أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
بسم الله الرحمن الرحيم


قوادح في العَقِيدَةِ




مُحَاضَرَةٌ لِسَمَاحَةِ الشَّيْخِ العَلَّامَةِ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ ـ رحمه اللَّـهُ تَعَالَى ،ورَعَاهُ ـ
[ شريط مفرغ ]


قام بتنسيق المحاضرة ونشرها :
سَلْمَانُ بْنُ عَبْدِ القَادِرِ أبُوْ زَيْدٍ

ـ سَدَّدَهُ اللَّـهُ فِيْمَا يُخْفِيْ وَيُبْدِيْ إِنَّهُ بِكُلِّ خَيْرٍ كَفِيْلٌ وَعَلَى كُلِّ شَئٍ وَكِيْلٌ ـ



المؤلفات في العقيدة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن العقيدة: هي ما يعقد عليه قلب المسلم، ويعتقده من الأمور الغيبية التي أخبر الله تعالى بها، والتي دعت إليها الرسل؛ وذلك لأنه متى اعتقدها فإنه يعمل بموجبها، وقد كثر كلام العلماء فيما يتعلق بالعقيدة، وكتبوا في ذلك كتابات كثيرة تدل على أن هذه العقيدة لها أهميتها ولها مكانتها؛ فنوصي بقراءة تلك الكتب، وتلك المؤلفات التي تتعلق بالعقيدة حتى يعلم المؤمن تمام ما يعتقده، وما يقوله بلسانه، وما يعقد عليه قلبه؛ وذلك لأنه في العهد النبوي، وعهد الصحابة -رضي الله عنهم- آمنوا بما أخبر الله تعالى به، ولم يحتاجوا إلى تفاصيل في أمور العقيدة؛ وذلك لأنهم عرفوا ما يعتقدونه وما يقولون به، ولكن حدثت بعدهم بعض القوادح وبعض المخالفات في أمر العقيدة؛ فاهتم العلماء بعد ذلك بكتابة رسائل تتعلق بالعقيدة ما بين مختصر وما بين متوسع.

نوصي بقراءة كتب السلف في أمور الاعتقاد سواء بهذا الاسم، أو بما يدل عليه كتب الإمام أحمد -رحمه الله- رسالة باسم السنة مطبوعة في المجلد الأول من طبقات الحنابلة، تدل على أنه -رحمه الله- لاحظ بعض المنكرات وبعض القوادح فكتب العقيدة السليمة؛ فنوصي بقراءتها، وله أيضا رسالة أُخرى باسم السنة مطبوعة أيضا، وعليها تعاليق، نوصي أيضا بقراءتها.

وكذلك كتب أحدُ أئمة السلف الإمام البربهاري رسالة أيضا باسم شرح السنة هذه أيضا تتعلق بالعقيدة، وكذلك كتب كثير من العلماء فيما يتعلق بالعقيدة، واشتهرت كتبٌ في العقيدة لغير أهل السنة، ومع ذلك انتشرت وتمكنت عقائد، ولكن فيها مخالفات، وفيها قوادح، هناك عقيدة اسمها الخريدة منظومة، ولكن فيها شيء من المخالفات، مطبوعة مع مجموع المتون، ولها أيضا شروح، وهناك عقيدة اسمها العقائد النسفية وفيها أيضا بعض القوادح، وبعض المخالفات وعليها شروح.

وهناك أيضا منظومة اسمها بدء الأمالي مطبوعة أيضا في كتاب مجموع المتون، وفيها بعض القوادح، وغيرها كثير، من أراد أن يكون على العقيدة السليمة الصحيحة اقتصر على كتب السلف، وعلى أيضا كتب من وافقهم من أئمة السنة، ومن أشهرها مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فنوصي بكتاب العقيدة الواسطية؛ فإنها عقيدة سليمة وافية بما يتعلق بالعقيدة، وله أيضا رسالة كبيرة اسمها الفتوى الحموية فيها أيضا أمر العقيدة، وفيها نقول عن الأئمة الذين تكلموا على أمر العقيدة.

وكذلك لتلميذه ابن القيم كتاب اسمه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية فيها أيضا نصر السنة، وبيان من يخالف العقيدة، ولزميله الإمام الذهبي أيضا كتاب العلو يتعلق بأمر العقيدة، وهو كتاب مفيد، وقد اختصره الشيخ الألباني -رحمه الله- وطبع، وحذف منه المكرر ونحوه، وأصبح عمدة لمن يريد أن يعرف العقيدة الصحيحة، وغير ذلك من الكتب التي تتعلق بالعقيدة .



الإيمان باللَّـهِ تعالى وأثره على الإنسان

ولا شك أن الأصل في العقيدة هو قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ[ سورة البقرة ، الآية : 3 ] ؛
وذلك لأن العقيدة مبناها على الأمور الغيبية؛ أي التصديق بها، والجزم بأنها حق؛ لأن أدلتها قطعية، ولأن من خالف فيها ضعف إيمانه، وضعف اعتقاده، وكثرت مخالفاته.

الأصل في العقيدة الإيمان بالله تعالى، الإيمان بأن الله هو خالق الخلق، وهو رب العالمين، وهو مدبر الخلائق أجمعين، الإيمان بأنه الإله الحق والمعبود، لا معبود بحق غيره، والإيمان أيضا بأسمائه وصفاته، والإيمان بخبره، وما أخبر به، وكذلك أيضا الإيمان بالبعث بعد الموت، والجزاء على الأعمال والتطبيق بذلك كله، فمتى رسخت هذه العقيدة؛ الإيمان بالله واليوم الأخر في القلب على ما جاءت به النصوص الشرعية فإن العقيدة تكون قوية متينة، يكون لها آثارها.

فإذا رأيت الذي يتجرأ على المعاصي والمخالفات، ولا يبالي بنصوص الوعيد، ولا يخاف من عقاب الله تعالى فاعرف أن عقيدته ضعيفة، وكذلك إذا رأيت الذي يتهاون بالطاعات، ويترك الواجبات، ويتخلف عن الصلوات فأعلم أن عقيدته ضعيفة؛ إذن كيف تعرف قوي العقيدة؟‍ تعرفه بقوة إيمانه، وتعرفه بكثرة عباداته، وبتورعه عما حرم الله، إيمانه بالله تعالى واليوم الآخر يحمله على أن يواظب على الصلوات، يحمله على أن يفي بالواجبات، إيمانه بالله وباليوم الآخر يحمله على أن يترك المحرمات، وأن يبتعد عن المخالفات، وألا يرتكب السيئات والخطيئات، إذا كان كذلك فإنك تعرف قوة إيمانه؛ فترى الرجل مثلا الذي يسابق إلى المساجد، والذي يكثر من الصدقات، والذي يتورع عن المشتبهات وعن المحرمات، ويغض بصره عن النظر إلى العورات؛ فتقول هذا إيمانه قوي، هذا عقيدته راسخة.

وترى الرجل الذي يستمع الأغاني، وينظر مثلا إلى العورات، ويستبيح النظر إلى المحرمات، أو يتعاطى المسكرات أو المخدرات؛ فتقول هذا عقيدته ضعيفة، هذا إيمانه ضعيف؛ لو كان قوي الإيمان لابتعد عن هذه المحرمات؛ قوي الإيمان وقوي العقيدة يستحضر عقوبة الله تعالى، ويستحضر نظره دائما.

فمن أسباب رسوخ العقيدة وثباتها: قوة الإيمان بالله تعالى، وأدلة ذلك كثيرة: منها قول الله تعالى: ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [ سورة الشعراء ،الآيات : 218 ، 219 ، 220 ]

فالذي يعتقد أن ربه يراه ولا يخفي عليه منه خافية لا يتجرأ على أن يخالف أمر الله، ولا على أن يرتكب ما نهى الله عنه.

