ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,199
- مستوى التفاعل
- 1,643
- النقاط
- 113
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هارون الرشيد هو خامس الخلفاء العباسيين وأشهرهم دامت خلافته قرابة ثلاث وعشرين سنة، ازدهرت الدولة الإسلامية في خلافته في جميع النواحي؛ السياسية والاقتصادية والصحية والعلمية، اتسعت الدولة الإسلامية في عهده لكثرة الفتوحات فقد كان يحج سنة ويغزو سنة.[١] كان حريصاً على أداء العبادات وقيام الليل وحضور مجالس العلم، فكان له معرفة بالفقه والحديث وأخبار العرب، وكان شاعراً فصيح اللسان ويجتمع في مجلسه العلماء والشعراء، أنشأ مكتبة كبيرة سميت دار الحكمة، احتوت على عدد كبير من الكتب مختلفة اللغات والتخصصات، وكان يُكرم العلماء والأدباء ويتواضع لهم ويحرص على استضافتهم في مجلسه.[١] فيديو قد يعجبك: قصة هارون الرشيد مع الإمام مالك بيان شيء من قصص هارون الرشيد مع الإمام مالك -رحمه الله- ما يأتي:[٢] أراد هارون الرشيد أن يسمع موطأ مالك -رحمه الله-، فأرسل في طلب الإمام مالك لحضور مجلسه لسماع الموطأ وشرحه، فرفض الإمام مالك الحضور وقال: "إنَّ العلم يؤتى إليه ولا يأتي". قام هارون الرشيد وذهب لسماع الموطأ، وعندما وصل لبيت الإمام تأخر الإمام مالك، في استقبال هارون الرشيد، فلمَّا حضر عاتبه هارون الرشيد على تأخيره، قال له الإمام مالك: لمَّا علمت أنك أتيت لبابي لا تريد إلا العلم ذهبت فاغتسلت، ولبست ثيابي وتهيأت كي ألقي عليك من سنة رسول الله وأنا على أحسن حال. دخل الإمام مالك -رحمه الله- يوماً على هارون الرشيد فرأى بين يديه رقعة شطرنج، فقال أحقٌ هذا يا أمير المؤمنين، قال: لا، قال مالك -رحمه الله- فماذا بعد الحق إلا الضلال! فرفع هارون الرشيد رقعته، وقال: لا ينصب بين يدي بعد.[٣] قصة هارون الرشيد مع ابن السماك كان ابن السماك في مجلس هارون الرشيد، فطلب هارون الرشيد الماء ليشربه فقال ابن السماك: يا أمير المؤمنين لو مُنعت شربة الماء هذه بكم تشتريها؟ قال هارون الرشيد: بملكي، قال ابن السماك: ولو مُنعت خروجها بكم كنت تشتريه؟ قال: بملكي، فقال ابن السماك إنَّ ملكاً قيمته شربة ماء لجديرٌ أن لا يُنَافس فيه، فبكى هارون الرشيد.[٤] قصة هارون الرشيد مع أبي العتاهية استدعى هارون الرشيد أبا العتاهية إلى مجلسه بعد أن زينه وأعدَّ فيه من الطعام والشراب ما لذَّ وطاب، وقال له: "صف لنا مجلسنا هذا"، فقال أبو العتاهية:[٥] عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة القصور يسعى عليك بما اشتهيت لدى الرواح وفي البكور فإذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور وبكى هارون الرشيد عند سماعه ذلك، فقال الفضل بن يحيى له: "بعث إليك أمير المؤمنين لتسرُّه فأحزنته!" فقال هارون الرشيد: دعه؛ فإنَّه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.[٥] قصة هارون الرشيد مع الفضيل ابن عياض حجَّ هارون الرشيد مع أولاده وجلسوا في الحِجر مع جماعة من الهاشميين، فأرسل هارون الرشيد بطلب الفضيل بن عياض، ولم يرغب الفضيل بالذهاب، فلما استشار جاره قال له: "اذهب لعلَّه يريدك أن تعظه"، قال الفضيل: "فلما وصلت إلى الحِجر قلت لأقربهم مني: أين أمير المؤمنين"، فأشار إليه فسلمت عليه ورد السلام.[٦] وقال هارون الرشيد للفضيل بن عياض: اقعد إنما دعوناك لتحدثنا وتعظنا، فقال له الفضيل: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فبكى هارون الرشيد، فأعاد الفضيل وزاد بكاء هارون الرشيد وقال له اذهب بسلام.[٦] قصة هارون الرشيد مع معاوية الضرير ذهب معاوية الضرير إلى هارون الرشيد، وبعد أن انتهى من طعامه قام هارون الرشيد ليصب الماء على يديه ليغسلها، وقال له أتدري من يصب الماء على يديك، قال: لا، فقال هارون الرشيد: أنا، فقال معاوية: إنما كرَّمت العلم يا أمير المؤمنين.[٧] ويروى أنَّ معاوية الضرير حدّث هارون الرشيد بحديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "وددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل"، فبكى هارون الرشيد بكاءً شديداً وقال: "هل عليّ أن أغزو"، فقال معاوية: مقامك في الإسلام أكبر وأعظم، ولكن جهز الجيوش للغزو.[
