فقار الكرخي
احساس شاعر
- إنضم
- 30 مارس 2015
- المشاركات
- 1,591
- مستوى التفاعل
- 223
- النقاط
- 63
- الإقامة
- العراق
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
يروي أحد الشيوخ على لسان امرأة عجوز…
حملته ببطني تسعة أشهر، وتوفي والده وقد كان لا يبلغ من العمر حينها إلا أشهر، رزقني بربي به بعد ابنتي الوحيدة والتي تكبره بثلاثة أعوام؛ أرضعته لثلاثة أعوام حتى ترك الرضاعة بنفسه، كنت له أبا وأما بنفس الوقت، تحملت الكثير من أعباء الحياة من أجل أن أعلمه وأوفر له مكانة أفضل بالمجتمع.
وعندما حق سن الزواج زوجته من فتاة جميلة وذات أدب ودين، نعلم جيدا مدى أصالتها وعفتها ومعدن أصل أهلها النفيس؛ عاشت معه قرابة الخمسة أعوام ورزق منها بابنة كبرى وابن صغير؛ ولكنه ذات مرة وبين ليلة وضحاها قرر الانفصال عنها بحجة عدم تعليمها وأنه يريد الزواج من امرأة غيرها تكون متعلمة.
وبالفعل أخذ ابنيه وانفصل عن زوجته طيبة القلب، وتزوج من مدرسة، كنت أقوم على خدمتها لظروف عملها، ولكن بعد مرور عدة أشهر بدأت مشاكلها التي لا تعد ولا تحصى معي، كانت دائمة التذمر من أكلي ومن طريقتي في ترتيب المنزل وخلافه من أمور مماثلة، وبعد قليل من الوقت قررت إحضار خادمة تقوم على شئون المنزل، ومن بعدها تقرر إعطاء الخادمة غرفة نومي وتهميش بالملحق الخارجي للمنزل، لم أكن سعيدة بالوضع الجديد ولكن ماذا أفعل؟!، فيكفيني أن أراه وابنيه أمام عيني وأطمئن عليهم جميعا.
شعرت بضيق شديد لذلك قررت الذهاب إلى ابنتي والتي تسكن في مدينة مجاورة، مكثت معها لمدة يومين اثنين، وعندما عدت للمنزل وجدتهما قد أخرجا كل ممتلكاتي من الحجرة الملحقة، وجدت زوجة ابني تقول: “ليس لكِ مكان هنا بعد الآن فارحلي بعيدا عنا”، وأغلقت الباب في وجهي، وابني يقف خلفها دون أن يبدي أي حراك، ولا تظهر عليه أي ملامح ضيق ولا حزن، وكأني لم أكن أما له يوما.
وقفت أمام المنزل حزينة شريدة لا أعلم أين أذهب، والدموع تتساقط من عيناي، والجو بارد للغاية لا يقوى عليه الشباب، لم تطاوعني قدماي على السير بعيدا عن المنزل، وما زلت واقفة متسمرة مكاني حتى امتدت يد حنونة وربتت على ظهري، إنها زوجة ابني الأولى، وقد كانت قد تزوجت من رجل آخر، ضمتني إلى صدرها بكل حنية وقالت: “لا تحزني فربكِ لن يضيع إحسانكِ أبدا”.
وأخذت بيدي وأدخلتني منزلها، لقد كان كل من بالحي قد شاهد ما فعلته بي زوجة ابني وابني قلبها، استأذنتها بالمكوث معها حتى طلوع النهار لحينها أكون قد تواصلت مع ابنتي لأنتقل للعيش معها، وكانت المفاجأة الصادمة التي حدثت معي، أن ابنتي الوحيدة التي كنت أنتظر منها أن تحملني وتتحملني في أيام عجزي ووهن قوتي تتملص معي في الحديث وتعتذر مني حيث أن زوجها لم يحتمل مكوثي معهما لمدة يومين اثنين، فكيف وأنا أطلب منها الانتقال للعيش معهما ما بقي من حياتي؟!
بكت الفتاة التي صانت عشرتي لها لما حدث لي من ابنتي وابني، قالت وقبل أن أتحدث بكلمة واحدة: “هذا هو بيتكِ، وأنتِ عاملتني كابنة لكِ، وحان اليوم أعاملكِ كأم لي، أتسمحين لي بذلك؟”.
ابتسمت ولم أدري ما أخبرها بها، ولكن الدموع تنهمر من عيني، لطالما تمنيت أن أسمع هذه الكلمات المطيبة لقلبي من ابنتي التي تعبت في تربيتها طوال حياتي، عندما حل الصباح تركت كل شيء خلفي ورحلت، لم آخذ معي إلا الآلام والأوجاع وذكريات مميتة، دعوت ربي مرارا وتكرارا أن يلطف بحالي ويحن علي، فبعده ليس لي شيء بهذه الحياة الموجعة.
لا أتذكر أثناء هروبي مبتعدة عن كل ما لقيته بيوم واحد إلا وسيارة ترتطم بي، وعندما استفقت من غيبوبتي وجدت زوجة ابني السابقة وزوجها هما من قاما على رعايتي والعناية بي والتكفل بكل المصاريف، أتى لزيارتي كل من بالحي إلا ابني وابنتي.
