عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
كرة نارية تحمل رسالة سماوية
في يوم 18/5/2009 جاء في احدى الصحف المحلية خبرًا يستحق الاهتمام والتفكير؛ لذا رأيت، أخي الحبيب، أن أنقل لك بعضًا مما جاء فيه ثم أعود للحديث معك بشأنه.
جاء الخبر هكذا:
السماء تمطر نيرانًا في سوهاج وخبير فلكي يستبعد أن يكون نيزكًا
كتلة من النيران أحدثت حالة من الذعر في إحدى قرى محافظة سوهاج ، حيث أكد شهود عيان أن الكتلة النارية سقطت من السماء واستغرق هبوطها دقائق متواصلة، وأن كثيرًا من أهالي قرية “شطورة” شاهدوا “الكتلة” وهى تتهاوى حتى استقرت في حظيرة مواشي مُلحَقة بمنزل “...”، وقال عم صاحب المنزل المحترق، في اتصال هاتفي:
“كنا نجلس أمام المنزل في العاشرة من مساء أمس الأول، وشاهدنا كتلة من النيران تسقط من السماء وهي عبارة عن كرة من النار ولها ما يشبه الذيل، وارتفعت النيران على مسافة مترًا، واستمرت قرابة نصف ساعة حتى وصلت سيارات الإطفاء، وتجمع أهالي القرية وأطفأوا النار بالجهود الذاتية، خاصة أنه لا توجد "حنفية حريق" في المنطقة...”
* * *
انتهى الخبر، وأود أن أناقش معك في دقائق معدودة بعض النقاط القليلة التي احتواها الخبر، وأتركها معك لتفكر فيها جيدًا، وليعطِنا الرب أن نتخذ من كل ما يحدث حولنا عِبرة ودرسًا لحياتنا.
*
أولاً:
عنوان الخبر هو ما شدني بقوة لقراءته:
“السماء تمطر نيرانًا”.
يا له من أمرٍ يدعو للخوف بل وللذعر الشديد كما جاء في سياق الخبر على لسان الشهود أن السماء تمطر نيرانًا. فالناس في بعض الدول تختبئ في بيوتها حينما تمطر السماء أمطارًا غزيرة أو كُرات ثلجية صغيرة، فما بالك بالنيران!
دعني أذكرك، أخي الحبيب، بما جاء في كلمة الرب وبالتحديد في سفر التكوين حيث نقرأ عن قصة سدوم وعمورة حيث
« فَأَمْطَرَ يَهْوَهُ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَه مِنَ السَّمَاءِ. »
(تكوين19: 24).
*
أرأيتَ مدى التشابه بين عنوان الخبر والآية الموجودة في كلمة الرب؟
هذا ببساطة يعكس مدى التشابه، بل أكاد أقول التطابق، بين الشر الذي كان في أيام سدوم وعمورة والشر الموجود في يومنا هذا. فالأرض قد امتلأت شرًّا وزيغانًا وفسادًا، واستطاع الشيطان أن يخدع بنو البشر بمُسَمَّياتٍ براقةٍ للخطية حتى تبدو وكأنها أمورًا طبيعية، وأصبحت الحرية هي كلمة مرادفة للخطية، وأصبح الناس يفعلون ما يحسن في أعينهم بلا ضابطٍ أو رادعٍ، وخَفَت صوت الضمير في داخل الكيان البشري بسبب إصرار البشر على الاستمرار في حياة الخطية والانغماس في شرور وفجور لا حد لها، وكما يقول الكتاب:
« ..قَدِ امْتَلأَ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.»
(جامعة8: 11).
لذا فالرب يرُسل تحذيراته من السماء من وقت لآخر ليذكِّرنا بمجيئه القريب وبالدينونة التي تنتظر كل مستهترٍ مؤجِّلٍ للتوبة.
*
ثانيًا:
بدأ الخبر بعبارة تقول:
“كتلة من النيران أحدثت حالة من الذعر”.
مجرد كتلة صغيرة من النيران اشتعلت لمدة نصف ساعة أصابت الأهالي بالذعر الشديد وتناقلتها وسائل الإعلام، فما بالك، صديقي الغالي، ببحيرة مُتَّقِدة بنار وكبريت سُيلقَى فيها، وإلى أبد الآبدين، كل من رفض صليب المسيح وانغمس في شهواته وخطاياه؟!
أ تصدق هذا؟!
إذًا فلماذا تؤجِّل التوبة؟!
