عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
كنائس تركيا: تاريخ محفور في الصخر
عشتارتيفي كوم- العربي الجديد/
تروي الكنائس المنحوتة في الصخر، في تركيا، تاريخاً من العمارة والتصميم، إلى جانب مخاوف بنّائيها ومرتاديها من إعلان الإيمان إبّان فترات عانوا فيها من الاستبداد.
ثمة كنائس خلّدت، عبر الحفر بالصخر، أسماء قديسين، كما كنيسة القديس نيكولاس في أنطاليا، وقد أسست في الوقت الذي توفي فيه القديس نيكولاس، المعروف بـ بابا نويل، وكذلك هناك كنيسة القديس بولس في طرسوس في محافظة مرسين، ومجمع أفسس الذي يعد واحداً من سبع كنائس تم ذكرها في سفر الرؤيا، وكنيسة مريم العذراء في محافظة أزمير، التي يعتقد أنها المكان الذي قضت فيه مريم العذراء السنوات الأخيرة من حياتها قبل وفاتها، وكنيسة سانت بيتر في ولاية هاتاي، وفيها كهف يقال إنه المكان الذي ألقى فيه القديس بطرس أول خطبة له، وتم ترميمه وتحويله إلى كنيسة، بعدما تبنى الرومان الديانة المسيحية، وكانت الكنيسة ملجأ لأول المسيحيين، والبابا الأول، والقديس بطرس.
وقبل التعريج على كنائس الصخور بتركيا، لا بد من التطرق إلى "وادي أهلارا" في منطقة "كبادوكيا" السياحية، وسط تركيا. يبلغ طول الوادي نحو 18 كم، ويعد من أطول الأخاديد الجبلية في العالم، وكان مركزاً دينياً في الفترات الأولى للمسيحية.
الوادي، بحسب مدير الثقافة والسياحة في ولاية أقسراي مصطفى دوغان، تشكل بفعل نحت النهر للصخور مع الزمن، ليكون ثاني أكبر أخدود في العالم، وأن أهالي المنطقة حفروا مئات الأبنية في الصخور عندما كانت المسيحية تنتشر بسرية.
يضيف دوغان، خلال تصريحات صحافية، أنه جرى رسم مشاهد من الإنجيل على جدران الكنائس لشرحها لأهالي المنطقة، خاصة في ظل انتشار الأمية في تلك الحقبة، لتغدو 14 من الكنائس في المنطقة حتى اليوم، من أعاجيب تركيا التي تفتح أبوابها لزيارة السياح.
وخلال الحديث عن كنائس الصخر، تقفز كنيسة "إرغان" التاريخية في ولاية "تونج إيلي"، شرقي تركيا، إلى الواجهة، إذ تحافظ الكنيسة، حتى اليوم، على جدرانها المصممة من أحجار مزينة بنيت من خلال تقنيات النحت والنقش والحفر.
وأما كاتدرائية "سليما" بمنطقة "كبادوكيا"، التي يقال إن المسيحيين أقاموا فيها أول طقوسهم لأول مرة قبل نحو 1700 عام، فهي المعجزة المنحوتة في الصخور، وتُعد أكبر كاتدرائية بمنطقة "كبادوكيا" السياحية، إضافةً لكونها تعد بوابة الدخول إلى "وادي إهلارا" بالمنطقة.
ومن أسرار كنيسة "سليما" المنحوتة بالصخر، احتواؤها على أماكن معيشية، كالمطابخ ومستودعات التخزين، وعلى غرف تحمل آثار الفن البيزنطي، وزينت جدرانها برسومات تجسد صعود السيد المسيح والسيدة مريم إلى السماء.
لكن أقدم الكنائس المنحوتة بالصخور يقال إنها "كنيسة القديس بطرس"، الواقعة قرب أنطاكية بولاية "هاتاي"، جنوب تركيا، فهي تتكون من كهف منحوت في الجبل. ويعود تأسيس الكنيسة إلى أعمال الكتاب المقدس، ويتعلق الأمر بالقديس "برنابا" حين ذهب إلى "طرسوس" في رحلات بطرس التبشيرية. والرسول بطرس هو أول الرسل ومؤسس كنيسة أنطاكية الأولى في التاريخ، وهو أول من بشر بالمسيحية في أنطاكية.
