"هيبه ملكـ "
Well-Known Member
- إنضم
- 16 يونيو 2012
- المشاركات
- 7,341
- مستوى التفاعل
- 31
- النقاط
- 48
- الإقامة
- العراق - الانبار - حديثة
- الموقع الالكتروني
- www.f-iraq.com
كانَ لي بِالأَمسِ قَلـبٌ فَقَضـى
وَأَراحَ النّاسَ مِنـهُ وَاِستَـراح
ذاكَ عَهدٌ مِن حَياتي قَد مَضـى
بَينَ تَشبيبٍ وَشَكـوى وَنـواح
إِنَّما الحُبُّ كَنجمٍ فـي الفَضـا
نُورُهُ يُمحَى بِأَنـوار الصَّبـاح
وَسُرورُ الحُبِّ وَهمٌ لا يَطـول
وَجَمالُ الحُـبِّ ظِـلٌّ لا يُقيـم
وَعُهودُ الحُـبِّ أَحـلامٌ تَـزُول
عِندَما يَستَيقـظُ العَقـلُ السَّليـم
كَم سَهرتُ اللَّيل وَالشَّوق مَعـي
ساهِـرٌ أَرقبـهُ كَـي لا أَنـام
وَخَيالُ الوَجدِ يَحمي مَضجَعـي
قائِلاً لا تَـدنُ فَالنَّـومُ حَـرام
وَسقامي هامِسٌ فـي مَسمَعـي
مَن يُريد الوَصل لا يَشكو السقام
تِلكَ أَيّـامٌ تَقَضَّـت فَاِبشِـري
يا عُيوني بِلقا طَيـفِ الكَـرى
وَاِحذَري يا نَفـس أَلّا تَذكُـري
ذَلِكَ العَهد وَمـا فيـهِ جَـرى
كُنتُ إِن هَبَّت نُسَيمات السَّحَـر
أَتلوّى راقِصـاً مِـن مَرَحـي
وَإِذا ما سَكَـبَ الغَيـمُ المَطَـر
خِلتُـهُ الـرّاحَ فَأَمـلا قَدَحـي
وَإِذا البَدرُ عَلى الأُفـق ظَهَـر
وَهيَ قُربي صِحتُ هَلّا يَستَحي
كُلُّ هَذا كـانَ بِالأَمـسِ وَمـا
كانَ بِالأَمسِ تَوَلّـى كَالضَّبـاب
وَمَحا السّلـوانُ ماضِـيَّ كَمـا
تفرطُ الأَنفاسُ عقداً مِن حبـاب
يا بَني أُمي إِذا جـاءَت سُعـاد
تَسأَلُ الفِتيانَ عَن صَبٍّ كَئيـب
فَاخبِروهـا أَنّ أَيّـامَ البـعـاد
أَخمَدَت مِن مُهجَتي ذاكَ اللَّهيب
وَمَكانَ الجَمر قَد حَـلَّ الرَّمـاد
وَمَحا السّلوانُ آثـار النَّحيـب
فَإِذا ما غَضِبَـت لا تَغضَبُـوا
وَإِذا ناحَـت فَكونُـوا مُشفِقيـن
وَإِذا ما ضَحِكـت لا تَعجَبُـوا
إِنَّ هَذا شَـأن كُـلِّ العاشِقيـن
لَيتَ شِعري هَل لَما مَرّ رُجوع
أَو مَعـادٌ لِحَبـيـبٍ وَأَلِـيـف
هَل لِنَفسي يَقظَةٌ بَعدَ الهُجـوع
لِتُريني وَجهَ ماضِـيّ المُخيـف
هَل يَعي أَيلُولُ أَنغـامَ الرَّبيـع
وَعَلى أُذنيـهِ أَوراق الخَريـف
لا فَلا بَعثٌ لِقَلبـي أَو نُشـور
لا وَلا يَخضرّ عُـود المحفـلِ
وَيَدُ الحَصّادِ لا تُحيي الزّهـور
بَعدَ أَن تُبـرى بِحَـدِّ المنجـلِ
شاختِ الرّوحُ بِجِسمي وَغَـدَت
لا تَرى غَيرَ خيـالات السِّنيـن
فَإِذا الأَميالُ في صَدري فَشَـت
فَبِعكّـاز اصطِبـاري تَستَعيـن
وَالتَوَت مِني الأَماني وَاِنحَنَـت
قَبلَ أَن أَبلـغَ حَـدّ الأَربَعيـن
تِلكَ حالي فَإِذا قالَـت رَحيـل
ما عَسى حَلّ بِهِ قُولوا الجنـون
وَإِذا قالَـت أَيشفـى وَيَـزُول
ما بِهِ قُولوا سَتشفيـهِ المَنُـون
جبران خليل جبران ..