*
ثالثًا:
لفت نظري أيضًا عبارة جاءت في آخر الخبر تقول إنه لم تكن توجد :
“حنفية حريق”
في المنطقة، مما جعل النيران تشتعل، ولم يكن الأهالي لديهم ما يفعلونه حتى جاءت سيارات الإطفاء. وهذا أيضًا يذكرني، أخي الحبيب، بقصة رواها الرب يسوع المسيح - له كل المجد - في أيام وجوده على الأرض بالجسد ذُكرت في إنجيل :
(لوقا16: 19 -31 )
والتي نُطلق عليها أحيانًا قصة :
"الغني ولعازر"؛
حيث يحكي الرب عن الغني الذي كان يتنعم كل يوم مترفهًا، مشغولاً بإشباع شهواته، غير مُبالٍ بالتوبة ومعرفة الرب، وغير مدركٍ أنه يومًا ما سيترك الأرض راحلاً إلى بيته الأبدي. لذا فقد كان مصيره العذاب الأبدي في بحيرة النار والكبريت ومن شدة العذاب نادى قائلاً:
« يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ.»
(لوقا16: 24).
أيضًا هذا الغني لم يجد وقت الحريق قطرة ماء (وليس حنفية) ليُبَرِّد بها لسانه!
أخاف عليك، قارئي العزيز، من هذا المصير المخيف المُرَوِّع والذي اقترب جدًا أكثر مما تتصور؛ فكل ما حولنا يُنبئ بدنو النهاية. والرب يناديك في هذه الأيام بشتى الطرق والوسائل حتى تتعقل وتغيِّر طريقك وتُلقي بنفسك في أحضان الفادي المُحب الحنَّان.
*
في نهاية حديثي معك أؤكد لك، أخي الحبيب، هذه البُشرى السارة:
فحتى هذه اللحظة ما زالت السماء تُمطر حُبًّا وحنانًا لك، وما زال رب السماء والأرض يناديك كي يشبع قلبك الجائع للحب ويخلِّص نفسك الجائعة للتحرر من قيود الخطية ويريح ضميرك الجائع للسكينة والسلام، ويملأ كيانك بالراحة والسعادة الحقيقية التي عبثًا تبحث عنها في الشهوات والعلاقات وسائر الأشياء التي تزيد الفراغ داخل قلبك وتجوع نفسك أكثر.
تعالَ الآن،
وتمتع بالحب والغفران
من فاديك المُحب الحنَّان،
قبل أن تمطر النيران
مُعلنة غضب السماء على شر وفجور الإنسان!
{باسم شكري}
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
في يوم 18/5/2009 جاء في احدى الصحف المحلية خبرًا يستحق الاهتمام والتفكير؛ لذا رأيت، أخي الحبيب، أن أنقل لك بعضًا مما جاء فيه ثم أعود للحديث معك بشأنه.
جاء الخبر هكذا:
السماء تمطر نيرانًا في سوهاج وخبير فلكي يستبعد أن يكون نيزكًا
كتلة من النيران أحدثت حالة من الذعر في إحدى قرى محافظة سوهاج ، حيث أكد شهود عيان أن الكتلة النارية سقطت من السماء واستغرق هبوطها دقائق متواصلة، وأن كثيرًا من أهالي قرية “شطورة” شاهدوا “الكتلة” وهى تتهاوى حتى استقرت في حظيرة مواشي مُلحَقة بمنزل “...”، وقال عم صاحب المنزل المحترق، في اتصال هاتفي:
“كنا نجلس أمام المنزل في العاشرة من مساء أمس الأول، وشاهدنا كتلة من النيران تسقط من السماء وهي عبارة عن كرة من النار ولها ما يشبه الذيل، وارتفعت النيران على مسافة مترًا، واستمرت قرابة نصف ساعة حتى وصلت سيارات الإطفاء، وتجمع أهالي القرية وأطفأوا النار بالجهود الذاتية، خاصة أنه لا توجد "حنفية حريق" في المنطقة...”
* * *
انتهى الخبر، وأود أن أناقش معك في دقائق معدودة بعض النقاط القليلة التي احتواها الخبر، وأتركها معك لتفكر فيها جيدًا، وليعطِنا الرب أن نتخذ من كل ما يحدث حولنا عِبرة ودرسًا لحياتنا.
*
أولاً:
عنوان الخبر هو ما شدني بقوة لقراءته:
“السماء تمطر نيرانًا”.
يا له من أمرٍ يدعو للخوف بل وللذعر الشديد كما جاء في سياق الخبر على لسان الشهود أن السماء تمطر نيرانًا. فالناس في بعض الدول تختبئ في بيوتها حينما تمطر السماء أمطارًا غزيرة أو كُرات ثلجية صغيرة، فما بالك بالنيران!
دعني أذكرك، أخي الحبيب، بما جاء في كلمة الرب وبالتحديد في سفر التكوين حيث نقرأ عن قصة سدوم وعمورة حيث
« فَأَمْطَرَ يَهْوَهُ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتًا وَنَارًا مِنْ عِنْدِ يَهْوَه مِنَ السَّمَاءِ. »
(تكوين19: 24).