ومنها قول الله تعالى: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [ سورة يونس ، الآية : 61 ]
أخبر بأنه لا يغيب عنه مثقال ذرة، لا يخفى عليه من أمور عباده خافية، وأنكم مهما كنتم ومهما تقلبتم فإنه تعالى يطلع عليكم، ويحصي عليكم أعمالكم، فمن كان يستحضر أن الله تعالى مطلع عليه فكيف يقدم على المعصية؟ وكيف يفعل الذنب الذي يعرف أن ربه حرمه وأنه قد توعد عليه بالعقوبة؟ إذا حدثته نفسه بأن يفعل فاحشة تذكر أن الله تعالى حرم هذه الفواحش بقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ [ سورة الأعراف ، الآية : 33 ] ؛
فيرجع إلى نفسه، ويقول: ألست ممن آمن بالله؟ ألست ممن أيقن بأن ربه يراه، فكيف أقدم على هذه الفاحشة، وأنا أعلم أن الله قد حرمها؟‍

إذا فعل ذلك فإنه يرتدع عن أن يفعل أية ذنب ولو كان صغيرا يصر عليه؛ بل يحجزه إيمانه ويقينه عن مثل هذه المحرمات وما أشبهها، في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت ؛ يعني تستحضر أن ربك تعالى عالم بك وأنه يراقبك، وأنه يطلع على قلبك، وعلى ما فيه، تتذكر قول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ سورة ق ، الآية : 16 ]
إذا استحضرت ذلك فلا بد أن تحاسب نفسك، وأن ترتدع عن أية ذنب صغير أو كبير؛ لأنك تعرف أن ربك قد حرم هذه الذنوب، وأنه قد توعد بالعقوبة عليها، فلا يمكن أن يقدم عليها العاقل الذي يعرف الله تعالى ويعرف عظمته، ويعرف وعده ووعيده.

ظهرت آثار ذلك على أهل الإيمان الصحيح، ذكروا: أن رجلا خلى بامرأة ليزني بها، فقال لها: أغلقي الأبواب، فلما أغلقت البواب قالت: بقي باب واحد ما هو؟ قالت: الذي بيننا وبين الله، ارتعد لذلك، وترك هذا؛ لأنه عرف أن الله تعالى لا يستر بصره حجاب، ولا يغلق دونه باب؛ فإنه عالم بالعباد.

وذكروا: أن رجلا راود امرأة على نفسها في ليلة مظلمة، فقال: ما يرانا إلا الكواكب فقالت: فأين مكوكبها؟؛ يعني أين الله الذي كوكبها؟ يعني خلقها وسيرها.

وجاء جماعة إلى راعي غنم وطلبوا منه أن يبيع، أو يعطيهم شاة من غنمه الذي هو يرعاها، فقالوا له: إذا سألك سيدك فقل أكلها الذئب، فقال ذلك الراعي: فأين الله؟ يعني أنني أكون بذلك قد كذبت، والله تعالى عالم بكذبي؛ فيكون ذلك من الكذب على الله. استحضر أن ربه سبحانه سيحاسبه على هذا، وأنه لا يخفى عليه من أمور عباده خافية.

وفي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار يقول: « قال أحدهم: اللهم إنه كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني طلبتها إلى نفسها فأبت، فألمت بها سنة من السنين، فجاءت فأعطيتها مائة دينار، فلما قعدت بين رجليها قالت: يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه » لما قالت له هذه الموعظة عرف أن الله تعالى حرم ذلك عليه؛ فارتعدت فرائصه، وتاب وترك ما كان أعطاها، وأقلع عن هذا الفعل. هكذا يكون أثر هذا الاستحضار؛ أثر العقيدة التي رسخت في القلب تمنع أصحابها من أن يتجرءوا على المعصية.





 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

قوادح في العقيدةِ
وإذا عرفنا هذه العقيدة وعرفنا آثارها فنعرف بعض القوادح التي تقدح في هذه العقيدة؛ إما أنها تنافيها أو تنقصها؛ حتى يتجنب ذلك المسلم المؤمن.

من القوادح: البدع؛ البدع تقدح في كمال التوحيد؛ أي البدع يعم البدع الاعتقادية والبدع العملية، وضابطها: كل شيء يخالف عقيدة المسلمين، ويخالف ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-.


« الخوارج »

حدث في عهد الصحابة بدعة التكفير، وهي مما يقدح في العقيدة؛ الخوارج صاروا يكفرون بالذنوب، ولذلك استحلوا قتال المسلمين؛ فكانوا بذلك مبتدعين يرون الذنب كفرا، يكفرون بالذنوب، ويعتقدون أن كل من عمل ذنبا وأصر عليه فإنه كافر، وهذه تقدح في العقيدة، وتقدح في التوحيد.


« إنكار القدر »

ومن البدع أيضا: بدعة إنكار القدر، وهي أيضا من القوادح تقدح في التوحيد، وتقدح في العقيدة، الذين ينكرون أن الله تعالى كتب المقادير في اللوح المحفوظ، أو علم ما يكون لا شك أنهم بذلك قدحوا في علم الله تعالى؛ قدحوا في علمه بالأمور المستقبلة، كالأمور الماضية؛ فيقولون: إن الله ليس بكل شيء عليم، إن الله لا يعلم الأشياء حتى تقع، لا يعلم الحوادث حتى تقع، وحتى تحدث،
كذبوا بقوله تعالى: ﴿ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[ سورة البقرة ، الآية : 282 ] مع أنها عامة، هذا أيضا من القوادح في العقيدة.


« إنكار قدرة اللَّـه عزّ وجلّ »

كذلك أيضا الذين ينكرون قدرة الله، الله تعالى أخبر بأنه على كل شيء قدير، فهناك عقيدة القدرية الذين يقولون: إن الله لا يقدر على كل شيء، وإنما يقدر على بعض الأشياء؛ ينكرون قدرة الله على الهداية والإضلال، ويقولون: العبد هو الذي يقدر، ولا يقدر الله تعالى أن يرده عما أراده، هذا أيضا قادح في العقيدة.


« الجبرية »

وكذلك أيضا الذين ينكرون شرع الله وأمره ونهيه، لا شك أن هذا قادح، وأنه بدعة وهم الذين يقولون: ليس للعباد قدرة على أفعالهم، وإنما هم بمنزلة المجبر؛ المجبور الذي ليس له اختيار، هذه عقيدة أهل الجبر؛ الجبرية، لا شك أيضا أنها تقدح في العقيدة؛ حيث إنهم يعتقدون أن العبد معذور، وأن العاصي مجبور على المعصية، وليس بملوم على ما يفعل من الذنوب، ويحتجون بالقدر، ويقول فيهم بعض العلماء:

وعنـد مـراد اللـه تفنى كَمَيِّـت * * * وعنـد مراد النفس تُسـدي وتُلحـد

وعنـد خلاف الأمر تحتج بالقضـا * * * ظهـيرا على الرحمن للجبر تزعـم

أي تدعي أنك مجبور، هذه أيضا من القوادح الذين يحتجون بالقدر، نمر على أحدهم، فنأمره بالعبادة فيقول: أنا ما هداني الله، نقول له: اسأل ربك الهداية، وافعل ما تقدر عليه، تصر على ترك الصلاة وعلى فعل المعاصي، وتقول: ما هداني الله، لا شك أنك بذلك تعتبر معاندا، ولو كان كذلك لما لمت من يعاقبك، معلوم أنه لو ضربه أحد لانتقم ولانتصر، ولم يقل: هذا سلطه الله علي؛ بل يرد ذلك بما يقدر عليه، وإذا كان كذلك فلا عذر له في أن يقل: ما هداني الله، أو حتى يهديني الله .


