فتنةة العصر
رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
- إنضم
- 7 أغسطس 2015
- المشاركات
- 1,313,796
- مستوى التفاعل
- 176,406
- النقاط
- 113
- الإقامة
- السعودية _ الأحساء ♥️
كنوز ميديا – فجر التاسع عشر من شهر رمضان، لسنة 40 هجرية، تستفيق الكائنات على نبأ ضربة ابن ملجم لرأس الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو قائم يؤدي نافلة الفجر في محرابه بكل هدوء وخشوع.
كان ابن ملجم المرادي، قد عزم على قتل أمير المؤمنين بسيف مسموم والغدر به بناءً على اتفاق مسبق مع “قطام” التي قتل علي عليه السلام أباها وأخاها في معركة النهروان، فاشترطت أن يكون “قتل علي” جزءاَ من مهرها ليظفر بها المرادي، وفقاً لروايات مأثورة.
وتشير روايات مأثورة، إلى أنه – عليه السلام – تنبأ بمقتله على يد من أحسن إليه وهو اللعين “عبد الرحمن بن ملجم”.
وعلى الرغم من أن الأخير كان كثيراً ما يحاول أن يظهر شيئاً من الود لأمير المؤمنين؛ إلا أنه -عليه السلام- كان يعلم أن نهايته سوف تكون على يد ابن ملجم الغادرة، وكان “ينادي في الملأ إن من أراد أن ينظر إلى قاتلي فلينظر لهذا ويشير إلى عبد الرحمن بن ملجم” كما ورد في الروايات.
وكان ابن ملجم قد خاطب علياً عليه السلام بالقول: “يا أمير المؤمنين أحلف لك ثلاثة أيمان إني أحبك وأنت تحلف لي إني لا أحبك….” كمحاولة منه إلى إظهار الود والتقرب إليه.
لكن رد أمير المؤمنين كان صادماً لابن ملجم، فكان يقول له: “ويلك إن الله خلق الأرواح قبل الأبدان فأسكنها الهواء فما تعارف منها هناك ائتلف في الدنيا وما تناكر منها اختلف في الدنيا وإن روحي لا تعرف روحك وقد عرض علينا المحب والمبغض فما رأيتك فيمن أحبنا”.
أشدد حيازيمك يا علي!
وينقل الشريف الرضي -أحد أهم فقهاء الشيعة- في كتابه “خصائص الأئمة” أن الإمام علي عليه السلام أخذ يعاود مضجعه فلا ينام، ثم يعاود النظر في السماء، ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت، وإنها الليلة التي وعدت، فلما طلع الفجر شد إزاره وهو يقول: “أشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا ولا تجزع من الموت وإن حل بواديكا”.
وروي أيضا أن الإمام أمير المؤمنين لما أراد الخروج من بيته في الصبيحة التي ضرب فيها خرج إلى صحن الدار استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردوهن، فقال دعوهن فإنهن صوايح تتبعها نوايح، ثم خرج فأصيب، وفقاً لكتاب روضة الواعظين للفتال النيسابوري.
الأرض والسماء تبكي دماً عبيطاً
ولما استشهد عليه السلام، لم يرفع من على وجه الأرض حجراً إلا وجد تحته دماً عبيط، بحسب بكتاب مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب.
وذكر ابن عباس “لقد قتل أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه بالكوفة فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما” بحسب المصدر نفسه.