- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,371
- النقاط
- 113
السلآم عليكم ورحمة الله
كيف نخاطب الجهلة ؟؟؟؟؟
لأن كلَّ إناء يَنْضح بِما فيه؛ فإنَّ طَبْع خِطاب الجاهل يكون حارًّا كالنار في وقْعِه على نفوس محدِّثيه؛ مؤلِمًا كغَرْز مسامير في جلودهم، مزعجًا كطَرْق فؤوس في جُدُرِهم، مشعثًا، متحيِّرًا متخبِّطًا كالظُّلمات التي يتوه فيها صاحبه، متعدِّدَ الروافد، متشعِّبَ الاتِّجاهات، لا تكاد تقف فيه على نقطة واحدة لِحوار سليم إلاَّ وتجده تفرَّعَ وتشتَّت كصاحبه، لا يغريه أصل الأمر ليعمد إلى كشْفِه، ولا الحقيقة لِيَصبو إليها، ولا الصَّواب لِيَركن إليه، وإنَّما غايَة نفسه: إثباتُ غُروره، وتثبيت كِبْرِه، ومثل هذا حريٌّ أن يثير الرِّثاء بنفسه التي لا تَهْتدي لِكُنْهِ العبودية، ومعنَى الاطْمِئنان بالرَّحْمن، وتعجز عن طلب السَّكينة في رحابه؛ لذا فلا غاية تُرجى في مثل مُحاورته، ولا بناء سليم يُنتَظرُ في صحبته، فعلى العاقل هنا ألاَّ يستجيب لاستفزاز مثل هذا الخطاب للحميَّة الجاهلية، ولا ما يثيره من فَتْح بابٍ للكدر، وتأليب للضَّغائن والفِتَن، الذي لن يُثمر إلاَّ جدَلاً فارغًا لأصحابه، وافتعالاً للتشاجُر، الغالب فيه أكثرهم مكرًا، وأعلاهم خبثًا، وأدناهم نفسًا.
إلاَّ عبادَ الرحمن، الذين حسبوا أنفسهم على ربِّهم، وحبَسوها على طاعته، وألزموها منهاجَه، فإذا ما تَكلموا تكلَّموا باسْمه، وإذا ما عملوا عَمِلوا لوجهه وابتغاءً لِمَرضاته، فنالوا بِرِضاه من نوره ما يضيء لهم مصابيح استكشاف الطَّريق، واستلهام الرَّشاد وتسديد المقال والفعال، فإذا ما سمعوا خطاب الجاهل عرفوه، وفَطِنوا إلى فتنتِه فأغلقوا عليه أبواب الشُّرور والدَّنايا، وحبسوا عنه جهْلَه وخسَّتَه، بما تَحْمل أنفسهم من فيوضِ رحمةٍ ربَّانية، من نورانيَّةٍ في صدورهم الأبيَّة وأرواحهم النقيَّة، فيفيض من بَرد السَّكينة في صدورهم على نار الجهل فيُطفئوا فتنتَها، ويَئِدوا مكرها وخِسَّتَها، فهم يعلمون بما علَّمَهم الله وبِما فتح لهم من أبواب رحمته وفضله: أنْ لا خير يُنتهى إليه مع بداية شرٍّ، أو أمارات شر، فإذا ما صلحت البداية كذا كانت النِّهاية، وإلاَّ فلا ورَع كالكفِّ، ولا عقل كالتَّدبير، فيكون قولُهم هنا: سلامًا عامًّا؛ أيْ: يهديهم ربُّهم إلى الردِّ الذي يستجلب السلام، وللقَوْلة التي تعلو وتسود وتبسط السَّلام وتُحدِثُ السلام، وتَئِد الشرَّ وتردُّ الظَّالِم بِغَيظه لا ينال خيرًا ولا بِرًّا ولا ظفَرًا، ، بأيدي عباد الرحمن وألسنتهم وأفعالِهم.
