- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 112,712
- مستوى التفاعل
- 111,035
- النقاط
- 2,103

كما هبوب الياسمين حين يعبر نافذتي الموصدة،
كهمسةٍ عابرةٍ في ليلٍ طويلٍ بلا نجوم،
أنتَ أتيتَ، أو ربما كنتَ هناك دائمًا،
ظلًّا يسير بين أضلعي،
طيفًا يختبئ خلف رماد الأيام.
وأنا ضائعٌ في صحراءٍ لا أول لها ولا آخر،
أحصي خُطاي في رمالها الصامتة،
أبحث عن ظلٍّ، عن واحة، عن قطرة ندى،
ولكنك وحدك،
أنتَ النسيم الذي لم يخطئ دربه،
الريح التي تحملني دون أن أدري،
فإلى أين المفر؟
هل رأيت يومًا قلبًا يسير وحده
في دروبٍ لا تعرف الرحمة؟
هل سمعتَ عن روحٍ تاهت
بين الفواصل والنقاط؟
أنا تلك الروح،
وتلك الدروب تناديني بأسماء لا أعرفها،
كلها تقول: "تعال"،
لكنني لا أسمع سوى ندائك.
أيا هبوب الياسمين في ليل التيه،
يا رائحة الدفء حين يبرد النبض،
يا ظلًا يمتدّ في صحرائي الجرداء،
لا تتركني،
لا تدعني أعود إلى حيث لا طريق،
إلى حيث لا حروف،
إلى حيث ينكسر الصدى قبل أن يُقال.