*
أرأيتَ مدى التشابه بين عنوان الخبر والآية الموجودة في كلمة الرب؟
هذا ببساطة يعكس مدى التشابه، بل أكاد أقول التطابق، بين الشر الذي كان في أيام سدوم وعمورة والشر الموجود في يومنا هذا. فالأرض قد امتلأت شرًّا وزيغانًا وفسادًا، واستطاع الشيطان أن يخدع بنو البشر بمُسَمَّياتٍ براقةٍ للخطية حتى تبدو وكأنها أمورًا طبيعية، وأصبحت الحرية هي كلمة مرادفة للخطية، وأصبح الناس يفعلون ما يحسن في أعينهم بلا ضابطٍ أو رادعٍ، وخَفَت صوت الضمير في داخل الكيان البشري بسبب إصرار البشر على الاستمرار في حياة الخطية والانغماس في شرور وفجور لا حد لها، وكما يقول الكتاب:
« ..قَدِ امْتَلأَ قَلْبُ بَنِي الْبَشَرِ فِيهِمْ لِفَعْلِ الشَّرِّ.»
(جامعة8: 11).
لذا فالرب يرُسل تحذيراته من السماء من وقت لآخر ليذكِّرنا بمجيئه القريب وبالدينونة التي تنتظر كل مستهترٍ مؤجِّلٍ للتوبة.
*
ثانيًا:
بدأ الخبر بعبارة تقول:
“كتلة من النيران أحدثت حالة من الذعر”.
مجرد كتلة صغيرة من النيران اشتعلت لمدة نصف ساعة أصابت الأهالي بالذعر الشديد وتناقلتها وسائل الإعلام، فما بالك، صديقي الغالي، ببحيرة مُتَّقِدة بنار وكبريت سُيلقَى فيها، وإلى أبد الآبدين، كل من رفض صليب المسيح وانغمس في شهواته وخطاياه؟!
أ تصدق هذا؟!
إذًا فلماذا تؤجِّل التوبة؟!
*
ثالثًا:
لفت نظري أيضًا عبارة جاءت في آخر الخبر تقول إنه لم تكن توجد :
“حنفية حريق”
في المنطقة، مما جعل النيران تشتعل، ولم يكن الأهالي لديهم ما يفعلونه حتى جاءت سيارات الإطفاء. وهذا أيضًا يذكرني، أخي الحبيب، بقصة رواها الرب يسوع المسيح - له كل المجد - في أيام وجوده على الأرض بالجسد ذُكرت في إنجيل :
(لوقا16: 19 -31 )
والتي نُطلق عليها أحيانًا قصة :
"الغني ولعازر"؛
حيث يحكي الرب عن الغني الذي كان يتنعم كل يوم مترفهًا، مشغولاً بإشباع شهواته، غير مُبالٍ بالتوبة ومعرفة الرب، وغير مدركٍ أنه يومًا ما سيترك الأرض راحلاً إلى بيته الأبدي. لذا فقد كان مصيره العذاب الأبدي في بحيرة النار والكبريت ومن شدة العذاب نادى قائلاً:
« يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ.»
(لوقا16: 24).
أيضًا هذا الغني لم يجد وقت الحريق قطرة ماء (وليس حنفية) ليُبَرِّد بها لسانه!
أخاف عليك، قارئي العزيز، من هذا المصير المخيف المُرَوِّع والذي اقترب جدًا أكثر مما تتصور؛ فكل ما حولنا يُنبئ بدنو النهاية. والرب يناديك في هذه الأيام بشتى الطرق والوسائل حتى تتعقل وتغيِّر طريقك وتُلقي بنفسك في أحضان الفادي المُحب الحنَّان.
*
في نهاية حديثي معك أؤكد لك، أخي الحبيب، هذه البُشرى السارة:
فحتى هذه اللحظة ما زالت السماء تُمطر حُبًّا وحنانًا لك، وما زال رب السماء والأرض يناديك كي يشبع قلبك الجائع للحب ويخلِّص نفسك الجائعة للتحرر من قيود الخطية ويريح ضميرك الجائع للسكينة والسلام، ويملأ كيانك بالراحة والسعادة الحقيقية التي عبثًا تبحث عنها في الشهوات والعلاقات وسائر الأشياء التي تزيد الفراغ داخل قلبك وتجوع نفسك أكثر.
تعالَ الآن،
وتمتع بالحب والغفران
من فاديك المُحب الحنَّان،
قبل أن تمطر النيران
مُعلنة غضب السماء على شر وفجور الإنسان!
{باسم شكري}
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين