الفصول الأربعة
:: مشرفة قسم النقاشات الجادة ::
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قــــصـــــة و عـــبــــــرة
الثقة بالله
جمعت أولادها ووقفت تصلى معهم.. لم يصلوا من قبل كما في تلك الليلة، ليلتها خرجت الأنات من قلوبهم بحرقة بالغة ودموع كثيرة..
كانوا حقًا أمام خطر محدق بهم.. لم يكن الأمر مجرد كلمات مخيفة سمعوها.. لقد لاحت في الأفق جيوش نابليون، وما هي إلا ساعات ويُدمر بيتهم، وقد تنتهي حياتهم على أيدي الجنود الذين تحجرت قلوبهم بسبب حروبهم الكثيرة.. لكن ألا يوجد إله يحمى الضعفاء من بطش ذوى القلوب القاسية ؟
نعم يوجد، وهذا الإله الحنون كان بالفعل في قلب المرأة الضعيفة.. لا لم تكن ضعيفة، هذا كان فقط بحسب الظاهر، حقًا لم يكن لها زوج يذود عنها لكن كان لها ما هو أقوى وأعظم !! كان لها الإيمان..
فقد كانت لها علاقة حية مع الله .. وكانت على دراية بوعوده العظيمة المتعلقة بحماية المستضعفين والانتصار اليهم .. سجدت وقد اغرورقت عينيها بالدموع .. عبرت عن ثقتها في أمانته.. صلت بإيمان:
"يا رب يا أعظم العظماء ويا أحكم الحاكمين أويا ارحم الراحمين أنا على يقين أن وعدك حق وإنك ستحقق هذا الوعد معي.. أقم حول بيتي سورًا يحميه".
تساءل أولادها ماذا تعنى أمنا بهذه الكلمات.. في الصباح عرفوا الإجابة، في الليل هبت ريح شديدة وعواصف ثلجية عديدة،
وتراكمت تلال الثلوج حول المنزل..ومر الجنود وعبروا دون أن يروا البيت..
اشراقة :
كانت امرأة عظيمة.. عرفت كيف تنجو بالإيمان..
كذلك نستطيع أن نكون مثلها بالثقة واليقين بالله سبحانه وتعالى ، وعندئذ سنجلس على قمة العالم، لا نخاف دركاً ولا نخشى ..
منقول