« ادعاء أن القرآن مفترى »

كذلك أيضا من البدع الاعتقادية: التكذيب بكلام الله تعالى، واعتقاد أنه مفترى، أو أنه قول البشر، كالذين قالوا: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ[ سورة المدثر ، الآية : 25 ] أو قالوا : ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ[ سورة الأنعام ، الآية : 25 ]
أو ﴿ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى[ سورة القصص ، الآية : 36 ] أو ما أشبه ذلك، كثيرون يدعون أن هذا القرآن من تأليف البشر؛ إما من قول محمد أو من اجتمع عليه مع غيره؛ ولذلك أنكر الله عليهم، ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[ سورة الفرقان ، الآية : 5 ]
من قال ذلك فقد كذب بأن القرآن كلام الله؛ فيكون بذلك قد قدح في عقيدته.


« خلق القرآن »

وكذلك من القوادح: من يقول: إن القرآن مخلوق، وليس هو كلام الله، وإنما هو خلق من خلقه، كما خلق البشر، كما خلق السماء والأرض، ليس هو كلام الله، لا شك أن هؤلاء أيضا قدحوا في عقيدتهم؛ وذلك بإنكارهم كلام الله، وفي ذلك تنقص؛ تنقص للرب تعالى؛ بأنه لا يتكلم.


« إنكار صفات اللَّـه تعالى »

ومن القوادح أيضا: إنكار صفات الله، الذين ينكرون أن الله سميع بصير، أن الله على كل شيء قدير، أن الله بكل شيء عليم هؤلاء أيضا قدحوا في عقيدتهم؛ لأن من أنكر ذلك فقد طعن في صفات الرب، وتنقصه تنقصا زائدا، ويظهر ذلك على كثير من المبتدعة الذين يعتقدون عقيدة المعتزلة وعقيدة الجهمية والمعطلة، وهم كثير، لا شك أن هؤلاء قدحوا، أو أتوا بما يقدح في عقيدتهم، وتفصيل ذلك موجود، والردود عليهم موجودة في كتب العلماء الذين ناقشوهم، والذين أثبتوا الأسماء والصفات، كما وردت مثل: كتاب الشريعة للآجري وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي والإبانة لابن بطة وغيرهم ممن توسعوا.

وكذلك أيضا كتب العلماء مثل: كتاب العقل والنقل لابن تيمية وكتاب الصواعق المرسلة لابن القيم ؛ فقد ردوا على هؤلاء، ومع الأسف أنهم لا يزالون يناظرون، ويكتبون، وينكرون الكثير مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويطعنون بذلك في كتب أهل السنة، فقرأت لبعض المتأخرين كلاما يطعن فيه على البخاري ويقول: إن صحيح البخاري فيه أكاذيب، وفيه مفتريات، ثم يمثل بحديث النزول الذي يقول فيه: « ينزل ربنا إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر » وكأنه يقيس نزوله على نزول البشر، وما علم أن هذه الصفات من الصفات التي يثبتها أهل السنة، ويتوقفون عن تكييفها، هذا بلا شك من القوادح في العقيدة إنكار صفات الله تعالى، إنكار صفة المجيء، والنزول الذي أثبته الله، وكذلك أيضا إنكار صفة العلو والاستواء الذي أثبته الله وأثبتته الأحاديث، ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا بلا شك من القوادح في العقيدة.

وهكذا أيضا الذين ينكرون أن الله تعالى متكلم، وأنه يتكلم إذا شاء، فيقولون: إن الله لا يتكلم، أو إن كلامه المعاني، ليس الألفاظ، وليس الحروف وما أشبه ذلك، هذه من القوادح في أمور العقيدة.


« بدعة الأعياد »

والبدع كما تعرفون كثير، وأما البدع العملية فكونها تقدح في العقيدة؛ لأن فيها تنقص للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومخالفة لأمره؛ فمثلا الذين يعملون أعيادا ليس لها أصل في السنة، يتهمون النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه ما بلغ الدين كما هو، ما بلغ الشريعة، وأن الدين ليس بكامل، وأنه بحاجة إلى إضافات، كإحياء الموالد؛ المولد النبوي، وليلة الإسراء، وصلاة الرغائب، وقيام ليلة النصف من شعبان، وما أشبه ذلك من هذه البدع، هذه لا أصل لها، ومن دان بها فكأنه يطعن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه ما فعلها، فيفضلون أنفسهم عليها، فيقولون: نحن عملنا هذا العمل الذي فيه حسنات والذي فيه أجر، والذي فيه ثواب وما أشبه ذلك، ينكرون في الحقيقة قول الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾[ سورة المائدة ، الآية : 3 ]
وينكرون قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد » لا شك أيضا أن هذه من القوادح في العقيدة.



« السخرية بآيات اللَّـه وبعباده وبالنبيِّ [font=&amp]ﷺ »[/font]​

وكذلك أيضا من القوادح في العقيدة: السخرية بآيات الله تعالى، وبكلامه، وبشيء من دينه، وبما أمر به؛ فإن هذا من أكبر ما يقدح في العقيدة، وأحب أن أتوسع في هذا لبعض المناسبات، فنقول: إن الله تعالى أنكر على الذين يتمسخرون بشيء من دين الله، أو بأسمائه أو بصفاته أو ما أشبه ذلك، وعابهم وكفرهم في آيات كثيرة، نذكر شيئا منها قال الله تعالى: ﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّـهِ[ سورة البقرة ، الآية : 211 ] إلى قوله: ﴿ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا[ سورة البقرة ، الآية : 212 ]
أخبر بأنه زين لهم هذا الأمر الذي هو الدنيا، وأنهم مع ذلك يسخرون من المؤمنين، لا شك أن هذا دليل على أن السخرية من المؤمنين من صفات الكفار،
فمن سخر من المؤمنين فقد دخل في هذا الوعيد والعياذ بالله فيسخرون من الذين آمنوا ﴿ وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
[ سورة البقرة ، الآية : 212 ]
إذا كان يوم القيامة فإنهم يكونون فوقهم، وأرفع منهم.

ومن الآيات أيضا قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ[ سورة المطففين، الآيتان : 29 ، 30 ]
يضحكون منهم؛ بمعنى أنهم يتمسخرون من المؤمنين، ومن أعمالهم ونحو ذلك، وإذا مروا بهم يغمز بعضهم بعضا على وجه السخرية ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ *وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ[ سورة المطففين، الآيتان : 30 ، 31 ] إذا انقلبوا إلى أهلهم فإذا هم يضحكون، ويتفكهون بما يقدرون عليه من السخرية بهؤلاء الضعفاء في نظرهم وما أشبه ذلك.

وكذلك أيضا يقول تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ[ سورة المطففين ، الآية : 32 ] يضللون المؤمنين ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ[ سورة المطففين ، الآية : 32 ] ؛
أي تائهون ضائعون، لا حظ لهم من الدنيا، ولا حظ لهم من الحياة التي نحن فيها؛ إنهم ضالون، قال الله تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ [ سورة المطففين ، الآية : 34 ] ؛ يعني في يوم القيامة يرفع الله تعالى المؤمنين، ويضحكون منهم، ويقولون: هؤلاء هم الأخسرون أعمالا ﴿ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا[ سورة الكهف ، الآية : 104 ]
هؤلاء المتمسخرون ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم على خير، وما علموا أن أعمالهم وسخرياتهم صارت وبالا عليهم؛ حيث إنهم ضحكوا من عباد الله تعالى، فجزاهم الله بأن كانوا سخرية للمؤمنين، يقولون: هذا جزاء من سخر بالله تعالى وبآياته.