بعض الأجزاء المتبقية من الكنيسة تدل على زمن بناء الكنيسة في القرن الرابع أو الخامس، حيث تدل على ذلك قطع الفسيفساء الأرضية وآثار اللوحات الجدرانية. ويُعتقد أن النفق الموجود داخل الكنيسة من جانب الجبل والذي تتدفق منه المياه كان يستفاد منه للشرب ولتعميد المرضى. ونتيجة للزلازل والحروب، تضررت الكنيسة وأعيد ترميمها، حيث ساهم نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا، بعملية الترميم أيضا، كما شيدت الواجهة من قبل الرهبان "الكبوشيين" عام 1863 وبأوامر من البابا "بيوس" التاسع.
تساهم عمليات الترميم التي تقوم بها وزارة الثقافة والسياحة التركية أخيراً، بحسب الباحثة التركية هيلال بوردي، في المحافظة على اللوحات الفسيفسائية، وتثبيت الصخور في مغارة الكنيسة التي يبلغ عمقها المنحوت في الصخور 13 متراً، وعرضها حوالي 9 أمتار، وارتفاعها 7 أمتار.
وتقول الباحثة التركية إن الكنائس كثيرة في تركيا، فللمسيحية تاريخ طويل في الأناضول، فهي مسقط رأس العديد من القديسين المسيحيين، وفيها عدد من الأماكن المقدسة المسيحية، وهي أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً، فآفس كان آخر بيت سكنته مريم العذراء وبات محجاً للمسيحيين حتى اليوم، كما كانت إسطنبول مركز المسيحية الشرقية، لتبقى أنطاكية، التي انطلق منها أول مرة لقب المسيحيين، وقت كانت أحد الكراسي الرسولية.
كاتدرائية في منطقة "كبادوكيا" (Getty)
عشتارتيفي كوم- العربي الجديد/
تروي الكنائس المنحوتة في الصخر، في تركيا، تاريخاً من العمارة والتصميم، إلى جانب مخاوف بنّائيها ومرتاديها من إعلان الإيمان إبّان فترات عانوا فيها من الاستبداد.
ثمة كنائس خلّدت، عبر الحفر بالصخر، أسماء قديسين، كما كنيسة القديس نيكولاس في أنطاليا، وقد أسست في الوقت الذي توفي فيه القديس نيكولاس، المعروف بـ بابا نويل، وكذلك هناك كنيسة القديس بولس في طرسوس في محافظة مرسين، ومجمع أفسس الذي يعد واحداً من سبع كنائس تم ذكرها في سفر الرؤيا، وكنيسة مريم العذراء في محافظة أزمير، التي يعتقد أنها المكان الذي قضت فيه مريم العذراء السنوات الأخيرة من حياتها قبل وفاتها، وكنيسة سانت بيتر في ولاية هاتاي، وفيها كهف يقال إنه المكان الذي ألقى فيه القديس بطرس أول خطبة له، وتم ترميمه وتحويله إلى كنيسة، بعدما تبنى الرومان الديانة المسيحية، وكانت الكنيسة ملجأ لأول المسيحيين، والبابا الأول، والقديس بطرس.
وقبل التعريج على كنائس الصخور بتركيا، لا بد من التطرق إلى "وادي أهلارا" في منطقة "كبادوكيا" السياحية، وسط تركيا. يبلغ طول الوادي نحو 18 كم، ويعد من أطول الأخاديد الجبلية في العالم، وكان مركزاً دينياً في الفترات الأولى للمسيحية.
الوادي، بحسب مدير الثقافة والسياحة في ولاية أقسراي مصطفى دوغان، تشكل بفعل نحت النهر للصخور مع الزمن، ليكون ثاني أكبر أخدود في العالم، وأن أهالي المنطقة حفروا مئات الأبنية في الصخور عندما كانت المسيحية تنتشر بسرية.