الكاتبة لمياء عبد
هارون الرشيد هو خامس الخلفاء العباسيين وأشهرهم دامت خلافته قرابة ثلاث وعشرين سنة، ازدهرت الدولة الإسلامية في خلافته في جميع النواحي؛ السياسية والاقتصادية والصحية والعلمية، اتسعت الدولة الإسلامية في عهده لكثرة الفتوحات فقد كان يحج سنة ويغزو سنة.[١] كان حريصاً على أداء العبادات وقيام الليل وحضور مجالس العلم، فكان له معرفة بالفقه والحديث وأخبار العرب، وكان شاعراً فصيح اللسان ويجتمع في مجلسه العلماء والشعراء، أنشأ مكتبة كبيرة سميت دار الحكمة، احتوت على عدد كبير من الكتب مختلفة اللغات والتخصصات، وكان يُكرم العلماء والأدباء ويتواضع لهم ويحرص على استضافتهم في مجلسه.[١] فيديو قد يعجبك: قصة هارون الرشيد مع الإمام مالك بيان شيء من قصص هارون الرشيد مع الإمام مالك -رحمه الله- ما يأتي:[٢] أراد هارون الرشيد أن يسمع موطأ مالك -رحمه الله-، فأرسل في طلب الإمام مالك لحضور مجلسه لسماع الموطأ وشرحه، فرفض الإمام مالك الحضور وقال: "إنَّ العلم يؤتى إليه ولا يأتي". قام هارون الرشيد وذهب لسماع الموطأ، وعندما وصل لبيت الإمام تأخر الإمام مالك، في استقبال هارون الرشيد، فلمَّا حضر عاتبه هارون الرشيد على تأخيره، قال له الإمام مالك: لمَّا علمت أنك أتيت لبابي لا تريد إلا العلم ذهبت فاغتسلت، ولبست ثيابي وتهيأت كي ألقي عليك من سنة رسول الله وأنا على أحسن حال. دخل الإمام مالك -رحمه الله- يوماً على هارون الرشيد فرأى بين يديه رقعة شطرنج، فقال أحقٌ هذا يا أمير المؤمنين، قال: لا، قال مالك -رحمه الله- فماذا بعد الحق إلا الضلال! فرفع هارون الرشيد رقعته، وقال: لا ينصب بين يدي بعد.[٣] قصة هارون الرشيد مع ابن السماك كان ابن السماك في مجلس هارون الرشيد، فطلب هارون الرشيد الماء ليشربه فقال ابن السماك: يا أمير المؤمنين لو مُنعت شربة الماء هذه بكم تشتريها؟ قال هارون الرشيد: بملكي، قال ابن السماك: ولو مُنعت خروجها بكم كنت تشتريه؟ قال: بملكي، فقال ابن السماك إنَّ ملكاً قيمته شربة ماء لجديرٌ أن لا يُنَافس فيه، فبكى هارون الرشيد.[٤] قصة هارون الرشيد مع أبي العتاهية استدعى هارون الرشيد أبا العتاهية إلى مجلسه بعد أن زينه وأعدَّ فيه من الطعام والشراب ما لذَّ وطاب، وقال له: "صف لنا مجلسنا هذا"، فقال أبو العتاهية:[٥] عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة القصور يسعى عليك بما اشتهيت لدى الرواح وفي البكور فإذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور وبكى هارون الرشيد عند سماعه ذلك، فقال الفضل بن يحيى له: "بعث إليك أمير المؤمنين لتسرُّه فأحزنته!" فقال هارون الرشيد: دعه؛ فإنَّه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.[٥] قصة هارون الرشيد مع الفضيل ابن عياض حجَّ هارون الرشيد مع أولاده وجلسوا في الحِجر مع جماعة من الهاشميين، فأرسل هارون الرشيد بطلب الفضيل بن عياض، ولم يرغب الفضيل بالذهاب، فلما استشار جاره قال له: "اذهب لعلَّه يريدك أن تعظه"، قال الفضيل: "فلما وصلت إلى الحِجر قلت لأقربهم مني: أين أمير المؤمنين"، فأشار إليه فسلمت عليه ورد السلام.[٦] وقال هارون الرشيد للفضيل بن عياض: اقعد إنما دعوناك لتحدثنا وتعظنا، فقال له الفضيل: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فبكى هارون الرشيد، فأعاد الفضيل وزاد بكاء هارون الرشيد وقال له اذهب بسلام.[٦] قصة هارون الرشيد مع معاوية الضرير ذهب معاوية الضرير إلى هارون الرشيد، وبعد أن انتهى من طعامه قام هارون الرشيد ليصب الماء على يديه ليغسلها، وقال له أتدري من يصب الماء على يديك، قال: لا، فقال هارون الرشيد: أنا، فقال معاوية: إنما كرَّمت العلم يا أمير المؤمنين.[٧] ويروى أنَّ معاوية الضرير حدّث هارون الرشيد بحديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "وددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل"، فبكى هارون الرشيد بكاءً شديداً وقال: "هل عليّ أن أغزو"، فقال معاوية: مقامك في الإسلام أكبر وأعظم، ولكن جهز الجيوش للغزو.[
الكاتبة لمياء عبد