وكذلك ذكر الله تعالى توبيخ أهل النار، الذين يدخلون النار، ويقولون: ﴿ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ [ سورة المؤمنون، الآيتان : 106 ، 107 ] يقول الله لهم: ﴿ اخْسَئُوا ﴾ ؛ يعني رد عليهم. ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ * إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي [ سورة المؤمنون، الآيتان : 108 ، 109 ] ؛ يعني المؤمنين حقا. ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ[ سورة المؤمنون، الآيتان : 109 ، 110 ]


هكذا أخبر أن المؤمنين الذين ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ[ سورة المؤمنون ، الآية : 109 ] أن أولئك الضالين يسخرون منهم، ويستهزئون بهم، ويضحكون من أفعالهم ﴿ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ[ سورة المؤمنون ، الآية : 110 ].

هذا الضحك أورثهم أن الله تعالى يقول لهم: ﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ لما كانوا يستهزئون بعباد الله الصالحين، وقد ذكر الله تعالى أن أهل النار يسخرون من أهل الجنة ويفقدونهم، قال الله تعالى عن أهل النار: ﴿ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ[ سورة ص ، الآية : 62 ] ؛
يعني أين أولئك الذين كنا نعدهم من الأشرار، ونعدهم من الخاسرين؛ يعنون بذلك أهل الخير ﴿ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ[ سورة ص ، الآية : 63 ]
كنا نسخر منهم ونعدهم من الأشرار، ما لنا لا نراهم معنا في النار؟ ذلك لأنهم رفعهم الله تعالى، وثبتهم وأثابهم؛ فدل على أن هذا الاستهزاء وهذه السخرية من القوادح في العقيدة، وقد تصل إلى حد الكفر، الذين يسخرون بآيات الله، أو يسخرون بكلامه، أو يسخرون بعبادته، أو بعباده الصالحين، أو نحو ذلك لا شك أنهم يستحقون هذا الوعيد، أن الله يقول لهم :
﴿ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إ * ِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ[ سورة المؤمنون ،الآيات : 108 ، 109 ، 110 ].


يدخل في ذلك الذين يستهزئون بالمصلين، أذكر أني أمرت أحدهم بالصلاة، فقال: تنفعك صلاتك -نعوذ بالله-؛ يعني استهزأ بالمصلين واستهزأ بالصلاة، وقال: كيف تنفعك صلاتك؟ ما نفعت صلاتك، خليها تنفعك لا شك أن هذا يعتبر استهزاء بهذه العبادة التي فرضها الله وجعلها ركنا من أركان الإسلام، وكذلك أيضا الذين إذا رأوا الذين يذهبون إلى المساجد سخروا منهم، لا شك أن هذا أيضا من الاستهزاء بالشرع.‌

وهكذا أيضا الذين يسخرون من المتصدقين الذين يتصدقون بما رزقهم الله تعالى تكون عاقبتهم أنهم يدخلون النار -والعياذ بالله- على هذا، ذكر في تفسير قول الله تعالى: ﴿ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ[ سورة الصافات ،الآيات : 50 ، 51 ، 52 ] قرأ هذا إنه لمن المصدِّقين أنه كان يسخر منه لما رآه يتصدق بأمواله التي أعطاه الله، والتي تفضل بها عليه، فلما كان في الأخرة دخل ذلك المستهزئ الذي يقول: أئنك لمن المصدِقين أو لمن المصدِّقين دخل النار، فيقول:
﴿ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ *يَقُولُ أئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ *أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ[ سورة الصافات ،الآيات : 51 ، 52 ، 53 ] ثم ﴿ قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ [ سورة الصافات، الآيتان : 54 ، 55 ] ؛ فأطلع في النار فعرفه، وقال: هذا هو صديقي الذي يسخر مني، فيقول: ﴿ أئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ[ سورة الصافات ، الآية : 52 ] أو لمن المصدِّقين.


كذلك أيضا في سبب نزول قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّـهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ سورة التوبة ، الآية : 79 ] قالوا: إن أولاء بعضا من أولئك المستهزئين رأوا إنسانا تصدق بصدقة بمال كثير، فقالوا: هذا مرائي؛ فهذا معنى ﴿ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِين ﴾.

وجاء رجل بصدقة قليلة، فقالوا: إن الله لغني عن صدقة هذا؛ فأنزل الله: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّـهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ هذا جزاء الذين يسخرون من المؤمنين ويلمزونهم ويعيبونهم بما هو حق أن يمدحوا به، وقد توعد الله تعالى على ذلك بالويل في قوله تعالى: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [ سورة الهمزة ، الآية : 1 ] ؛ يعني أنه يستحق الويل. همزة؛ يعني يهمز ويلمز، ومثل ذلك قوله تعالى :
﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [ سورة القلم ، الآية : 11 ] ؛ يعني أنه يهمز؛ يعني يعيب ويخذل ويعيب ويسخر، وهذا من عيب هؤلاء، وقد ذكر في تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ[ سورة التوبة ، الآية : 65 ] أن بعضا من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء؛ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات، فجاء رجل منهم فقال: إنما كنا نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد عليه، يقول: ﴿ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[ سورة التوبة، الآيتان : 65 ، 66 ] .


أثبت أن لهم إيمانا، وأن هذه الكلمة صارت سببا في كفرهم لما قالوا: ما رأينا مثل قرائنا، ويريدون بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الذين جاهدوا معه، فيقولون: إنهم ليس لهم هم إلا بطونهم وفروجهم، وكذلك أيضا أنهم جبناء؛ يعني ليسوا جريئين في القتال أرغب بطونا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء؛ فكان ذلك سببا في أن الله تعالى كفرهم، وحكم بأنهم كانوا مؤمنين فارتدوا وكفروا بعد إيمانهم.

وإذا عرفنا ذلك، فنقول: إن هذا يقع كثيرا وهو من أكبر القوادح في التوحيد، وفي العقيدة؛ حيث إن كثيرا لا يتفقدون الكلمة التي يتكلمون بها، فيذل بها أحدهم ولا يشعر بأنها تبلغ ما بلغت من الإثم، ومن الكفر -والعياذ بالله-؛ فكثيرا ما يحقد أحدهم فيسب الدين، ويسب العبادات، وما أشبه ذلك، وربما أيضا يضيفوا الدين إلى ذلك الذي يريدون سبته، فيقول أحدهم -والعياذ بالله- لعن الله دينك، أو لعن الله الدين الذي تفتخر به، أو تقتدي به، أو ما أشبه ذلك، لا شك أن هذا من أكبر القوادح في الشريعة ونحو ذلك.

وهكذا أيضا الاستهزاء بكلام الله تعالى، والسخرية منه، كما ذكر عن الذين يجعلون القرآن شعرا، قال الله تعالى: ﴿ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ[ سورة الحاقة، الآيتان : 41 ، 42 ] فالذين يجعلونه شعرا، أو كهانة، أو سحرا، أو نحو ذلك قد كذبوا الله تعالى وكذبوا نبيه -صلى الله عليه وسلم- .
وهكذا أيضا من القوادح: السخرية بكلام الله تعالى، واتخاذه مثلا لهوا أو لعبا أو غناء أو مطربا أو نحو ذلك، كالذين يغنون بالقرآن؛ يعني يجعلونه غناء كالقصائد التي يغنى بها، فيضربون الطبول على ذلك، لا شك أن هذا أيضا قادح من أكبر القوادح في دين الله تعالى وفي العقيدة التي يعقد عليها قلب المؤمن؛ وذلك لأنه سخرية بكلام الله تعالى، الله أنزل هذا القرآن، وأمر بتلاوته، وأمر بتدبره وبقراءته، قال الله تعالى: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ[ سورة العنكبوت ، الآية : 45 ] أمر بتلاوته؛ يعني قراءته، وأمر باتباعه بقوله: ﴿ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [ سورة الأعراف ، الآية : 3 ] اتبعوه لعلكم تهتدون، أمرنا بأن نقرأه وبأن نتدبره وبأن نتبعه، فمن جعله شعرا أو غناء فقد جعله محل سخرية واستهزاء؛ فيكون بذلك ممن قدح في دينه، وقدح في عقيدته، وتعدى حده.


