عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,757
- النقاط
- 113
جذب انتباهي ذلك الإعلان الغريب الذي كان معلق على إحد المحلات التجارية بالسوق ، مكتوب فيه ( تصليح وعلاج للقلوب المكسورة وترميمها ) ، دخلت المحل بحيرة لا افهم فوجدت رجلا كبير في السن جدا وعجوز ، يجلس على مقعدة الهزاز وامامه الكثير من الاشياء الغريبة ، قابلني العجوز مبتسما بشدة حينما شاهدني ادخل المحل ، وانا متعجب و اقرأ الافته مرات ومرات عديدة وأرددها بصوت عالي لأكد كلامي ، قال العجوز لي مبتسما :
نعم يا ولدي ، أنا أفعل وهنا أصلح القلوب المكسورة وأعالجها وأشفي جراحها يا ولدي ثم امسك بيدي بشدة وقال وهو يبتسم بنقاء غريب : اقترب يا بني لا تخف وتعالى إلى هنا ، ووضع أذنه اليمنى على موضع قلبي في جهة اليسار وأنصت جيدا ثم قال بتوتر كبير : إن دقات قلبك سريعة قليلا يا ولدي ونبضك عالي فماذا فعلت بك الحياة ، ولكن لا تجزع يا بني فدواءك بسيط جدا وعلاجه سهل ، لا تخشى شيء فالقلوب نعالجها في المحل على حسب نوعها فهي أنواع كثيرة يا بني ، وصمت الرجل واذدادت ابتسامته وهو ينظر لي وانا أشعر بالحيرة الكبيرة والضياع ، فقلت له : أنا لا أفهم ما تقول فهل تشرح لي يا جدي ماذا تقصد بكلامك ؟
قال العجوز متبسما بشدة : من خبرتي الطويلة التي ورثتها من جيل وراء جيل ، عن أبي ومن جدي ومن قبله جد جدي في الدنيا الكبيرة يا بني ، فهناك الكثير من القلوب ومن انواعها فهناك قلب مشروح لا تحتاج لشيء لفهمه ، وقلب مجروح اتعبته الحياة بذلاتها وكسراتها ، وقلب مذبوح من الظلم والقهر يا بني ، قلب رحيق يملائه الايمان والرضا ، وقلب سحيق وقاسي جمدته الحياة ، وقلب حريق ، وقلب غريق ، وقلب منقوع في المعاصي والاهوال ، وقلب مفجوع من فقد حبيب وعزيز ، قلب سليم لا يهتم لاحد ، وقلب عليل.. وقلب سقيم.. قلب فياض بالحب والخير يفيض للجميع ، وقلب جياش يملاه الحب والهوى ، قلب مغرور اغتر لما عنده ولم يعلم بانه من فضل الله ، وقلب مسرور بما كتب وما رزق ، والبحث يا ولدي في أمور القلوب ، ويطول الشرح فالقلوب متغيره فسبحان مقلب القلوب ومغير احوالها .
نظرت له بدهشة وحيرة كبيرة وقلت له :
.
– فاعلم يا بني بأن رزقك مقسوم فلا تتعب نفسك ، وقدرك محتوم فلا تجزع فلن يصيبك غيره ، وصديقك عاجز فلا تأمل فيه الكثير ، وعدوك ضعيف فلا تخشى إلا رب الكون يغنيك ، طهر قلبك من ثلاث تعش براحة وسلام :
الكره والحقد والرياء وزينه بثلاث وجعلها ذادك في الرحلة :الصدق والإخلاص والورع
واحفظ في قلبك ثلاث : التسليم للمولى ورب الخلق وحب سيد الورى ، ودوام على الشكر الى الخالق في السراء والبلوى والضراء والنجوى ، واترك الخلق للخالق فما لك بهم شيئا ، وانشغل باصلاح حالك وامرك في الرحله ، ودع أحوالهم واهتم بحالك واصلحه لنفسك يا بني ..
وليكن لك ثلاث يا ولدي تلازمك دوما :
لسان ذاكر لله وخاشع بالعبادة ، وجسد صابر على البلاء مهما كبر وعظم ، وعقل متبصر عارف ماذا يفعل وما الذي يريده من الحياة ، واهرب مسرعا وفر من ثلاث ولا تشغل بالك بهم تعش مرتاح البال:
الحديث عن الناس والغو ، وهوى الناس وحبهم الشديد والتعلق بهم فمن تعلق بغير الله اذله ، والجلوس مع من لا خير فيه ولا رجاء من الناس ، والإستئناس بالحديث عن الناس وعن شؤنهم من علامة الإفلاس الفكري والعقلي ، هيا تناول دواؤك يا ولدي ومن الله شفاؤك ، ستشفى بامر الله كن على يقين ، ولكن الزم العلاج ولا تتركه .
شعرت براحة غريبة جدا ، و بأنني قد ولدت من جديد ، قبلته وانا ابكي بشدة ، وبعدها أنصرفت عائدا إلى بيتي وانا اشعر بالراحة الكبيرة ، وامسك دوائي بيدي في تلك الورقة المكتوبه ، فلقد كتبتها بيدي ، فربما كان بها راحتي وإنتظام دقات قلبي المتسارعة من هموم الحياة وجراحها وكسراتها الكثيرة فلقد تعب الفؤاد ومل ، وكثرت الهموم وتزايدت الدقات للقلب الموجوع .