يضيف دوغان، خلال تصريحات صحافية، أنه جرى رسم مشاهد من الإنجيل على جدران الكنائس لشرحها لأهالي المنطقة، خاصة في ظل انتشار الأمية في تلك الحقبة، لتغدو 14 من الكنائس في المنطقة حتى اليوم، من أعاجيب تركيا التي تفتح أبوابها لزيارة السياح.
وخلال الحديث عن كنائس الصخر، تقفز كنيسة "إرغان" التاريخية في ولاية "تونج إيلي"، شرقي تركيا، إلى الواجهة، إذ تحافظ الكنيسة، حتى اليوم، على جدرانها المصممة من أحجار مزينة بنيت من خلال تقنيات النحت والنقش والحفر.
وأما كاتدرائية "سليما" بمنطقة "كبادوكيا"، التي يقال إن المسيحيين أقاموا فيها أول طقوسهم لأول مرة قبل نحو 1700 عام، فهي المعجزة المنحوتة في الصخور، وتُعد أكبر كاتدرائية بمنطقة "كبادوكيا" السياحية، إضافةً لكونها تعد بوابة الدخول إلى "وادي إهلارا" بالمنطقة.
ومن أسرار كنيسة "سليما" المنحوتة بالصخر، احتواؤها على أماكن معيشية، كالمطابخ ومستودعات التخزين، وعلى غرف تحمل آثار الفن البيزنطي، وزينت جدرانها برسومات تجسد صعود السيد المسيح والسيدة مريم إلى السماء.
لكن أقدم الكنائس المنحوتة بالصخور يقال إنها "كنيسة القديس بطرس"، الواقعة قرب أنطاكية بولاية "هاتاي"، جنوب تركيا، فهي تتكون من كهف منحوت في الجبل. ويعود تأسيس الكنيسة إلى أعمال الكتاب المقدس، ويتعلق الأمر بالقديس "برنابا" حين ذهب إلى "طرسوس" في رحلات بطرس التبشيرية. والرسول بطرس هو أول الرسل ومؤسس كنيسة أنطاكية الأولى في التاريخ، وهو أول من بشر بالمسيحية في أنطاكية.
بعض الأجزاء المتبقية من الكنيسة تدل على زمن بناء الكنيسة في القرن الرابع أو الخامس، حيث تدل على ذلك قطع الفسيفساء الأرضية وآثار اللوحات الجدرانية. ويُعتقد أن النفق الموجود داخل الكنيسة من جانب الجبل والذي تتدفق منه المياه كان يستفاد منه للشرب ولتعميد المرضى. ونتيجة للزلازل والحروب، تضررت الكنيسة وأعيد ترميمها، حيث ساهم نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا، بعملية الترميم أيضا، كما شيدت الواجهة من قبل الرهبان "الكبوشيين" عام 1863 وبأوامر من البابا "بيوس" التاسع.
تساهم عمليات الترميم التي تقوم بها وزارة الثقافة والسياحة التركية أخيراً، بحسب الباحثة التركية هيلال بوردي، في المحافظة على اللوحات الفسيفسائية، وتثبيت الصخور في مغارة الكنيسة التي يبلغ عمقها المنحوت في الصخور 13 متراً، وعرضها حوالي 9 أمتار، وارتفاعها 7 أمتار.
وتقول الباحثة التركية إن الكنائس كثيرة في تركيا، فللمسيحية تاريخ طويل في الأناضول، فهي مسقط رأس العديد من القديسين المسيحيين، وفيها عدد من الأماكن المقدسة المسيحية، وهي أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً، فآفس كان آخر بيت سكنته مريم العذراء وبات محجاً للمسيحيين حتى اليوم، كما كانت إسطنبول مركز المسيحية الشرقية، لتبقى أنطاكية، التي انطلق منها أول مرة لقب المسيحيين، وقت كانت أحد الكراسي الرسولية.