Danny LuCas
Center Of Universe
- إنضم
- 28 يوليو 2012
- المشاركات
- 641
- مستوى التفاعل
- 27
- النقاط
- 28
- العمر
- 37
- الإقامة
- قَلْبــُــــ♥ــــهـأأأ !!
- الموقع الالكتروني
- www.instagram.com
في جلسآتِ النسآء كآنت تشكو أمي دآئما مني وتقول بأنها تعبت من تَربيتي
بينمآ مرت السنوآت على طُفولة أختي ومرآهقتها كالنسمة !
وكنتُ ألآحظ نظرآتهن وأسمع بعضَهن يتوعدن فتيآتهن إن علِمن بمُصآحبتي خشية أن أنقل لهن عآداتي السيئة وكأنها مرض مُعدٍ !
ولم يكُن يؤرقني ذلك أو يثير حُزني فانا أذكى من أن أرافق فتيآت عُقولهن فآرغة مُغلفة بزينة تُلهيك عن مآ بداخلهآ !
أمي امرأة طيبة ! و رغم أنني كنت السبب الرَئيسي لأغلب المشآكل والمصآئب التي كآنت تحدث لنا , إلا أنها لم تضرُبني يومآ لسبب غير أني كنتُ أخلع التَرف كـ معطف !
في طُفولتي مثلآ !
كنتُ أتبآدل أنا وصديقتي الألعآب فأعطيها لُعبتي
التي يبلغ سعر مَلآبسها أكثر من سعر ملآبس صديقتي !
كنتُ أنظر إلى لُعبتهآ الخشبية كـ مُتشرد جآئع ينظُر إلى قطعة خُبز في يدِ أحدهم !
لم أكن طمآعة لكن لعبتهآ البسيطة كآنت أجمل بالنِسبة لي وكنت أتمنى لو أملك مثلهآ !
ضربتني المرة الأولى والثآنية والعآشرة ! وفي كُل مرة كان يتكرر هذا المَوقف !
تظُن أمي بان صديقآتي يستغلون طيبتي ! فيأخذن مآ يحلو لهن دون عنآء !
وفي الحَقيقة أنا لستُ طيبة ! أو بالأحرى لا أعلم ما معنى كلمة طيبة التي تقصدها أمي !! هل كآنت تقصد بأنني سآذجة ؟؟ وإن كآن !! فأنا بالنسبة لي إنسآنة ليس لديهآ حب التَملك لذلك كنتُ أغدق على صديقآتي بالكثير !
الكثير الذي علمت أمي به و الكثير الذي لم تعلم عنه شيئآ !
في حقيبتي المَدرسية كنتُ اخفي قطع ملآبس وجدتُهآ في الشآرع
في الأوقآت التي أستغل بها انشغآل والدتي والخآدمات عني !
مَلآبس بالية مُمزقة لكنهآ جميلة !
عندمآ كنتُ أصل إلى مدرستي كنتُ أخلع ملآبسي التي تحملُ أسمآء ماركآت عالمية
لأرتدي بدلآ منها ملآبس الشآرع ! وكم كنتُ أشعر بحريتي حينَ ألبسهآ
وكانني عُصفور قد تم إطلاق سرآحه ! ليست الحُرية فقط والدفء أيضآ !
أغلب المُدرسآت والمُدرسين كآنوا يتعجبون من هيئة ملآبسي فيتهآمسون بينهم بأن انظُروا ابنة فُلآن ماذا تَرتدي !!
وصل الخَبر لأمي فأبرحتني ضربآ ولم أكن أعلم لمآذا كانت تكره أمي حيآة الفُقرآء ؟؟ رغم أنها أجمل !
أمي لآ تعرف ما هي حيآة الفَقر والذُل والآحتياج ومع ذلك هي تخآفها جدآ !!
وفي كل مرة كنت أسألها عن السبب كآنت توبخني وتقول لي أنتِ لا تُقدرين النعمة التي منحك إيآها الإله !
في أوقات لقآئنا انا وصديقآتي يحدُث أن يبدأن بسرد ذكريآتهن فأنزوي وحدي حين تعلو أصوات ضَحكآتهن , وعلى طريقة لعبهن و كيف يُحولنَ قطعة حديد صدئة إلى لُعبة مُسلية ! ومن إطآر سيآرة إلى أرجوحة تتطآير معها قلوبهن بسعآدة ! وأغار جدآ وأعود إلى المآضي فلآ شيء أتذكره يُضحكني ! لم ألعب في التُرآب ولم أعد يومآ إلى المنزل أبكي من خدش في قدمي ! لم أتذوق الحلوى المَكشوفة التي يبيعُهآ رجل ذو معطف أخضر مُهترئ !
وعندمآ ارتبطت كل منهن بعشيق كنّ يلجأنَ إلي
بحثآ عن ملآبس تليق بموآعيدهن الغَرآمية ! في الوقتِ الذي كنتُ أرفض فيه أي علاقة مع أي رجل ,
فـ كُل من طلب مواعدتي كآن يحمل بين عينيه مصيدة لإيقاعي !
ومحآولة فاشلة ليحصُل على شَرف الآنضمام لعآئلتنا الثرية !
هنآك فرق بين أن يسلب أحد ممتلكآتي وبين ان أعطيه إيآها على أتم الرضآ
لا أحد يستحق قلبي ! ولآ احد يجرؤ على امتلآكه !
سعآدة الحيآة تأتي من الشَقآء لأجلها , أن أقوم من لذة نومي ومن دفءِ سريري لأخرج لعملي ذو الرآتب الزَهيد , أن أشتري قطعة خُبز أسدُ بهآ جوعي
أن انتَظر في المَسآء الرجل الذي لآيملك في هذه الدُنيآ سوى حُبي و بعضا من الأحلام ! أن أجلس في غُرفة وآحدة تمتلئ بضجيج الأطفآل مع رَجل تحتَ غطآء وآحد نعيشُ دفءَ الحيآة !!
.
.
.