رئيس وزراء مستقبلا
Member
قصة شاب
ليتنى أدركتها:
..
..
.
يقول الشاب كنت أدرس في مدرسة خاصة فيها إقامة شاملة، توفى أبى وأنا صغير ، و كانت أمي تعمل في البيوت لأجل الوفاء بنفقاتي، كنت أكرهها بعض الشيء، لأنها كانت عوراء، وكانت مبعث حرج لي، كنت حزيناً جداً يوم زارتني بالمدرسة وقد اشتاقت إلىَّ، إذ علم الطلاب أنها أمي، عذرا، ولقد تجاهلتها، صوبتُ إليها نظراتٍ حادة، وهربت بعيداً عنها، أحست بالأمر فانصرفَتْ، عَيَّرَني أحد الطلاب بها فتمنيت أن لو كانت الأرض ابتلعتنى ,تمنيت لو تختفي من حياتي، سافرتُ إليها في العطلة وعَنَّفْتُها وقلت:إن كنت تريدينَ أن تجعلي مني مهزلة , فموتك أفضل؟ سكتَتْ فلم تتفوه بكلمة واحدة، لم أفكر فيما قلته, فقط كنت متفجرًا غَضَبا، تغافلتُ عن مشاعرها، قررتُ الانفصال عنها, بحثت عن عمل واجتهدت في دراستي، تخرجْتُ وحصلتُ على فرصة عمل بالخارج، تزوجت، كنت سعيداً بزوجتي وطفلي, تناسيت أمي، لم أكن أعرف أنها جهدت في البحث عنى، استطاع أحدهم التوصل إلىَّ، وأخبرني أنها مريضة جدا، وتود لو تراني ولو مرة واحدة ، أخفيت الأمر عن أسرتي و سافرت إليها، كنت أنتوى الذهاب إليها لأصلح ما فسد، وَصَلْتُ إلى البلدة، أقبل الجيران يُعَزُّونّنِي، قالوا: تُوفيت أمس وقد أوصت بتسليمك هذه الرسالة، جلسْتُ منزوياً في غرفتها حزيناً على فوات الأوان، فَتَحْتُ الرسالة ، فإذا قد كتبت فيها
حبيبي: لقد علمت مؤخرًا دارَ إقامتك، كنت أتمنى رؤيتك ورؤية زوجتك ، كنت أتمنى رؤية حفيدي، فخشيت أن يصيبك الحرج الذي أصابك أول مرة، واعلم حبيبي أنى كتمت عنك سِرًّا، أبوح لك الآن به: فإنك يوم كنت صغيرا وقع لك حادث ذَهَبَتْ فيه عينُك اليُمنى، وقالوا يحتاج إلى جُزء من عين سليمة ليعود الإبصار إليه، فلم أبخل بعيني عليك، وهُرِعْتُ بها إليك، وقلتُ واحدة تكفيني وأنت عيني الأخرى، واعلم حبيبي: أن التي فعلت ذلك لتَسْعَدَ في دنياك، لم تكن لتغضب عليك لتشقى في أخراك، لذا فإني أسامحك وأموت راضيةً عنك رغم ما بَدَرَ منك.
ليتنى أدركتها:
..
..
.
يقول الشاب كنت أدرس في مدرسة خاصة فيها إقامة شاملة، توفى أبى وأنا صغير ، و كانت أمي تعمل في البيوت لأجل الوفاء بنفقاتي، كنت أكرهها بعض الشيء، لأنها كانت عوراء، وكانت مبعث حرج لي، كنت حزيناً جداً يوم زارتني بالمدرسة وقد اشتاقت إلىَّ، إذ علم الطلاب أنها أمي، عذرا، ولقد تجاهلتها، صوبتُ إليها نظراتٍ حادة، وهربت بعيداً عنها، أحست بالأمر فانصرفَتْ، عَيَّرَني أحد الطلاب بها فتمنيت أن لو كانت الأرض ابتلعتنى ,تمنيت لو تختفي من حياتي، سافرتُ إليها في العطلة وعَنَّفْتُها وقلت:إن كنت تريدينَ أن تجعلي مني مهزلة , فموتك أفضل؟ سكتَتْ فلم تتفوه بكلمة واحدة، لم أفكر فيما قلته, فقط كنت متفجرًا غَضَبا، تغافلتُ عن مشاعرها، قررتُ الانفصال عنها, بحثت عن عمل واجتهدت في دراستي، تخرجْتُ وحصلتُ على فرصة عمل بالخارج، تزوجت، كنت سعيداً بزوجتي وطفلي, تناسيت أمي، لم أكن أعرف أنها جهدت في البحث عنى، استطاع أحدهم التوصل إلىَّ، وأخبرني أنها مريضة جدا، وتود لو تراني ولو مرة واحدة ، أخفيت الأمر عن أسرتي و سافرت إليها، كنت أنتوى الذهاب إليها لأصلح ما فسد، وَصَلْتُ إلى البلدة، أقبل الجيران يُعَزُّونّنِي، قالوا: تُوفيت أمس وقد أوصت بتسليمك هذه الرسالة، جلسْتُ منزوياً في غرفتها حزيناً على فوات الأوان، فَتَحْتُ الرسالة ، فإذا قد كتبت فيها