الطائر الحر
Well-Known Member
سوق الحواسيب عاد إلى النمو بسبب جائحة كورونا (غيتي إيميجز)
تشير العديد من التقارير المتخصصة إلى أن جائحة كورونا (كوفيد-19) قد ساهمت في ارتفاع الطلب على الحواسيب والأجهزة اللوحية بصفة عامة، لكنها في المقابل عمقت جراح قطاع الحواسيب المكتبية بتسريع انخفاض مبيعاتها المتواصل منذ سنوات.
وتشهد مبيعات الحواسيب الشخصية (الحواسيب المكتبية والمحمولة ومحطات العمل) منذ عام 2011 انخفاضا متواصلا، لتتراجع من 365 مليونا إلى حوالي 180 مليون وحدة فقط في عام 2019.
ويبدو أن جائحة كورونا التي يعيشها العالم قد أعطت هذا السوق نفسا جديدا هذا العام، لكنها استثنت منه الحواسيب المكتبية.
عودة إلى النمو
وفقا لنتائج أولية صادرة عن شركة "غاتنر" (Gartner) المختصة في البحوث والتحاليل المتعلقة بصناعات تكنولوجيا، فقد ارتفع طلب المستهلكين على الحواسيب الشخصية في الربع الثالث من عام 2020، بسبب الحاجة إلى الترفيه المنزلي واحتياجات التعلم والعمل عن بعد خلال فترات الحجر الصحي التي فرضت في دول العالم، إذ بلغ إجمالي شحنات الحواسيب الشخصية في جميع أنحاء العالم 71.4 مليون وحدة، بزيادة قدرها 3.6% عن نفس الفترة من العام الماضي.
العمل والدراسة عن بعد زادا الطلب على الأجهزة المحمولة (غيتي إيميجز)
بدوره، يقول مدير الأبحاث في الشركة ميكاكو كيتاجاوا إن "سوق الحواسيب الشخصية للأعمال كان أكثر ديناميكية هذا الربع من العام، إذ واصلت الشركات شراء حواسيب للعمل عن بعد، كما ظل إنفاق المؤسسات قويا، حيث أدى التمويل الحكومي للتعلم والعمل عن بعد إلى زيادة شراء الأجهزة كما هو الحال في الولايات المتحدة واليابان".
وشهد سوق الولايات المتحدة تطورا مهما خلال الربع الثالث من العام الجاري مع نمو بنسبة 11.4% على أساس سنوي، وهي المرة الأولى منذ 10 سنوات التي تشهد فيها المنطقة نموا برقمين.
وبحسب تقرير نشرته مؤسسة البيانات الدولية "آي دي سي" (IDC)، سجل سوق الحواسيب التقليدية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ارتفاعا قويا في نفس الفترة محققا نسبة نمو تصل إلى 11.7% على أساس سنوي، وبلغ إجمالي المبيعات 21 مليون وحدة.
وسجلت منطقة أوروبا الوسطى والشرقية ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أداء جيدا في الربع الثالث من عام 2020، حيث تفوقت أوروبا الوسطى والشرقية على منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ففي أوروبا الوسطى والشرقية نما سوق الحواسيب التقليدية بنسبة 19.5% على أساس سنوي، مدفوعا بالطلب في كل من القطاعين التجاري والاستهلاكي.
وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نما سوق الحواسيب التقليدية بنسبة 8.7% على أساس سنوي، مدفوعا بالنتائج القوية للمستهلك بنسبة 17.1% على أساس سنوي، في حين ظل القطاع التجاري ثابتا على أساس سنوي، حيث تم تنفيذ عدد قليل فقط من الصفقات التعليمية.
كورونا سرّع انخفاض الطلب على الحواسيب المكتبية (مواقع التواصل)
انخفاض الطلب على الحواسيب المكتبية
لكن هذا النمو في سوق الحواسيب الشخصية خلال الربع الثالث من العام الحالي ترافق مع تراجع الإقبال على الحواسيب المكتبية، فقد قوبل الصعود القوي لسوق الحواسيب المحمولة بنسبة 29% في الولايات المتحدة بانخفاض كبير في مبيعات الحواسيب المكتبية، وفقا لغاتنر.
وفي الوقت الذي شهد فيه سوق الحواسيب في أوروبا الغربية نموا بنسبة 10.2% على أساس سنوي استمر أداء الحواسيب المكتبية في الهبوط بشدة، منخفضا بنسبة 52.2% على أساس سنوي.
ويقول الخبراء إن تشجيع العمل من المنزل وبقاء المكاتب مغلقة لأسابيع وربما لأشهر خلال الجائحة التي يعيشها العالم حاليا جعلا الطلب التجاري على الأجهزة الثابتة منخفضا للغاية في الربع الثالث، في حين استمرت تلبية الطلب القوي على الحواسيب المحمولة، حيث نما بنسبة 24.8% على أساس سنوي.
وظلت الحواسيب المحمولة هي الحل المنشود لتلبية الحاجة المستمرة للعمل من المنزل، وتم منحها أولوية عالية لمناقصات التعليم الكبيرة التي تم طرحها لتسهيل الدراسة من المنزل مع بقاء المدارس مغلقة.
وتتوقع مؤسسة "آي دي سي" في تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي أن يتواصل انخفاض مبيعات الحواسيب المكتبية من 91 مليون وحدة خلال 2019 إلى 65 مليونا فقط في عام 2024.
في المقابل، من المنتظر أن ترتفع مبيعات الحواسيب المحمولة بنسبة 13.4% خلال نفس الفترة لتزيد من 171 مليون وحدة إلى 194 مليونا.