وكذلك أيضا من سخر بشيء من آيات الله تعالى، أو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر عن بعض الكتاب أنه كتب مرة يطعن في النبي -صلى الله عليه وسلم – ويقول: إنه بدوي، إنه كان يرعى الغنم، وأنه عاش في عهد ليس فيه تقدم، وليس فيه كذا وكذا، ولا شك أن هذا طعن في الدين؛ لأن هذا الدين جاءنا من قبل هذا النبي الكريم؛ فمن طعن فيه بأنه جاهل، أو بأنه بدوي لا يعرف شيئا، أو بأن هذا الذي جاء به من محادثة فكره، أو أنه مما خيل إليه، أو أنه يريد بذلك أن يكون له شهرة وأتباع ونحو ذلك؛ يعتبر قد كذب على الله، وكذب النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي جاء بهذا الدين الشرعي، وكذب القرآن، وكذب الشرع كله، لا شك أن هذا أيضا قادح في الدين، قادح في العقيدة، وهو ما ذكر في هذه الآية: ﴿ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ[ سورة التوبة ، الآية : 65 ] ؛ يعني الاستهزاء بالله تعالى الاستهزاء بأسمائه وصفاته، وكذلك الاستهزاء بكلامه والتنقص له؛ داخل أيضا في القوادح في الدين.

وكذلك أيضا الاستهزاء بالقرآن، كما ذكر الله تعالى عن الكفار الذين قالوا: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ[ سورة الفرقان ، الآية : 4 ] والذين قالوا: ﴿ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ [ سورة النحل ، الآية : 103 ] هؤلاء بلا شك أتوا بما يقدح في عقيدتهم وفي دينهم؛ فلأجل ذلك جعل الله مقالتهم مقالة كفرية، وكذلك أيضا هؤلاء الذين قدحوا في النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: إنه جاهل، أو إنه بدوي أو ما أشبه ذلك.
فنتذكر قبل نحو أربعين سنة أو قريبا منها أن هناك صحيفة يهودية سخرت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وصورت صورته بصورة ديك، وقالوا: تحت هذه الصورة ده محمد أفندي المتجوز تسع؛ يعني على وجه السخرية أنه ليس له هم إلا بطنه وفرجه؛ ومع الأسف فإن هذه الصورة نقلتها أيضا صحيفة من صحف العرب، وإن لم يكونوا مسلمين؛ يعني حقا إلا مجرد التسمي فنشروها على أنها واقعية، لا شك أن هذا يعتبر كفرا وردة عن الإسلام -والعياذ بالله- إذا سخروا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فقد سخروا بالقرآن، وقد سخروا بالشريعة التي جاء بها، وقد سخروا بالتوحيد، وقد سخروا بالإسلام؛ فيكون ذلك تنقصا بهذا الدين كله، فأي قادح أكبر من هذا القادح الذي هو يقدح في دين الله تعالى، ويقدح في التوحيد، ويقدح في الإسلام كله؟
وكذلك أيضا يهدف كثيرا من السخرية والاستهزاء بآيات الله تعالى؛ الاستهزاء بشيء من أوامره ونواهيه، أو من أخباره؛ لأن الإيمان الكامل هو الإيمان بما أخبر الله تعالى به من الأمور الغيبية، فمن كذب بعذاب القبر مع ما ورد فيه من الأدلة فقد قدح في معتقده، ولو كان هذا من الأمور الغيبية يجب أن يؤمن به الإنسان، أن يصدق بأنه حق، كما وردت أدلته كثيرة وإن كنا لا نشاهده.
وكذلك أيضا من قدح في كتب الله المنزلة التي أنزلها على أنبيائه، ولم يؤمن بها حق الإيمان قدح ذلك أيضا في عقيدته، وكذلك من قدح أو أنكر شيئا من كتب الله المنزلة على أنبيائه، أو استهزأ بأحد من الرسل الذين أرسلهم إلى أممهم، والذين أنزل عليهم شرائعه من كذب أحدا منهم فقد كذبهم جميعا، والدليل قول الله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ[ سورة الشعراء ، الآية : 105 ] ؛ مع أنهم ما كذبوا إلا نوح فذكر أنهم كذبوا المرسلين، وكذلك بقية الأنبياء من كذب واحدا فقد كذب بالجميع.




« الطعن في الصَّحَابَةِ »

وهكذا أيضا لا شك أن من القوادح في العقيدة: القوادح في نقلتها، نقلة العقيدة، ونقلة الشريعة من هم؟ هم صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هم الواسطة بيننا وبين الله، بأي شيء، من أي طريق أتانا هذا القرآن؟! ومن أي طريق عرفنا هذه الأحاديث؟! ومن أي واسطة عرفنا هذه الأحكام؟ والحلال والحرام إلا بواسطة صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فمن قدح فيهم وعابهم فقد عاب الدين، وقدح في الإسلام كله؛ فإنه جاء بواسطة هؤلاء، من أين عرفنا أن الله تعالى أرسل هذا الرسول؟! إلا بواسطة الصحابة، هم الذين قالوا: إن الله تعالى أرسله، وأنه أجرى على يديه هذه المعجزات وهذه البراهين ونحوها، فمن قدح في الصحابة فقد قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم -.



يتبع....
 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

إعلام المسلمين بقوادح العقيدة وتحذيرهم منها




وكذلك أيضا وبعد أن ذكرنا هذه القوادح علينا أن ننتبه لها؛ فنحذرها، ونحذر منها إخواننا المسلمين :



فأولا: نعتني بكتب العقيدة قراءة وتفهما، وبالأخص عقائد أهل السنة، كالسلف الصالح -رحمهم الله- قبل أن تحدث البدع.



وثانيا: نحذر من قوادح المبتدعة؛ نحذر من التكفير الذي هو قادح كبدعة الخوارج، والتعطيل الذي هو إنكار الصفات كبدعة المعطلة، وإنكار القدر كبدعة القدرية، سواء إنكار قدرة الله أو إنكار حكمته، وكذلك أيضا إنكار نصوص الوعيد، والجزم بأن المعاصي ما تضر أهلها كبدعة أهل الإرجاء، أو إنكار فضل الصحابة وتكفيرهم ؛ فإنها من أكبر القوادح في الدين؛ لأنها سبب في الطعن في عقيدة المسلمين، وعدم القناعة بها؛ وذلك لأن هذا الدين ما جاء إلا عن طريق الصحابة -رضي الله عنهم-.



وكذلك أيضا: الحذر من قول المتكلمين في القرآن، وأنه مخلوق، أو أنه سحر وأنه مفترى كقول المشركين، وما أشبه ذلك.



وهكذا أيضا: البدع العملية التي هي إحداث بدع ليست من الشرع، كإحياء ليلة المولد، أو ليلة النصف من شعبان، أو ليلة الإسراء، كما يقال أو ما أشبه ذلك من البدع التي ليست من شرع الله تعالى.



وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالله تعالى، وبآياته، وبرسله، وبكلامه، وبشيء من شريعته، وبشيء من عبادته؛ فإنها قد توصل إلى الكفر.



وهكذا أيضا: السخرية بالقرآن، واتخاذه مثلا هزؤا؛ يتخذوا آيات الله هزوا، السخرية من ذلك، وكذلك جعله غناء؛ يعني كشعر يتغنى به، ويستعمل في الغناء ونحوه.



وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والسخرية بالمؤمنين الذين هم أهل الإيمان حقا؛ فإن السخرية بهم تعتبر استهزاء بالله تعالى؛ وذلك لأنهم ما وصلوا إلى هذا المدح إلا بإيمانهم.



