عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
قصة طريفة من تاريخ شرطة العراق - قصة إلغاء بوق التحية الصباحي في مقر الشرطة العامة ((الزيج)) الذي تسبب في إلغاء بوق التحية الصباحية في المقر العام!!
من ذكريات العميد المتقاعد/ عدنان محيي الدين عبدالرحمن
مديرية الشرطة العامة تلغي تحية البوق عند ابتداء الدوام الرسمي سنة 1935 حيث جرت العادة عند حضور مدير الشرطة العام الى مقره في الشرطة العامة، صباح كل يوم، ان يقف شرطي وبيده (بوق) من النحاس فيعزف بنغمة خاصة اشارة إلى وصول مدير الشرطة العام الى دائرته. وفي هذه اللحظة يقوم شرطي المرور بايقاف سير جميع السيارات المارة في تلك اللحظة حتى الانتهاء من البوق وأداء حرس الباب النظامي التحية العسكرية.
اللواء هاشم العلوي مدير الشرطة العام (1888-1939)
محمود صبحي الدفتري (1889 – 1979)
وصادف في أحد الأيام مرور موكب المرحوم السيد محمود صبحي الدفتري مدير العدلية العام بسيارته الحكومية من شارع جديد حسن باشا وهو المؤدي من شارع الرشيد ومقهى الزهاوي الى مبنى سراي الحكومة ومبنى الداخلية والشرطة العامة وعدد من الوزارات، فتوقفت سيارته مع بقية السيارات في انتظار انتهاء البوقي من عزف تحية المدير العام. وما ان سكت البوقي حتى خرج المرحوم الدفتري من سيارته وهو في حالة من الغضب الشديد واطلق من فمه صوت قوي ((زيج)) ليلفت انتباه مدير الشرطة العام المرحوم هاشم العلوي، الذي دخل الدائرة والاستياء واضح على وجهه من شدة الاحراج للموقف الغريب، وبعد وقت قليل ترك المرحوم مدير الشرطة العام هاشم العلوي دائرته وتوجه الى مبنى وزارة الداخلية القريب من دائرته، ودخل على وزير الداخلية المرحوم رشيد عالي الكيلاني ليخبره بما حصل من تصرف غريب ومستهجن من قبل الدفتري. وقد تأثر المرحوم رشيد عالي الكيلاني من هذا التصرف الغريب وأخبر العلوي أنه سيطرح الموضوع في اجتماع مجلس الوزراء اليوم!!
رشيد عالي الكيلاني (1892 – 1965)
وحين انعقد مجلس الوزراء بحضور المرحوم جعفر العسكري طرح الكيلاني ما حصل من قبل الدفتري، وهنا قام وزير الخارجية توفيق السويدي وطلب الاذن بالكلام فقال: اني ارى ما قام به الدفتري تصرف يعاب عليه حيث ان هذا لا يليق بشخص محترم، وان من يمارس هذا الاسلوب في حياته لابد ان يكون بعيد عن السلوك الراقي.. ويعبر عن انحطاط خلقي..
وهنا لوحظ على سيماء رئيس الوزراء التأثر والانزعاج وحين جلس السويدي التفت اليه وزير الدفاع شاكر الوادي وقال له:ماذا فعلت؟ الم تعلم ان العسكري يمارس هذه العادة بين الحين والحين، للمزاح مع اصدقائه ..
وكان الحضور صامتين.. وكأنَّ على رؤوسهم الطير.. حيث ان اغلبيتهم يعرفون بهذا السلوك لدى رئيس الوزراء.. هنا قام وزير العدلية صادق البصام وطلب الاذن بالكلام حيث وجه كلامه لرئيس الوزراء وقال: ارجو من فخامتكم ان تسمحوا لي بمعالجة هذا الامر صباح يوم غد في مقر وزارتي..
فقال له المرحوم العسكري: لا مانع من ذلك وطلب الرئيس انهاء الجلسة.
وفي اليوم التالي طلب وزير العدلية ابلاغ مدير العدلية العام بالحضور لمواجهته. ولدى حضور الدفتري امام الوزير قال له الوزير: (ما كان ينبغي لك ان تقوم بهذا التصرف مع مدير الشرطة العام).
فرَدّ عليه الدفتري: نعم لقد فعلت ذلك وانا غير نادم على ما فعلت فلماذا تتوقف حركة السير في الشارع لمجرد قدوم ضابط كبير الى دائرته؟
وهنا لوحظ على سيماء رئيس الوزراء التأثر والانزعاج وحين جلس السويدي التفت اليه وزير الدفاع شاكر الوادي وقال له:ماذا فعلت؟ الم تعلم ان العسكري يمارس هذه العادة بين الحين والحين، للمزاح مع اصدقائه ..
وكان الحضور صامتين.. وكأنَّ على رؤوسهم الطير.. حيث ان اغلبيتهم يعرفون بهذا السلوك لدى رئيس الوزراء.. هنا قام وزير العدلية صادق البصام وطلب الاذن بالكلام حيث وجه كلامه لرئيس الوزراء وقال: ارجو من فخامتكم ان تسمحوا لي بمعالجة هذا الامر صباح يوم غد في مقر وزارتي..