نعم يا ولدي ، أنا أفعل وهنا أصلح القلوب المكسورة وأعالجها وأشفي جراحها يا ولدي ثم امسك بيدي بشدة وقال وهو يبتسم بنقاء غريب : اقترب يا بني لا تخف وتعالى إلى هنا ، ووضع أذنه اليمنى على موضع قلبي في جهة اليسار وأنصت جيدا ثم قال بتوتر كبير : إن دقات قلبك سريعة قليلا يا ولدي ونبضك عالي فماذا فعلت بك الحياة ، ولكن لا تجزع يا بني فدواءك بسيط جدا وعلاجه سهل ، لا تخشى شيء فالقلوب نعالجها في المحل على حسب نوعها فهي أنواع كثيرة يا بني ، وصمت الرجل واذدادت ابتسامته وهو ينظر لي وانا أشعر بالحيرة الكبيرة والضياع ، فقلت له : أنا لا أفهم ما تقول فهل تشرح لي يا جدي ماذا تقصد بكلامك ؟
قال العجوز متبسما بشدة : من خبرتي الطويلة التي ورثتها من جيل وراء جيل ، عن أبي ومن جدي ومن قبله جد جدي في الدنيا الكبيرة يا بني ، فهناك الكثير من القلوب ومن انواعها فهناك قلب مشروح لا تحتاج لشيء لفهمه ، وقلب مجروح اتعبته الحياة بذلاتها وكسراتها ، وقلب مذبوح من الظلم والقهر يا بني ، قلب رحيق يملائه الايمان والرضا ، وقلب سحيق وقاسي جمدته الحياة ، وقلب حريق ، وقلب غريق ، وقلب منقوع في المعاصي والاهوال ، وقلب مفجوع من فقد حبيب وعزيز ، قلب سليم لا يهتم لاحد ، وقلب عليل.. وقلب سقيم.. قلب فياض بالحب والخير يفيض للجميع ، وقلب جياش يملاه الحب والهوى ، قلب مغرور اغتر لما عنده ولم يعلم بانه من فضل الله ، وقلب مسرور بما كتب وما رزق ، والبحث يا ولدي في أمور القلوب ، ويطول الشرح فالقلوب متغيره فسبحان مقلب القلوب ومغير احوالها .
نظرت له بدهشة وحيرة كبيرة وقلت له :
- قد جئتك يا جدي بحيرة واحدة لتصلحها لي ، فجعلتها ألف حيره وحيرة وجعلت برأسي ألف سؤال بلا جواب ، وهنا ضحك العجوز وتبسم قائلا :
- يا ولدي ابتسم وتفاءل بالخير ، ولا تجزع فعندي لك الحل الامثل لعلاجك ، ولكل من يأتيني ممن كسرهم الهوى وعذبهم الدهر ، وصفة واحدة ، فكل من جربها وعمل بها ، تعافى بإذن الله ومن اسقامه شفى ، فأتني يا بني بورقة وقلم ، واكتب علاجك بنفسك لعلك تتذكره وتاخذه :
.
– فاعلم يا بني بأن رزقك مقسوم فلا تتعب نفسك ، وقدرك محتوم فلا تجزع فلن يصيبك غيره ، وصديقك عاجز فلا تأمل فيه الكثير ، وعدوك ضعيف فلا تخشى إلا رب الكون يغنيك ، طهر قلبك من ثلاث تعش براحة وسلام :
الكره والحقد والرياء وزينه بثلاث وجعلها ذادك في الرحلة :الصدق والإخلاص والورع
واحفظ في قلبك ثلاث : التسليم للمولى ورب الخلق وحب سيد الورى ، ودوام على الشكر الى الخالق في السراء والبلوى والضراء والنجوى ، واترك الخلق للخالق فما لك بهم شيئا ، وانشغل باصلاح حالك وامرك في الرحله ، ودع أحوالهم واهتم بحالك واصلحه لنفسك يا بني ..
وليكن لك ثلاث يا ولدي تلازمك دوما :
لسان ذاكر لله وخاشع بالعبادة ، وجسد صابر على البلاء مهما كبر وعظم ، وعقل متبصر عارف ماذا يفعل وما الذي يريده من الحياة ، واهرب مسرعا وفر من ثلاث ولا تشغل بالك بهم تعش مرتاح البال:
الحديث عن الناس والغو ، وهوى الناس وحبهم الشديد والتعلق بهم فمن تعلق بغير الله اذله ، والجلوس مع من لا خير فيه ولا رجاء من الناس ، والإستئناس بالحديث عن الناس وعن شؤنهم من علامة الإفلاس الفكري والعقلي ، هيا تناول دواؤك يا ولدي ومن الله شفاؤك ، ستشفى بامر الله كن على يقين ، ولكن الزم العلاج ولا تتركه .
شعرت براحة غريبة جدا ، و بأنني قد ولدت من جديد ، قبلته وانا ابكي بشدة ، وبعدها أنصرفت عائدا إلى بيتي وانا اشعر بالراحة الكبيرة ، وامسك دوائي بيدي في تلك الورقة المكتوبه ، فلقد كتبتها بيدي ، فربما كان بها راحتي وإنتظام دقات قلبي المتسارعة من هموم الحياة وجراحها وكسراتها الكثيرة فلقد تعب الفؤاد ومل ، وكثرت الهموم وتزايدت الدقات للقلب الموجوع .