عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
رحلة تسوق لن تُنسى
كان الصبح هادئًا، وقررت أكسر الروتين وأروح للسوق. شربت استكان شاي مضبوط مع خبز حار وجبن، كتبت قائمة بالأغراض اللي أحتاجها، وطلعت من البيت. الطريق للسوق كان مزدحم كأنه كل سكان المنطقة قرروا يتسوقون بنفس اليوم، بس ما يهم، كنت مصمم أخلي اليوم مميز.
أول ما وصلت، وقفت عند رجل كبير يبيع سبح وخواتم على طاولة بسيطة. كان وجهه مليان حكايات السنين، وقبل لا أتكلم، قال لي: "وينك من زمان، عمي؟ اليوم عندي خواتم للحظ والسعد!" ابتسمت وقلت له: "زين، عندك خاتم يخلي راتبي يوصل أول الشهر؟" ضحك وقال: "ماكو خاتم هيچ، بس عندي سبحة تخليك تصبر لين ينزل الراتب!" اشتريت سبحة جميلة، وقلت له: "الله يبارك برزقك، خلي أحاول حظي بيها."
مشيت شوية، ووصلت عند أول بائع خضار. كان ينادي بصوت جهوري: "طماطم... طماطم طازجة!" وقفت عنده وقلت: "عمي، هاي الطماطم تضحك لو عبوسة؟" فضحك وقال: "عمي، هاي تضحك بس إذا اشتريت كيلو كامل!" اشتريت كيس طماطم، وبعدها لفت انتباهي شاب صغير واقف يبيع فجل وبصل. كان ينادي بطريقة طريفة: "يا بصل يا فجل، ينفع للغداء أو العشاء، واللي ما يحب الفجل، عيب عليه!"
وقفت عنده وقلت: "عمي، شنو قصتك مع الفجل؟ صارلك ساعة تمدح بيه!" قال لي: "عمي، الفجل هذا من مزرعتي، ينفع للزواج والريجيم، وحسب الطلب!" اشتريت منه وأخذت شوية بصل.
وأنا أمشي، شفت زحمة عند كشك يبيع أدوات منزلية. الفضول خلاني أقرب، ولاقيت رجل يشرح للناس عن مواعينه. مسكت كوب من عنده وسألته: "عمي، هذا الكوب يطول عمر الشاي لو يبخّره؟" ضحك وقال: "عمي، هذا يخلّي شايك طيب حتى لو المي قليل!" اشتريت كوبين، وقلت: "خلّي واحد للبيت وواحد احتياط."
بعدها توجهت للمخبز. قبل ما أوصل، شميت ريحة خبز تخبّل، وما قدرت أقاوم. وقفت بالطابور، وكل ما كان دوري يقرب، كنت أسمع صوت الخبز وهو يطلع من الفرن كأنه يناديني. لما وصلت، قلت للخباز: "عمي، ريحة خبزك تخلّي الواحد ينسى همومه!" رد ضاحكًا: "هذا خبز العافية، لازم تجرب وتأكل مباشرة!" اشتريت رغيفين، وفعلاً أول ما ذقته، حسيت كأنه سحري.
بينما كنت أكمل رحلتي، شفت رجل كبير واقف مع ديج أبيض كبير. كان ينادي بصوت عالي: "هذا الديج ملكي، مو للبيع، بس للتصوير!" فضحكت وقلت له: "زين عمي، شكد أجرتك للصورة؟" رد: "التصوير مجاني، بس لا تخوفه، ترى عنده شخصية!" أخذت صورة معه، وكان هذا الديج فعلاً غريب الأطوار، ينظر للكاميرا وكأنه فاهم الموضوع.
بعدها قررت أروح لمحل الحلويات. دخلت المحل وكأنني دخلت جنة، كل شيء يلمع: زنود الست، البقلاوة، الكنافة. طلبت من صاحب المحل: "عمي، أريد زنود الست، بس خليهن طازجات لأنهن غرامي!" قال لي: "هاي زنود الست رح تخليك تنسى الدنيا!"
وأنا خارج من السوق، صادفت طفل صغير يحمل كيس ثقيل. ساعدته وحكيت معه شوية، وعرفت أنه جمع أغراض لجدته. شكرني بابتسامة صافية وقال لي: "الله يحفظك، عمو!"