فنكتفي بهذا، ونوصي إخواننا بالتحقق من كتب العقيدة قراءة وتفهما، ونذكرهم بآثارها أن من آثار هذه العقيدة :


الأثر الصحيح هو: أنها تبعث على الأعمال الصالحة، وأنها تمنع من ارتكاب المحرمات، وأن المؤمن التقي الذي عقيدته راسخة قوية تعرفه بكثرة أعماله الصالحة، وبكثرة مسارعته إلى الخيرات، وبفعله للطاعات والواجبات، وتعرفه بورعه عن المحرمات، وبعده عن المشتبهات، فتقول: هذا قلبه قوي الإيمان، وهذا إيمانه راسخ وعقيدته ثابتة، وتعرف ضعيف الإيمان وضعيف العقيدة؛ إذا رأيته يفعل المعاصي، ويتهاون بالمحرمات، ويتهاون بأسباب العذاب التي توعد الله عليه العذاب الأخروي، الذي هو عذاب النار يتهاون بذلك، ويسخر؛ يعني فعليا من الوعيد، أو من النصوص من الوعيد أو نحو ذلك، ويفعل هذه المعاصي والمحرمات هكذا، فتعرف بذلك أنه ضعيف العقيدة؛ لو كان إيمانه، وعقيدته قوية لما تجرأ على هذه المحرمات، ولا ارتكب هذه الفواحش والمنكرات.




[ أسئلة وأجوبة ]



س: في هذا يقول مندوب مؤسسة الحرمين الخيرية يقول: نذكركم بإخواننا في أرض الأقصى نرجو أن تدعوا لهم، وأن تدعوا المصلين وغيرهم بالتبرع لهم.



ج : لا شك أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وإذا عرفنا أن إخوانا لنا من المسلمين من الموحدين المتمسكين بالدين أنهم مضطهدون فإننا ندعوا لهم بالنصر والتمكين، وكذلك أيضا نوصيهم بالتمسك بالدين، وهكذا أيضا نجمع لهم، أو نتبرع لهم بما تيسر من الأموال التي تساعدهم على كف عدوان المعتدين.
image218.gif


س: هذا يقول: هل جميع القوادح في العقيدة تكفر صاحبها أم أن بعضها يكفر وبعضها لا يكفر؟ وهل يوجد في هذا الزمان أحد من الفرق المبتدعة؟



ج : لا شك أنها تتفاوت، وهناك بدع يكون من آثارها أنها تخرج من الملة، كالذين قال الله تعالى: ﴿ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[ سورة التوبة ، الآية : 66 ] لما أنهم سخروا بقولهم ما رأينا مثل قرائنا إلى أخر ذلك.



وأما البدع العملية فلا تخرج من الملة، لأن لهم تأويل فيها، فيدعون أنها عمل صالح ولكن في الحقيقة أنهم يتهمون الشرع بأنه ناقص، وأنهم مكملون له، ولا نقول: إنهم بذلك يخرجون من الملة، ولا شك أن لكل قوم وارث، أن هناك من الخوارج موجودون في إفريقية وفي عمان ... الطائفة الإباضية يكفرون ولكن ما يطبقون، يقولون: إن من شرب الخمر فإنه كافر، ومع ذلك تباع الخمر عندهم علنا في دولة عمان ويقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفة رؤية الله تعالى، وينكرون صفاته الذاتية والفعلية.



وكذلك أيضا في كثير من الدول العربية بقايا المعتزلة، وبقايا القدرية .


image218.gif

س: هذا يقول: أرجو منكم نصيحة وإرشادات لمن يجاهد نفسه؛ ليرتقي بإيمانه، وترسيخ عقيدته، ولكن نفسه في تراجع، ومازال يحاول ويجاهد، ولكن دون نتيجة إيجابية.



ج : نوصيه بأن يكثر من قراءة القرآن وتأمله؛ فذلك ممن يرسخ العقيدة، ونوصيه أيضا بقراءة كتب عقيدة أهل السنة، وتعاهدها؛ حتى يتأكد، وقراءة أيضا شروحها أو ما تيسر منها؛ فلعل ذلك يثبت عقيدته، ولعله بذلك تقوى أعماله إن شاء الله.





إعلام المسلمين بقوادح العقيدة وتحذيرهم منها




وكذلك أيضا وبعد أن ذكرنا هذه القوادح علينا أن ننتبه لها؛ فنحذرها، ونحذر منها إخواننا المسلمين :



فأولا: نعتني بكتب العقيدة قراءة وتفهما، وبالأخص عقائد أهل السنة، كالسلف الصالح -رحمهم الله- قبل أن تحدث البدع.



وثانيا: نحذر من قوادح المبتدعة؛ نحذر من التكفير الذي هو قادح كبدعة الخوارج، والتعطيل الذي هو إنكار الصفات كبدعة المعطلة، وإنكار القدر كبدعة القدرية، سواء إنكار قدرة الله أو إنكار حكمته، وكذلك أيضا إنكار نصوص الوعيد، والجزم بأن المعاصي ما تضر أهلها كبدعة أهل الإرجاء، أو إنكار فضل الصحابة وتكفيرهم ؛ فإنها من أكبر القوادح في الدين؛ لأنها سبب في الطعن في عقيدة المسلمين، وعدم القناعة بها؛ وذلك لأن هذا الدين ما جاء إلا عن طريق الصحابة -رضي الله عنهم-.



وكذلك أيضا: الحذر من قول المتكلمين في القرآن، وأنه مخلوق، أو أنه سحر وأنه مفترى كقول المشركين، وما أشبه ذلك.



وهكذا أيضا: البدع العملية التي هي إحداث بدع ليست من الشرع، كإحياء ليلة المولد، أو ليلة النصف من شعبان، أو ليلة الإسراء، كما يقال أو ما أشبه ذلك من البدع التي ليست من شرع الله تعالى.



وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالله تعالى، وبآياته، وبرسله، وبكلامه، وبشيء من شريعته، وبشيء من عبادته؛ فإنها قد توصل إلى الكفر.



وهكذا أيضا: السخرية بالقرآن، واتخاذه مثلا هزؤا؛ يتخذوا آيات الله هزوا، السخرية من ذلك، وكذلك جعله غناء؛ يعني كشعر يتغنى به، ويستعمل في الغناء ونحوه.



وهكذا أيضا: نحذر من السخرية بالنبي -صلى الله عليه وسلم- والسخرية بالمؤمنين الذين هم أهل الإيمان حقا؛ فإن السخرية بهم تعتبر استهزاء بالله تعالى؛ وذلك لأنهم ما وصلوا إلى هذا المدح إلا بإيمانهم.



فنكتفي بهذا، ونوصي إخواننا بالتحقق من كتب العقيدة قراءة وتفهما، ونذكرهم بآثارها أن من آثار هذه العقيدة :


الأثر الصحيح هو: أنها تبعث على الأعمال الصالحة، وأنها تمنع من ارتكاب المحرمات، وأن المؤمن التقي الذي عقيدته راسخة قوية تعرفه بكثرة أعماله الصالحة، وبكثرة مسارعته إلى الخيرات، وبفعله للطاعات والواجبات، وتعرفه بورعه عن المحرمات، وبعده عن المشتبهات، فتقول: هذا قلبه قوي الإيمان، وهذا إيمانه راسخ وعقيدته ثابتة، وتعرف ضعيف الإيمان وضعيف العقيدة؛ إذا رأيته يفعل المعاصي، ويتهاون بالمحرمات، ويتهاون بأسباب العذاب التي توعد الله عليه العذاب الأخروي، الذي هو عذاب النار يتهاون بذلك، ويسخر؛ يعني فعليا من الوعيد، أو من النصوص من الوعيد أو نحو ذلك، ويفعل هذه المعاصي والمحرمات هكذا، فتعرف بذلك أنه ضعيف العقيدة؛ لو كان إيمانه، وعقيدته قوية لما تجرأ على هذه المحرمات، ولا ارتكب هذه الفواحش والمنكرات.




[ أسئلة وأجوبة ]



س: في هذا يقول مندوب مؤسسة الحرمين الخيرية يقول: نذكركم بإخواننا في أرض الأقصى نرجو أن تدعوا لهم، وأن تدعوا المصلين وغيرهم بالتبرع لهم.



