حجَّ الحجاج فنزل بعض المياه بين مكة والمدينة ودعا بالغذاء، وقال لحاجبه: انظر مَن يتغذى معي واسأله عن بعض الأمر. فنظر نحو الجبل، وإذا براعٍ بين التلال نائمًا، فضربه برجله، وقال له: ائت الأمير. فأتاه، فقال له الحجاج: اغسل يدك وتغدَّ معي. فقال: دعاني من هو خير منك فأجبته. قال: ومن هو؟ قال: الله تعالى؛ دعاني إلى الصيام فصمت. قال: في هذا الحر الشديد؟! قال: نعم، صمت ليوم هو أشد منه حرًّا. قال: فأفطر وصم غدًا. قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد! قال: ليس ذلك إلي! قال: فكيف تسألني عاجلًا بآجل لا تقدر عليه؟! قال: لأنه طيب. قال: لم تطيبه أنت ولا الطباخ، ولكن طيبته العافية.
نوادر الأدباء
ابراهيم زيدان
نوادر الأدباء
ابراهيم زيدان