فقال له المرحوم العسكري: لا مانع من ذلك وطلب الرئيس انهاء الجلسة.
وفي اليوم التالي طلب وزير العدلية ابلاغ مدير العدلية العام بالحضور لمواجهته. ولدى حضور الدفتري امام الوزير قال له الوزير: (ما كان ينبغي لك ان تقوم بهذا التصرف مع مدير الشرطة العام).
فرَدّ عليه الدفتري: نعم لقد فعلت ذلك وانا غير نادم على ما فعلت فلماذا تتوقف حركة السير في الشارع لمجرد قدوم ضابط كبير الى دائرته؟
ثم طلب الاذن من الوزير في الانصراف.
وبعد خروجه امر وزير العدلية بنقل محمود صبحي الدفتري من منصب مدير العدلية العام الى منصب رئيس ملاحظين في احدى دوائر وزارة العدلية!!
وبمناسبة الحديث عن عادة ((الزيج)) او العفاط فقد كانت معروفة ومنتشرة في بغداد، يمارسها الخاص والعام رغم عيبها.
ومما يخطر في ذاكرتي ان المرحوم مدير الشرطة قاسم الدهان كان يمارس هذه العادة في حياته اليومية عند بعض المواقف.. فاذكر ذات يوم كان يسير في شارع الرشيد اول الستينات وصادف وجود مدير المرور المرحوم عدنان عبدالمجيد بملابسه المدنية، وكان يروم العبور الى الجهة الثانية من شارع الرشيد وقد عرفه شرطي المرور فقام بايقاف سير السيارات لحين عبوره، فما كان من قاسم الدهان الا ان ينادي على مدير المرور (ابو عبير... ابو عبير!!) وحين التفت مدير المرور نحو الدهان فاجأه بصوت ((زيج)) قوي .. مما اخجل المرحوم عدنان عبدالمجيد وسارع في سيره دون ان يلتفت اليه او يجاوبه!!
وفي مقر آمرية القوة السيارة كان قاسم الدهان يشغل منصب مدير الحركات وكان آمر القوة المرحوم محمد بسيم، وبينما كان جالسا في مكتبه فقد سمع صوتا غريبا من الممر المجاور، فنادى على الشرطي المراسل وقال له: ما هذا الصوت؟ فاجابه الشرطي: هذا مدير الحركات كان يمازح احد اصدقاءه!!
فاستدعاه آمر القوة السيارة الى مكتبه ووبَّخه على ما فعل من فعل معيب، لكنه اعترف بذنبه مدعيا ان هذا مرض يعاني منه ولم يستطع التخلي عنه.. فما كان من آمر القوة السيارة الا ان يصدر امراً بنقله الى احد افواج القوة السيارة في شمال العراق.
اما موضوع تحية البوق، فقد امر وزير الداخلية حينها بصرف النظر عن هذه التحية وقررت مديرية الشرطة العامة الغاء تحية البوق.
وبعد خروجه امر وزير العدلية بنقل محمود صبحي الدفتري من منصب مدير العدلية العام الى منصب رئيس ملاحظين في احدى دوائر وزارة العدلية!!
وبمناسبة الحديث عن عادة ((الزيج)) او العفاط فقد كانت معروفة ومنتشرة في بغداد، يمارسها الخاص والعام رغم عيبها.
ومما يخطر في ذاكرتي ان المرحوم مدير الشرطة قاسم الدهان كان يمارس هذه العادة في حياته اليومية عند بعض المواقف.. فاذكر ذات يوم كان يسير في شارع الرشيد اول الستينات وصادف وجود مدير المرور المرحوم عدنان عبدالمجيد بملابسه المدنية، وكان يروم العبور الى الجهة الثانية من شارع الرشيد وقد عرفه شرطي المرور فقام بايقاف سير السيارات لحين عبوره، فما كان من قاسم الدهان الا ان ينادي على مدير المرور (ابو عبير... ابو عبير!!) وحين التفت مدير المرور نحو الدهان فاجأه بصوت ((زيج)) قوي .. مما اخجل المرحوم عدنان عبدالمجيد وسارع في سيره دون ان يلتفت اليه او يجاوبه!!
وفي مقر آمرية القوة السيارة كان قاسم الدهان يشغل منصب مدير الحركات وكان آمر القوة المرحوم محمد بسيم، وبينما كان جالسا في مكتبه فقد سمع صوتا غريبا من الممر المجاور، فنادى على الشرطي المراسل وقال له: ما هذا الصوت؟ فاجابه الشرطي: هذا مدير الحركات كان يمازح احد اصدقاءه!!
فاستدعاه آمر القوة السيارة الى مكتبه ووبَّخه على ما فعل من فعل معيب، لكنه اعترف بذنبه مدعيا ان هذا مرض يعاني منه ولم يستطع التخلي عنه.. فما كان من آمر القوة السيارة الا ان يصدر امراً بنقله الى احد افواج القوة السيارة في شمال العراق.
اما موضوع تحية البوق، فقد امر وزير الداخلية حينها بصرف النظر عن هذه التحية وقررت مديرية الشرطة العامة الغاء تحية البوق.