رجعت للبيت وأنا أشعر أنني عشت مغامرة حقيقية. السوق ما كان مجرد مكان أشتري منه أغراض، بل كان مسرح لحكايات مليانة ضحك وناس طيبين وروح ممتعة. اليوم كان طويلًا، لكن كل لحظة فيه كانت تستحق.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
كان الصبح هادئًا، وقررت أكسر الروتين وأروح للسوق. شربت استكان شاي مضبوط مع خبز حار وجبن، كتبت قائمة بالأغراض اللي أحتاجها، وطلعت من البيت. الطريق للسوق كان مزدحم كأنه كل سكان المنطقة قرروا يتسوقون بنفس اليوم، بس ما يهم، كنت مصمم أخلي اليوم مميز.
أول ما وصلت، وقفت عند رجل كبير يبيع سبح وخواتم على طاولة بسيطة. كان وجهه مليان حكايات السنين، وقبل لا أتكلم، قال لي: "وينك من زمان، عمي؟ اليوم عندي خواتم للحظ والسعد!" ابتسمت وقلت له: "زين، عندك خاتم يخلي راتبي يوصل أول الشهر؟" ضحك وقال: "ماكو خاتم هيچ، بس عندي سبحة تخليك تصبر لين ينزل الراتب!" اشتريت سبحة جميلة، وقلت له: "الله يبارك برزقك، خلي أحاول حظي بيها."
مشيت شوية، ووصلت عند أول بائع خضار. كان ينادي بصوت جهوري: "طماطم... طماطم طازجة!" وقفت عنده وقلت: "عمي، هاي الطماطم تضحك لو عبوسة؟" فضحك وقال: "عمي، هاي تضحك بس إذا اشتريت كيلو كامل!" اشتريت كيس طماطم، وبعدها لفت انتباهي شاب صغير واقف يبيع فجل وبصل. كان ينادي بطريقة طريفة: "يا بصل يا فجل، ينفع للغداء أو العشاء، واللي ما يحب الفجل، عيب عليه!"
وقفت عنده وقلت: "عمي، شنو قصتك مع الفجل؟ صارلك ساعة تمدح بيه!" قال لي: "عمي، الفجل هذا من مزرعتي، ينفع للزواج والريجيم، وحسب الطلب!" اشتريت منه وأخذت شوية بصل.
وأنا أمشي، شفت زحمة عند كشك يبيع أدوات منزلية. الفضول خلاني أقرب، ولاقيت رجل يشرح للناس عن مواعينه. مسكت كوب من عنده وسألته: "عمي، هذا الكوب يطول عمر الشاي لو يبخّره؟" ضحك وقال: "عمي، هذا يخلّي شايك طيب حتى لو المي قليل!" اشتريت كوبين، وقلت: "خلّي واحد للبيت وواحد احتياط."
بعدها توجهت للمخبز. قبل ما أوصل، شميت ريحة خبز تخبّل، وما قدرت أقاوم. وقفت بالطابور، وكل ما كان دوري يقرب، كنت أسمع صوت الخبز وهو يطلع من الفرن كأنه يناديني. لما وصلت، قلت للخباز: "عمي، ريحة خبزك تخلّي الواحد ينسى همومه!" رد ضاحكًا: "هذا خبز العافية، لازم تجرب وتأكل مباشرة!" اشتريت رغيفين، وفعلاً أول ما ذقته، حسيت كأنه سحري.
بينما كنت أكمل رحلتي، شفت رجل كبير واقف مع ديج أبيض كبير. كان ينادي بصوت عالي: "هذا الديج ملكي، مو للبيع، بس للتصوير!" فضحكت وقلت له: "زين عمي، شكد أجرتك للصورة؟" رد: "التصوير مجاني، بس لا تخوفه، ترى عنده شخصية!" أخذت صورة معه، وكان هذا الديج فعلاً غريب الأطوار، ينظر للكاميرا وكأنه فاهم الموضوع.
بعدها قررت أروح لمحل الحلويات. دخلت المحل وكأنني دخلت جنة، كل شيء يلمع: زنود الست، البقلاوة، الكنافة. طلبت من صاحب المحل: "عمي، أريد زنود الست، بس خليهن طازجات لأنهن غرامي!" قال لي: "هاي زنود الست رح تخليك تنسى الدنيا!"
وأنا خارج من السوق، صادفت طفل صغير يحمل كيس ثقيل. ساعدته وحكيت معه شوية، وعرفت أنه جمع أغراض لجدته. شكرني بابتسامة صافية وقال لي: "الله يحفظك، عمو!"
رجعت للبيت وأنا أشعر أنني عشت مغامرة حقيقية. السوق ما كان مجرد مكان أشتري منه أغراض، بل كان مسرح لحكايات مليانة ضحك وناس طيبين وروح ممتعة. اليوم كان طويلًا، لكن كل لحظة فيه كانت تستحق.
بقلم محمد الخضيري الجميلي