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
م ن
والحمد لله ربِّ العالمين.
كيف نخاطب الجهلة ؟؟؟؟؟
لأن كلَّ إناء يَنْضح بِما فيه؛ فإنَّ طَبْع خِطاب الجاهل يكون حارًّا كالنار في وقْعِه على نفوس محدِّثيه؛ مؤلِمًا كغَرْز مسامير في جلودهم، مزعجًا كطَرْق فؤوس في جُدُرِهم، مشعثًا، متحيِّرًا متخبِّطًا كالظُّلمات التي يتوه فيها صاحبه، متعدِّدَ الروافد، متشعِّبَ الاتِّجاهات، لا تكاد تقف فيه على نقطة واحدة لِحوار سليم إلاَّ وتجده تفرَّعَ وتشتَّت كصاحبه، لا يغريه أصل الأمر ليعمد إلى كشْفِه، ولا الحقيقة لِيَصبو إليها، ولا الصَّواب لِيَركن إليه، وإنَّما غايَة نفسه: إثباتُ غُروره، وتثبيت كِبْرِه، ومثل هذا حريٌّ أن يثير الرِّثاء بنفسه التي لا تَهْتدي لِكُنْهِ العبودية، ومعنَى الاطْمِئنان بالرَّحْمن، وتعجز عن طلب السَّكينة في رحابه؛ لذا فلا غاية تُرجى في مثل مُحاورته، ولا بناء سليم يُنتَظرُ في صحبته، فعلى العاقل هنا ألاَّ يستجيب لاستفزاز مثل هذا الخطاب للحميَّة الجاهلية، ولا ما يثيره من فَتْح بابٍ للكدر، وتأليب للضَّغائن والفِتَن، الذي لن يُثمر إلاَّ جدَلاً فارغًا لأصحابه، وافتعالاً للتشاجُر، الغالب فيه أكثرهم مكرًا، وأعلاهم خبثًا، وأدناهم نفسًا.
إلاَّ عبادَ الرحمن، الذين حسبوا أنفسهم على ربِّهم، وحبَسوها على طاعته، وألزموها منهاجَه، فإذا ما تَكلموا تكلَّموا باسْمه، وإذا ما عملوا عَمِلوا لوجهه وابتغاءً لِمَرضاته، فنالوا بِرِضاه من نوره ما يضيء لهم مصابيح استكشاف الطَّريق، واستلهام الرَّشاد وتسديد المقال والفعال، فإذا ما سمعوا خطاب الجاهل عرفوه، وفَطِنوا إلى فتنتِه فأغلقوا عليه أبواب الشُّرور والدَّنايا، وحبسوا عنه جهْلَه وخسَّتَه، بما تَحْمل أنفسهم من فيوضِ رحمةٍ ربَّانية، من نورانيَّةٍ في صدورهم الأبيَّة وأرواحهم النقيَّة، فيفيض من بَرد السَّكينة في صدورهم على نار الجهل فيُطفئوا فتنتَها، ويَئِدوا مكرها وخِسَّتَها، فهم يعلمون بما علَّمَهم الله وبِما فتح لهم من أبواب رحمته وفضله: أنْ لا خير يُنتهى إليه مع بداية شرٍّ، أو أمارات شر، فإذا ما صلحت البداية كذا كانت النِّهاية، وإلاَّ فلا ورَع كالكفِّ، ولا عقل كالتَّدبير، فيكون قولُهم هنا: سلامًا عامًّا؛ أيْ: يهديهم ربُّهم إلى الردِّ الذي يستجلب السلام، وللقَوْلة التي تعلو وتسود وتبسط السَّلام وتُحدِثُ السلام، وتَئِد الشرَّ وتردُّ الظَّالِم بِغَيظه لا ينال خيرًا ولا بِرًّا ولا ظفَرًا، ، بأيدي عباد الرحمن وألسنتهم وأفعالِهم.
وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
م ن
والحمد لله ربِّ العالمين.