حملته ببطني تسعة أشهر، وتوفي والده وقد كان لا يبلغ من العمر حينها إلا أشهر، رزقني بربي به بعد ابنتي الوحيدة والتي تكبره بثلاثة أعوام؛ أرضعته لثلاثة أعوام حتى ترك الرضاعة بنفسه، كنت له أبا وأما بنفس الوقت، تحملت الكثير من أعباء الحياة من أجل أن أعلمه وأوفر له مكانة أفضل بالمجتمع.
وعندما حق سن الزواج زوجته من فتاة جميلة وذات أدب ودين، نعلم جيدا مدى أصالتها وعفتها ومعدن أصل أهلها النفيس؛ عاشت معه قرابة الخمسة أعوام ورزق منها بابنة كبرى وابن صغير؛ ولكنه ذات مرة وبين ليلة وضحاها قرر الانفصال عنها بحجة عدم تعليمها وأنه يريد الزواج من امرأة غيرها تكون متعلمة.
وبالفعل أخذ ابنيه وانفصل عن زوجته طيبة القلب، وتزوج من مدرسة، كنت أقوم على خدمتها لظروف عملها، ولكن بعد مرور عدة أشهر بدأت مشاكلها التي لا تعد ولا تحصى معي، كانت دائمة التذمر من أكلي ومن طريقتي في ترتيب المنزل وخلافه من أمور مماثلة، وبعد قليل من الوقت قررت إحضار خادمة تقوم على شئون المنزل، ومن بعدها تقرر إعطاء الخادمة غرفة نومي وتهميش بالملحق الخارجي للمنزل، لم أكن سعيدة بالوضع الجديد ولكن ماذا أفعل؟!، فيكفيني أن أراه وابنيه أمام عيني وأطمئن عليهم جميعا.
شعرت بضيق شديد لذلك قررت الذهاب إلى ابنتي والتي تسكن في مدينة مجاورة، مكثت معها لمدة يومين اثنين، وعندما عدت للمنزل وجدتهما قد أخرجا كل ممتلكاتي من الحجرة الملحقة، وجدت زوجة ابني تقول: “ليس لكِ مكان هنا بعد الآن فارحلي بعيدا عنا”، وأغلقت الباب في وجهي، وابني يقف خلفها دون أن يبدي أي حراك، ولا تظهر عليه أي ملامح ضيق ولا حزن، وكأني لم أكن أما له يوما.
وقفت أمام المنزل حزينة شريدة لا أعلم أين أذهب، والدموع تتساقط من عيناي، والجو بارد للغاية لا يقوى عليه الشباب، لم تطاوعني قدماي على السير بعيدا عن المنزل، وما زلت واقفة متسمرة مكاني حتى امتدت يد حنونة وربتت على ظهري، إنها زوجة ابني الأولى، وقد كانت قد تزوجت من رجل آخر، ضمتني إلى صدرها بكل حنية وقالت: “لا تحزني فربكِ لن يضيع إحسانكِ أبدا”.
وأخذت بيدي وأدخلتني منزلها، لقد كان كل من بالحي قد شاهد ما فعلته بي زوجة ابني وابني قلبها، استأذنتها بالمكوث معها حتى طلوع النهار لحينها أكون قد تواصلت مع ابنتي لأنتقل للعيش معها، وكانت المفاجأة الصادمة التي حدثت معي، أن ابنتي الوحيدة التي كنت أنتظر منها أن تحملني وتتحملني في أيام عجزي ووهن قوتي تتملص معي في الحديث وتعتذر مني حيث أن زوجها لم يحتمل مكوثي معهما لمدة يومين اثنين، فكيف وأنا أطلب منها الانتقال للعيش معهما ما بقي من حياتي؟!
بكت الفتاة التي صانت عشرتي لها لما حدث لي من ابنتي وابني، قالت وقبل أن أتحدث بكلمة واحدة: “هذا هو بيتكِ، وأنتِ عاملتني كابنة لكِ، وحان اليوم أعاملكِ كأم لي، أتسمحين لي بذلك؟”.
ابتسمت ولم أدري ما أخبرها بها، ولكن الدموع تنهمر من عيني، لطالما تمنيت أن أسمع هذه الكلمات المطيبة لقلبي من ابنتي التي تعبت في تربيتها طوال حياتي، عندما حل الصباح تركت كل شيء خلفي ورحلت، لم آخذ معي إلا الآلام والأوجاع وذكريات مميتة، دعوت ربي مرارا وتكرارا أن يلطف بحالي ويحن علي، فبعده ليس لي شيء بهذه الحياة الموجعة.
لا أتذكر أثناء هروبي مبتعدة عن كل ما لقيته بيوم واحد إلا وسيارة ترتطم بي، وعندما استفقت من غيبوبتي وجدت زوجة ابني السابقة وزوجها هما من قاما على رعايتي والعناية بي والتكفل بكل المصاريف، أتى لزيارتي كل من بالحي إلا ابني وابنتي.