ج : لا شك أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وإذا عرفنا أن إخوانا لنا من المسلمين من الموحدين المتمسكين بالدين أنهم مضطهدون فإننا ندعوا لهم بالنصر والتمكين، وكذلك أيضا نوصيهم بالتمسك بالدين، وهكذا أيضا نجمع لهم، أو نتبرع لهم بما تيسر من الأموال التي تساعدهم على كف عدوان المعتدين.
image218.gif


س: هذا يقول: هل جميع القوادح في العقيدة تكفر صاحبها أم أن بعضها يكفر وبعضها لا يكفر؟ وهل يوجد في هذا الزمان أحد من الفرق المبتدعة؟



ج : لا شك أنها تتفاوت، وهناك بدع يكون من آثارها أنها تخرج من الملة، كالذين قال الله تعالى: ﴿ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[ سورة التوبة ، الآية : 66 ] لما أنهم سخروا بقولهم ما رأينا مثل قرائنا إلى أخر ذلك.



وأما البدع العملية فلا تخرج من الملة، لأن لهم تأويل فيها، فيدعون أنها عمل صالح ولكن في الحقيقة أنهم يتهمون الشرع بأنه ناقص، وأنهم مكملون له، ولا نقول: إنهم بذلك يخرجون من الملة، ولا شك أن لكل قوم وارث، أن هناك من الخوارج موجودون في إفريقية وفي عمان ... الطائفة الإباضية يكفرون ولكن ما يطبقون، يقولون: إن من شرب الخمر فإنه كافر، ومع ذلك تباع الخمر عندهم علنا في دولة عمان ويقولون: إن القرآن مخلوق، وينكرون صفة رؤية الله تعالى، وينكرون صفاته الذاتية والفعلية.



وكذلك أيضا في كثير من الدول العربية بقايا المعتزلة، وبقايا القدرية .


image218.gif

س: هذا يقول: أرجو منكم نصيحة وإرشادات لمن يجاهد نفسه؛ ليرتقي بإيمانه، وترسيخ عقيدته، ولكن نفسه في تراجع، ومازال يحاول ويجاهد، ولكن دون نتيجة إيجابية.



ج : نوصيه بأن يكثر من قراءة القرآن وتأمله؛ فذلك ممن يرسخ العقيدة، ونوصيه أيضا بقراءة كتب عقيدة أهل السنة، وتعاهدها؛ حتى يتأكد، وقراءة أيضا شروحها أو ما تيسر منها؛ فلعل ذلك يثبت عقيدته، ولعله بذلك تقوى أعماله إن شاء الله.






image218.gif






س: يقول هذا: قال أحد الشعراء في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-



أريتنا منـبر الدنيـا وغـار حـرا * * * وليلـة القـدر والإسراء للقمـم




والحوض والكوثـر الرقراق واسمه... * * * أهداكها بـارئ الأكوان والنسـم




ج : لا شك أن في هذا شيئا من المبالغة، أما غار حراء فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتعبد فيها قبل النبوة، ولم يأتيه بعدها؛ فدل على أنه ليس من الدين التعبد فيه، وأما ليلة الإسراء فإنها غير معلومة، وليس هناك دليل على تعيين أنها الليلة الفلانية، وإنما يظنون ظنا، لا شك أن هذا فيه شيء من البدعة، يشكل خطرا على البدعة، ولو قصد أنه رمز على الوحي.


فهذه الأبيات مذكورة في البردة ولا شك أن البردة فيها شيء كثير من الغلو؛ فلا يلتفت إليه.





image218.gif






س: يقول: هل الغناء بالقرآن الكريم من قوادح العقيدة؟



ج : نعم. هو قادح، قد يصل إلى الكفر إذا كان تكرر ذلك وصار عقيدة.





image218.gif






س:التجارة في المومياء؛ أي القديمة. العيش القديم حرام أم لا؟



ج : ينظر فيما قصد. الكتب التي تبحث في الفرق الضالة كثيرة، منها: كتاب الأشعري -رحمه الله- له كتاب في مقالات الإسلاميين، ذكر فيه كثيرا من العقائد في زمانه، وهو مطبوع، وهناك كتاب الفرق بين الفرق وهناك كتاب الملل والنحل لابن الشهرستاني تبين عقائد المنحرفة.





image218.gif







س: يقول: هناك من يقول: ساعة لربك وساعة لقلبك، يفسرها تفسير خاطئا.



ج : لعله إذا حملنا مقصده أنه على قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ساعة وساعة » ؛ يعني أن الإنسان يعطي نفسه ساعة في راحته مع أهله فلا بأس بذلك؛ فقد قال عليه الصلاة و السلام : « ولكن ساعة وساعة » ؛ ساعة لله تعالى أو وقتا تجعله لعبادة الله، ولكن إذا أحسنت القصد في راحة نفسك، وإعطائها ما تشتهي فإنها تكون كلها لله.





image218.gif






س: يقول: نريد تمرينا يقوي الإيمان عندما يحس الرجل أن إيمانه ضعيف.



ج : عليه أن يكثر من قراءة القرآن، ومن العبادة ومن قراءة كتب السنة، وكتب العقيدة؛ لعل ذلك يقوي إيمانه.



image218.gif






س: يقول: نصيحة للشباب وتوجيه لهم تنفعهم في دينهم.



ج : الشباب بحاجة إلى أنهم يتمرنون على العبادة والطاعة؛ فننصحهم بقراءة القرآن وحفظ ما تيسر منه، وننصحهم بقراءة كتب السلف الأئمة وكتب العلم التي تفيدهم، وننصحهم بقراءة كتب الآداب والأخلاق؛ لعل ذلك مما يؤثر في سيرتهم، وننصحهم بحماية أنفسهم عن المحرمات والمعاصي؛ لعلهم بذلك أن يتوبوا ويقوى إيمانهم.





image218.gif






س: يقول: في أحد المجلات تحت عنوان الله جل جلاله كلام أن الله بصير بلا بصر، سميع بلا سمع.



ج : هذه مقالة المعتزلة الذين يقولون: منهم من يقول: إن أسماء الله تعالى أعلام لا تفيد صفات، ومنهم من يصرح فيقول: سميع بلا سمع، بصير بلا بصر، قدير بلا قدرة تعالى الله عن ذلك، وهذا قد يعتبر قدحا في قدرة الله تعالى، واعتقاده قد يكون مكفرا.







image218.gif






س: يقول في الحديث: « إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان » يقول: لكن هناك البعض يعتاد المسجد، ويفعل المنكرات.



ج : المراد باعتياد المسجد: المواظبة على الصلوات دائما؛ فإن الذي يحمله عليها هو الإيمان؛ حيث لا تفوته صلواته بحيث يكون قلبه معلقا بالمساجد، فأما إذا كان يصلي، ولكنه يتأخر كثيرا، أو يصلي رياء، وتثقل عليه بعض الصلوات فذلك دليل على ضعف الإيمان.





image218.gif






س: يقول: كيف تربى في النفوس توحيد الربوبية؟



ج : يتربى بمعرفة قدرة الله تعالى، والتفكر في آياته، التفكر في مخلوقاته، كما أمرنا الله بذلك في قوله: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[ سورة الرعد ، الآية : 3 ]،﴿ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا[ سورة الأعراف ، الآية : 184 ] ،﴿ أَفَلَمْ يَنْظُرُوا


[ سورة ق ، الآية : 6 ] في آيات كثيرة؛ لعلها مما تقوي الإيمان.




image218.gif



س: أرغب في تلقي العلم فكيف السبيل؟



ج : نقول: تلقى العلم -إن شاء الله- في أية مكان عندنا، أو عند غيرنا؛ فمجالات العلماء ومجالسهم كثيرة.




image218.gif



س: هل في حضور الدروس في المساجد والمحاضرات وحلقات الذكر طريق طلب العلم؟



ج : نعم. لا شك أن الذين يأتون إلى المساجد التي فيها حلقات ومحاضرات، وقصدهم بذلك الاستفادة يدخلون في قوله: « من سلك طريقا يلتمس فيه علم ».



image218.gif



س: يقول: هل استبعاد استجابة الدعاء من الله قدح في العقيدة؟ يعني الذي يقول: إن الله ما يستجيب دعاء فلان.



