاستغراب لذلك ، خاصة وانها كانت كأي فتاة بعمرها تواكب الموضىة ،لكني أقنعت نفسي أن ذلك بدافع ظرافتها وجنونها المبتذل المعتاد، فقد حصل وأنها مرة قد أتت إلى الشركة حافية القدمين لأن كعب حذائها قد كُسر،مرحة فوق التصور لدرجة أني شعرت بنبرات الألم في صوتها العذب وهي تحدثني
تغاضيت عن ذلك لمدة معينة ثم خرجت عن صمتي ونظرت اليها وقلت: أريام هل انتِ بخير؟ تبدين متعبة اليوم ؟
أجابت بابتسامة: نعم متعبة بعض الشيء لاني لم أنم ليلة البارحة ، لكن لا تقلق أنا بخير لازلت أقوى على المشي
ولو أني كنت متأكد أن ليس هذا هو السبب الحقيقي لكن لا بأس صمتُ فحسب ..
الغريب في الأمر أنها استمرت القدوم بتلك السترة أسبوع كامل ولا تخرج من مكتبها إلا نادرا ، حتى عند جدها لم تذهب اليه كثيرا ،زاد قلقي عليها بالفعل، أنهيت ملأ بعض الأوراق التي تخص الشركة وتوجب علي أخذهم اليها وكانت هذه حجتي لأطمئن عليها ، الطابق التاسع كان فارغا تقريبا يوجد به مكتبها فقط وهذا ما جعلها تترك الباب مفتوح قليلا ما إن وصلت وقعت عيناي على أمر لم أتوقعه أبداً
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ..
ترقبو الجزء الثالث قريبا جدا
بــــــــــــــــــــــــــــــــقلمي
تحياتي ..