حين كنتُ طفلاً
كنت أسمعهُ مع جمعٍ
من الملائكةِ
يتحدثون إلي
نعم اسمعهم
لاني حينها
كنت على الفطرة
لم يلوثني الزمان
بسحر العيون
وجميلات القوام
وفاتنات المحيا
ونقيات العطور
قد كنتُ طفلاً
كان لجاري
بنتاً جل الله
فما خلق
حين نظرت اليها
عشقت ملامحها
حين انقطع الحديث
معه ومع الملائكة
لم اعد اسمعهم
لا زلت لا اعرف
العشقَ
لكني عشقت ملامحها
كنتُ اكبرها بعام
وبدأتُ اقترب لأشمُ
جديلتها والشرائط
المزكرشة
ناداني صوت أبي
الشمس غربت
تعال مع لأخر الشارعِ
هناك منبراً وخطيب
لنصلي معاً
حين عدنا من الصلاة
عيناي لم تفارق
باب جارنا
اخذت حصياتٍ
ورجمتُ بابها
وحين سألني ابي
لما..؟
قلت ارجم الشيطان
قال هذا جارنا
انسان طيب
قلت لأبي
وأبنتهُ خرافية الجمال
نظرني ابي نظرةً
كأنها رماحاً
تصول بصدري
أتذكرها
ودخلنا البيت
أسرعت اصعد
للسطح
كنا ننام على السطح
الصيف يحمل
اغاني لا يعرفها
إلا من نام على السطح
وانا اصعد
تذكرتُ لما لم اسمعهم
لم يحدثوني هل تركوني..؟
لهاثي يوقظ المساء
وكان لسورهم
علواً أكاد اضيع فيه
يا اللهي كيف سأراها
اطبقتُ جفنيا لأحلمُ
مذ ذاك وانا لا زلت احلم
اخذت اغني بصوتٍ عالٍ
علها تسمع كما كنت
أسمعه والملائكةِ
لا جدوى أصمَ الحظ
كل مسامعها
اخذت انتظرها
حتى غفوت بلا
سرير او غطاء
وحين لسعتني الشمس
أيقنتُ حينها
لم يحدثوني بعدها
قد كبرتُ وأيفعتُ
وكذاك هي كبرُت
وأينعت
ونضى شبليها يكبران
واكتنز جسدها
كأنها قطعة (جمار)
محفوفةً بقطعٍ من القماش
تفوقتُ بدروسي جداً
وذات صباحٍ
طرق الباب
وإذا بإمها عند الباب
تسأل امي
هل يمكنه مساعدتها
فهي ضعيفة باللغة العربية
أنبريتُ من مكاني
نعم نعم نعم
اساعدها حتى
اللغة البوذية..
طالما لم اسمعه والملائكةِ
انا من بدء العمرِ
كنت اعشق اللغة العربية
جاء موعد الدرس
ليته لم يأتي
فقد محى كل
احاديثهم حين كنت طفلاً
ولم يبقى اي شيء
دخلتُ حجرتها
كانت مملوءةً بالورد
والدمى الحمراء
وشمع بارد
قالت اول كلمة منها
تمر مسامعي
أتعرف الجار والمجرور
قلت لها انتِ الجار
وأنا المجرور
ومذ ذاك وانا لا اتقنُ
إلا ان اكتب عن وصية
النبي بالجار..
وحين سقط القلم منها
رن الهاتفُ
فصحوت
فإذا الدنيا على حالها
والشوق زورقاً
هائماً لا يحتضنه ميناء..
04/01/2022
العـ عقيل ـراقي
