العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
أزح ألهم عنك وأقلع الكدرِ
من نوحٍ وسجيلٍ ذاك المطر
يضحكُ الذئبُ لا فرحاً
بل للفريسةِ أسنانه يكشرِ
بين عيونك تنام الدروبِ
وكأنك كل يوماً على سفرِ
تحط فوق أكتافك أحلامهم
وكأنهم قادو المنية عنوةً للقدر
فلا تحسب أن الزمان رحباً
بل يعطيكِ لحظةً ويخفي الأثر
وقف رغم جُرحك للعاصفة
فعند أقدامُك سوف تركع وتنتحر
ولا تهزأ بقشةً إن جاءك الغرقُ
فلا يؤمن جانب الموجِ والخطرِ
إني من الشوقِ للعراقٍ متيماً
وبغير العراق أصبحتُ منكسرِ
فلا تلمني تقوس بالغربة الظهرُ
فعلى كاهل أيامي أحملُ الضجرِ
كعاشقٍ أسهرُ لعناقهِ مرارا
وأكل الليلُ من عيون السهرِ
تنامُ ألف صبيةً وصبية بحلمي
وألف منهن ينامون بلا خدرِ
ومن عجبٍ أراهن طيوراً
وأقلب بالوجدِ خيالي والفكرِ
وكم كأسٍ لسكارى أحتسيتُ
ولم أثملُ ولن أهتزُ من السكرِ
العـ عقيل ـراقي