ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
أبو عبد السلام
** يسأل عن ما يُلاحظ من قيام بعض الناس بتصنيف العلماء وكثرة انتقادهم والتحذير منهم ، ويقول هم في دائرة أهل السنة والجماعة يحتجون أولئك بتحذير ابن تيمية علانية عن أصحاب البدع ؟
جاءت النصوص الشرعية بالترغيب في الدعوة إلى الله عزوجل وتصحيح عقائد الخلق ، هذا هو واجب الداعية إلى الله عزوجل ، قال تعالى ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) ، ومن هنا فالوظيفة التي يقوم بها الداعية هي بيان دين الله وحُكم الله جل وعلا ، وأما الاشتغال بالكلام في الآخرين ليست وظيفة الداعية ، وإنما وظيفة الداعية بيان حكم الله عزوجل بدليله من الكتاب والسنة ، وعندما نُبين الحق بدليله من كتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نكون بذلك قد رددنا على من اختار أراء مبتدعة أو أقوالاً مخالفة ، وفي هذا تحقيق لمصلحة الشرع بعدم ذكر أسماء الأشخاص والتنقص منهم ، وفيه جعل لأولئك الأشخاص فرصة يعودون بها إلى الحق ولا يتعصبون لما قالوه من أخطاء قد نشأة من شُبهه ترد إلى نفوسهم ، فعندما يُرد على الباطل ويُبين أنه مخالف لدين الله وشرعه حينئذ تصفو عقائد الناس ويرجع من قال بذلك القول الخاطئ لشبهه أو غيرها إلى الحق وتجتمع كلمة الناس ، فهذا هو أولى ما يكون في هذا الباب .
وأما ذكر أسماء الأشخاص فلا نفع فيه ولا فائدة فيه وإنما الانتفاع بذكر الحق وبيانه ، والخلق عندما يعرفون عن شخص كثرت مخالفاته وتسرعه في القول وعدم تمحيصه للأقوال ، حينئذ سيعرفون شأنه بعد ذلك ، والداعية لا يحتاج إلى ذكر من كان كذلك بسوء ، وإنما يحتاج إلى بيان الحق ، هذا هو المنهج الشرعي ، الأصل أن لا نذكر أسماء هؤلاء المبتدعة لأن في ذكرهم تمييزاً للناس وجعل بعض الخلق يتعصبون لهم وآخرون يتعصبون ضدهم ويقع الناس في نزاع ، ويكون طريقة الناس أو المفرق بين الناس هو الانتماء أو البراءة من مثل هذا الشخص ، وحينئذ لا تتحقق المقاصد الشرعية ، إنما تتحقق المقاصد الشرعية بذكر الحق وبيانه والتدليل عليه من الكتاب والسنة ، وعندما يتكلم إنسان بكلمة لشبهه أو لواردة وردة في نفسه دون أن يُمحص القول فيها ، يجب علينا أن نُبين الحق ، وأما كوننا نتكلم باسم ذلك الشخص فلا فائدة فيه ولا ثمرة ، بل الفائدة في إغفال اسمه .
من حلقة يوم الجمعة 22/2/1434هـ أجآب فضيلة الشيخ : سعد الشثري - حفظه الله -