ج : هذا يعتبر اعتراضا على الله تعالى، لا شك أنه تحكم في الله مثل ما عاقب الله الذي قال: والله لا يغفر الله لفلان؛ كلمة أحبطت عمله دنياه وآخرته؛ الإنسان لا ييأس، والله تعالى يجيب دعوة من دعاه ولكن قد تتأخر الدعوة لسبب.



image218.gif





س: يقول: ما هو خطر هذا القول على العقيدة؛ حيث إنه منتشر انتشارا ملحوظا، وخاصة في الدول المجاورة إن الله يظلم الخلق؛ حيث إنه خلقهم، وقدر عليهم المعاصي وأدخلهم النار -والعياذ بالله-؟



ج : هذه مقالة بعض الجبرية، الذين يدعون أن الله ظلم الخلق إذا عذبهم، وقد كتب عليهم هذه المعاصي، والله تعالى نفى الظلم عن نفسه؛ فمن يقول: إن الله ظلم العباد حيث أوقعهم في المعاصي فقد كفر؛ لأن الله تعالى بين لهم وأعطاهم قدرة يزاولون بها الأعمال، هذه القدرة تمكنهم من أنهم يصلون ويصومون، وتمكنهم من أن يزنون ويلوطون، وأنهم يشربون الخمر ويسكرون. تمكنهم؛ فيكون لهم اختيار وبهذا الاختيار يعذبون أو ينعمون.






image218.gif







س: يقول: ما هي الموبقات السبع؟



ج : مذكورة في الحديث: « اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربى وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات » هذه من الموبقات، وهذه الأحاديث والآيات فيها معروفة مشهورة، ولكنها لا تصل إلى الكفر إلا مع الاستحلال إلا الشرك؛ الشرك والسحر ورد أنه كفر، وأما ما دون ذلك: كالقتل، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم فلا يصل إلى التكفير، ولكنه من الموبقات، والذنوب التي توعد الله عليها.





image218.gif




س: يقول: ما حكم الذي يقع على أشخاص يتسترون على ساحرة يقف؟



ج : معناه أنه من ستر على المعاصي فكأنه أقرها، نقول: إذا علمت بأحد من السحرة، أو الساحرات، وتحققت أنهم يعملون السحر فلا يجوز لك أن تستر عليهم؛ بل عليك أن ترفع بأمرهم حتى لا يفسدوا؛ لأنهم يفسدون في الأرض.



image218.gif



س: يقول: من الأمور التي تهم الإنسان في العقيدة الذهاب إلى الرقات، والتعلق بها؛ يعني الذين يعلقون التعاليق والتمائم وما أشبهها، والتعلق بها -وكذلك منهم- وربطها في رقابهم التي في أغلبها، وكذلك الذهاب إلى الأطباء النفسيين لطب النفس، والأسباب المادية بالدعم، مع أن الأطباء النفسيين ينكرون المس والسحر والجن منذ القدم، ويطلبون.



ج : نقول: لا شك أن مثل هؤلاء يعتبرون قد وقعوا في ما يقدح في العقيدة؛ التعاليق التي تعلق في الرقبة كالتمائم ونحوها ورد الوعيد بأنها شرك ولو كانت من الأصغر؛ « من تعلق تميمة فقد أشرك » وهي ما يسمى بالحرز، أو بالحجاب؛ يعني ولو كان قد رخص بعض السلف في تعليق التمائم التي من القرآن، ولكن النصوص تدل على أن التمائم كلها شرك، وأنها مكروهة من القرآن وغير القرآن.


وكذلك أيضا لا شك أنه يجوز العلاج من السحر والمس والعين وما أشبهها، ولكن العلاج يكون بالقرآن -لا بالتعاليق وما أشبهها- بالقرآن، وبالأدعية، وبالأدوية المباحة ونحوها.



image218.gif



س: يقول: وما هي الأدوية التي تفيد؛ يعني كأنه يقول: إن هذه التعاليق، أو أن هؤلاء؛ أهل الرقى ونحوهم قد يحلون بعض السحر، وبعض الشياطين، وبعض الجن فهل هناك طريقة تقوم مقام عملهم؟



ج : نعم. الطريقة هي: أن نستعمل الرقية الشرعية؛ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: « لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا » وقد أقر بعض الصحابة الذين رقوا بعض الأمور، وقال: « اعرضوا علي رقاكم من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه » فكل ذلك جائز إذا كانت الرقية بالأدعية الشرعية.







image218.gif





س: هذا يسأل: أيهما خلق الأول: القلم، أو العرش، أو الكرسي؟



ج : والصحيح أن العرش أول المخلوقات، وأن القلم لما كتب كان العرش موجودا؛ لما كتب مقادير الخلائق، وقوله :


« أول ما خلق الله القلم » ؛ يعني بعد العرش؛ يعني من هذه المخلوقات. خلق القلم، وخلق اللوح وكتب فيه.



image218.gif





س: يقول: كثر في أيامنا هذا ما يسمى بالمولد النبوي.



ج : لا شك أنه ليس عليه دليل، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ما فعله، ولا أمر به، وكذلك الصحابة، وكذلك التابعون وهم أهل الإيمان، وهم الذين يحبون النبي -صلى الله عليه وسلم- محبة دينية، ويتبعونه فيما جاء به، ولو كان حبه يستلزم الاحتفال بليلة مولده لما أخلوا بذلك؛ فلما لم يفعلوا دل ذلك على أنهم يعرفون أن هذا ليس من الدين، وأن محبته صلى الله عليه وسلم ليست في ليلة واحدة من السنة؛ بل آثارها تكون دائما في كل الأحوال، وفي كل السنوات، وفي كل الحياة؛ الذين يحبونه هم الذين يتبعونه قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾[ سورة آل عمران ، الآية : 31 ] فجعل محبة الله ومحبة نبيه علامتها اتباعه، والسير على نهجه، وكذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين » فنحن نحبه ونرجو أن...











موقع صيد الفوائد مع تصرف يسيير














 
إنضم
27 أغسطس 2012
المشاركات
2,816
مستوى التفاعل
4
النقاط
38
العمر
26
رد: قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒
[size=+0][/size]
[size=+0]جزاااك الله خير [/size]
[size=+0]وجعلها في موازين حسناااتك[/size]
[size=+0]اسال الله ان يعطر ايامك بالرياحين [/size]
[size=+0]دمت بطاعة الله[/size]
[size=+0][/size]​

[size=+0]♥♡▓█▒☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡☆ミ ☆彡[/size]
 

• ‏ملاك النعومة

Well-Known Member
إنضم
17 مايو 2012
المشاركات
622
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
العراق||~الانبار
رد: قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

[frame="3 80"]
جزاك الله الفردوس الاعلى
بارك الله فيك وانار الله دربك وقلبك بنور الهدى
وثبتك على حب الرسول وصحابته
جعل الله ما قدمته في ميزان حسناتك
دمتِ بسعآده

../ ❀

[/frame]
 

ظل آليآسمين

Well-Known Member
إنضم
9 نوفمبر 2012
المشاركات
2,626
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
رد: قوادح في العَقِيدَةِ ... الشيخ عَبْدِ اللَّـهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ جِبْرِيْنٍ

شكرا لـ مروركمآ
جزآكمآ الله خيرا
..//~
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )