قد رماها الدهر على اعتاب الشجون
والأيام لديها باتت لاتطوى بل كالسنين
كلما هزها الشوق ركضت لحجرته
تذوب مهجتها بالذكريات له والحنين
فتارة تخاطب الدار بخطب جسيم
وتارة ينزل الدمع هائجا من الجفون
لم يعد لها مسليا سوى فاطمة العليلة
ولولاها لفقدت الأمل وخطفها المنون
لقد أزجى فرحها في فؤادها المجروح
وأحس بفقد العزيز وهم عقلها بالجنون
أي بني لقد بات ظهري متقوسا هشيما
يراوده الفناء وحزنا تغض عنه كل عين
كأني بناع قد هز طيبة بشجو الرثاء
ياأهل يثرب لامقام لكم بها قتل الحسين
خرجت ذاهلة لاطمة فوق راسها وطفل
تحمله على كتفها وانتحبت بحزن أم البنين
يابشر لقد قطعت مهجتي بقولك الفضيع
أربعة أقمار كانت تضئ عتمة الليالي
بطف كربلاء قد أضحوا بدمائهم مزملين
لكن إيمانها لم يزعزع بذبحهم وكان
همها أن يرجع لها سالما حبيبها الحسين
أخبرني عن سيدي سبط الرسول طه
أجابها قد ذبح عطشانا من الشمر اللعين
وبالخيل المنعلة على صدره الشريف
وهم بفعلهم داسوا على صدر الرسول الأمين
اذ بقلب ام البنين هوى في جوفها داميا
وغدا برقة حزنه متقطعا وبالألم سجين
ومن عظم الأسى والبكاء ليلا ونهارا
اعترى جسدها الطاهر حمى سخين
كفاطمة حينما فقدت أباها طه بيت
الأحزان نصبت في البقيع الحزين
قبورا اصطنعتها بيديها لأشبالها
أربعة تندبهم وقبرا خامسا للحسين
وباتت طريحة الفراش فلم تكظم
الحزن لعزيزها يوما بل كانت في أنين
ونادت ربيعي صار من بكائي خريفا
بفقد حسين عزيزي ابن مسقوطة الجنين
حتى قضت واحزني عليها نحبها
وأصبحت بابا للحوائج وفخر الهواشم أم البنين
حصري بقلمي
فتنةة العصر
عظم الله اجورنا واجوركم
بشهادة قاضية الحاجات
ام البنين الاربعة عليها السلام