وَأَراحَ النّاسَ مِنـهُ وَاِستَـراح
ذاكَ عَهدٌ مِن حَياتي قَد مَضـى
بَينَ تَشبيبٍ وَشَكـوى وَنـواح
إِنَّما الحُبُّ كَنجمٍ فـي الفَضـا
نُورُهُ يُمحَى بِأَنـوار الصَّبـاح
وَسُرورُ الحُبِّ وَهمٌ لا يَطـول
وَجَمالُ الحُـبِّ ظِـلٌّ لا يُقيـم
وَعُهودُ الحُـبِّ أَحـلامٌ تَـزُول
عِندَما يَستَيقـظُ العَقـلُ السَّليـم
كَم سَهرتُ اللَّيل وَالشَّوق مَعـي
ساهِـرٌ أَرقبـهُ كَـي لا أَنـام
وَخَيالُ الوَجدِ يَحمي مَضجَعـي
قائِلاً لا تَـدنُ فَالنَّـومُ حَـرام
وَسقامي هامِسٌ فـي مَسمَعـي
مَن يُريد الوَصل لا يَشكو السقام
تِلكَ أَيّـامٌ تَقَضَّـت فَاِبشِـري
يا عُيوني بِلقا طَيـفِ الكَـرى
وَاِحذَري يا نَفـس أَلّا تَذكُـري
ذَلِكَ العَهد وَمـا فيـهِ جَـرى
كُنتُ إِن هَبَّت نُسَيمات السَّحَـر
أَتلوّى راقِصـاً مِـن مَرَحـي
وَإِذا ما سَكَـبَ الغَيـمُ المَطَـر
خِلتُـهُ الـرّاحَ فَأَمـلا قَدَحـي
وَإِذا البَدرُ عَلى الأُفـق ظَهَـر
وَهيَ قُربي صِحتُ هَلّا يَستَحي
كُلُّ هَذا كـانَ بِالأَمـسِ وَمـا
كانَ بِالأَمسِ تَوَلّـى كَالضَّبـاب
وَمَحا السّلـوانُ ماضِـيَّ كَمـا
تفرطُ الأَنفاسُ عقداً مِن حبـاب
يا بَني أُمي إِذا جـاءَت سُعـاد
تَسأَلُ الفِتيانَ عَن صَبٍّ كَئيـب
فَاخبِروهـا أَنّ أَيّـامَ البـعـاد
أَخمَدَت مِن مُهجَتي ذاكَ اللَّهيب
وَمَكانَ الجَمر قَد حَـلَّ الرَّمـاد
وَمَحا السّلوانُ آثـار النَّحيـب
فَإِذا ما غَضِبَـت لا تَغضَبُـوا
وَإِذا ناحَـت فَكونُـوا مُشفِقيـن
وَإِذا ما ضَحِكـت لا تَعجَبُـوا
إِنَّ هَذا شَـأن كُـلِّ العاشِقيـن
لَيتَ شِعري هَل لَما مَرّ رُجوع
أَو مَعـادٌ لِحَبـيـبٍ وَأَلِـيـف
هَل لِنَفسي يَقظَةٌ بَعدَ الهُجـوع
لِتُريني وَجهَ ماضِـيّ المُخيـف
هَل يَعي أَيلُولُ أَنغـامَ الرَّبيـع
وَعَلى أُذنيـهِ أَوراق الخَريـف
لا فَلا بَعثٌ لِقَلبـي أَو نُشـور
لا وَلا يَخضرّ عُـود المحفـلِ
وَيَدُ الحَصّادِ لا تُحيي الزّهـور
بَعدَ أَن تُبـرى بِحَـدِّ المنجـلِ
شاختِ الرّوحُ بِجِسمي وَغَـدَت
لا تَرى غَيرَ خيـالات السِّنيـن
فَإِذا الأَميالُ في صَدري فَشَـت
فَبِعكّـاز اصطِبـاري تَستَعيـن
وَالتَوَت مِني الأَماني وَاِنحَنَـت
قَبلَ أَن أَبلـغَ حَـدّ الأَربَعيـن
تِلكَ حالي فَإِذا قالَـت رَحيـل
ما عَسى حَلّ بِهِ قُولوا الجنـون
وَإِذا قالَـت أَيشفـى وَيَـزُول
ما بِهِ قُولوا سَتشفيـهِ المَنُـون
جبران خليل جبران ..