- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,302,195
- مستوى التفاعل
- 48,639
- النقاط
- 117
قصة سيدنا صالح عليه السلام كاملة مع قوم ثمود وكيف كانت نهايتهم ؟
هم ، ولكنهم كانوا يرفضون الاستماع له ، قال تعالى : ( قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) ، وايضا : ( لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ) ، لم يقف الامر عند هذا الحد بل اتهموه بالسحر و الجنون قال تعالى : ( قالوا إنما أنت من المسحرين * ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين ) ، عندها اخبرهم النبي صالح انه مجرد نبي ارسله الله عز وجل ، ليدلهم على الطريق الصحيح ، الطريق الذي يؤدي في الآخرة الى الفوز و دخول الجنة و النجاة من النار و العذاب الاليم ، عندها طلب قوم ثمود من صالح معجزة لتثبت صدق ما يقوله في رسالته ، سألهم صالح عليه السلام عن المعجزة التي يرغبون في رؤيتها والتي ستجعلهم يؤمنون برسالة النبي صالح عليه السلام.
اشار قوم ثمود الى صخرة قريبة ، كانت هذه الصخرة كبيرة جدا ، طلب قوم ثمود من صالح ان يجعل الله يُخرج من هذه الصخرة ناقة ، لم يكن هذا هو المطلب الوحيد بل كانوا يريدون ان تتوفر في هذه الناقة صفات تعجيزية ، عندها توجه النبي صالح عليه السلام الى الصلاة ودعا الله ان يُخرج من هذه الصخرة الناقة ، بعدها خرجت الناقة من الصخرة وكانت تحمل نفس الشروط و المواصفات التي اشترطها قوم ثمود ، قال تعالى في كتابه الكريم : ( قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية ) ، على الرغم من خروج الناقة الا ان قلّة قليلة من قوم ثمود هم الذين آمنوا بالله عز وجل ، طلب صالح عليه السلام من قومه ان يتركوا تلك الناقة تشرب من البئر يوما وهم يشربون من البئر في اليوم التالي.
قال تعالى : ( قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ) ، طلب ايضا صالح عليه السلام ان تظل تلك الناقة بينهم ، واستمر الوضع على ما هو عليه ، كما كان قوم ثمود يشربون من لبن هذه الناقة ، وفي احد الليالي اجتمع قوم ثمود ليتناقشوا فيما بينهم حول هذه الناقة ، فقد كان هناك فريق يؤيدون قتلها ، وهناك فريق آخر يودون تركها على حالها ، بعد هذه المشاورات اجتمع تسع من الرجال فأقدموا على قتل الناقة ، ومن بعد ذلك قاموا بقتل صغير الناقة ، عندما اتى خبر ما حدث لنبي الله صالح عليه السلام حذر قومه من ان عذابا اليما سوف يحل عليهم بعد ثلاثة ايام ، قال الله تعالى : ( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ).
كالعادة كان قوم ثمود يستهزئون بما كان صالح عليه السلام يقوله ولم يكن يصدقونه ابدا ، وصل الامر الى انهم حاولوا قتل نبي الله صالح ، ولكن الله عز وجل قام بمعاقبة الرجال التسعة الذين قتلوا الناقة وارسل عليهم حجارة قتلتهم ، وكان هذا العقاب قبل العقاب الكبير الذي سيلحق بقوم ثمود ، جاء الموعد المحدد الذي توعد به صالح عليه السلام قوم ثمود ، في اليوم الاول كانت وجوه قوم ثمود مسفرة ، وفي اليوم الثاني كانت الوجوه محمرة ، اما في يوم السبت الثالث اصبحت الوجوه مسودة ، وعندما جاء صباح يوم الاحد جلس قوم ثمود ينتظرون العقاب الذي توعدهم به صالح عليه السلام.
ففي هذا اليوم عندما خرجت الشمس اتت صيحة من السماء وكذلك رجفة من الارض ادت الى هلاكهم جميعا ، فقد كان ذلك عقاب من عند الله عز وجل بسبب عناد قوم ثمود وتكبرهم ، فهذه النهاية هي النهاية التي استحقها قوم ثمود ، فتلك الاصنام لم تنفعهم في الوقت الذي اتاهم عذاب الله عز وجل ، ومن هذه القصة نتعلم ان السبيل الوحيد للنجاة من غضب الله يكون باتباع دينه ، وهناك العديد من الآيات في القرآن التي تصف هذا العقاب الاليم لقوم ثمود ، قال تعالى : ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ) ، وايضا : ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يغنوا فيها ألا إن ثمود كفروا ربهم ألا بعدا لثمود ) ، وكذلك قوله تعالى : ( أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون * فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين ).
عبر مستفادة من قصة صالح عليه السلام
- النبي صالح عليه السلام استعمل مع قومه جميع اساليب الترهيب و الترغيب ، ولم يتوقف عن دعوتهم الى عبادة الله عز وجل بشتى الطرق ، وقد استمر في دعوته بدون كلل او ملل.
- اذا خالط الايمان القلوب ، واستقر داخل النفوس ، فانه يخلق القوة و الاصرار و الصراحة.
- كان نبي الله صالح عليه السلام يستعمل الاساليب المنطقية التي تتصف بالحكمة ، قال تعالى : ( لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ).
- النعم التي يرسلها الله الى عباده كثيرة جدا ، وان لم يحسن الانسان تسخيرها في طاعة الله فانها سوف تنقلب عليه وتتحول الى نقمة.
- من المهم جدا اتباع تعاليم ديننا ، الدين الاسلامي الذي يمثل الطريق الصحيح لنا في هذه الحياة ، فالله عز وجل رحيم ويتقبل التوبة من العاصي ، فطريق النجاة واحد فقط ليس له بديل وهو الايمان بالله عز وجل واتباع سنة نبيه.