ناقشت أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية الخطاب الحائد في العربية .. دراسة في ضوء النظرية التداولية، للطالب جاسم خيري حيدر.تهدف الأطروحة إلى فتح أبوابا واسعة للباحثين لقراءة التراث وفق نظرة حداثية جديدة وتعيد ما أهمل من التراث للواجهة، وإن هذا العمل لا يتبع أسلوب الدراسة اللسانية النمطية وإنما يأخذ منحى جديدا تماما، من وضع فرضية جديدة في الخطاب ألا وهي (فرضية المعنى الكامن) التي تدعي إمكانية تشكل الخطاب وفق المعاني الكامنة، وهي معاني قارة في النفس لا يراد إيصالها أو ليس من قصد المتكلم البوح بها، وهو ما يخالف جل الدراسات الخطابية التي من مسلماتها أن الخطاب يتشكل على وفق المعاني الحرفية أو المضمرة، وهو ما يعني فتح المجال أمام الباحثين لدراسة أنماط هذه المعاني وكيفية تأثيرها في الخطاب المنتج.وبينت الاطروحة ان الخطاب الحائد هو مصطلح جديد ابتكره الباحث وأصل له ووضع له آلياته التي تشكله والمبادئ التي تفعله، ويتولد هذا الخطاب بتأثير المعنى الكامن (الحيدة) وهي معنى الهرب والامتناع، فالخطاب الحائد على هذا طريقة في تشكيل الخطاب أو هو خطاب يؤتى به للمشاغلة والإلهاء لإخفاء المعنى الكامن المرتبط بالكراهة.
وقد قام الباحث بقراءة التراث البلاغي قراءة جديدة ووضع يده على قوانين وقواعد للتفسير جديدة على وفق النظرة اللسانية للنصوص، واستعان الباحث بالنظرية التداولية وهي تعد من النظريات التي تتسم بالمرونة والفاعلية، وهي أيضا من النظريات الدائمة التطور فلا يزال يخرج كل يوم أمامنا طرح جديد أو فكرة تطورها وتدفع بأدواتها الإجرائية نحو منحى جديد لما أصله روادها، ونجح الباحث في استغلال إمكانات هذه النظرية لتفسير الظاهرة المدروسة، واستطاع ببراعة قراءة وتحليل النصوص التراثية لدعم الأفكار التي أصل لها أولا.وتوصلت نتائج الأطروحة إلى وجوب التمييز بين الحيدة وهي المعنى الكامن الذي يدل على الهرب من الجواب وبين الخطاب المتشكل عنها وهو الخطاب الحائد، وتوصل البحث أيضا إلى تمييز وعزل الظواهر التي قد تلتبس بالظاهرة المدروسة كالاستلزام الحواري.
