كيف نجسد كرم الإمام الحسن عليه السلام؟
هذه مناسبة ولادة الامام الحسن المجتبى سلام الله عليه تأتي متداخلة ومتلائمة مع شهر الله المعظم شهر الخير والرحمة والمغفرة شهر رمضان الكريم. ونحن في شهر رمضان المبارك الذي تتعدد فيه سبل الخير من خلال المشاريع الاجتماعية المتعددة، لا بد أن نُجسد كرم الإمام الحسن عليه السلام - وهو الملقب بكريم اهل البيت عليهم السلام - ، ونُبرز جانب القدوة والتأسي بسلوكه عليه السلام.
وذلك من خلال مشاريع و محاور متعددة ، و منها مشروع إفطار صائم الذي لا يختص بالفقراء فقط، وهذا ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وآله في خطبته: ‹‹ أيها الناس، من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه››، ولم يقل صلى الله عليه وآله: من فطّر فقيراً أو محتاجاً، وهذا يدل على أنّ تفطير الصائم من المستحبات المؤكدة، فلا بد أن نُفَعِّل هذا المشروع أينما كان و في كل مكان، لأنّ هذه المشاركة سوف تصنع تلاحماً وتقارباً بين أفراد المجتمع وتكاتفاً، يَشعر معه جميع أفراد المجتمع أنه وحدة متكاملة في البذل والعطاء.
وذلك من خلال مشاريع و محاور متعددة ، و منها مشروع إفطار صائم الذي لا يختص بالفقراء فقط، وهذا ما أكد عليه النبي صلى الله عليه وآله في خطبته: ‹‹ أيها الناس، من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه››، ولم يقل صلى الله عليه وآله: من فطّر فقيراً أو محتاجاً، وهذا يدل على أنّ تفطير الصائم من المستحبات المؤكدة، فلا بد أن نُفَعِّل هذا المشروع أينما كان و في كل مكان، لأنّ هذه المشاركة سوف تصنع تلاحماً وتقارباً بين أفراد المجتمع وتكاتفاً، يَشعر معه جميع أفراد المجتمع أنه وحدة متكاملة في البذل والعطاء.
ولو مررنا على مشاهد الكرم والسخاء في حياة الامام الحسن (ع) لشاهدنا التنوع والتكامل لهذه الفضيلة في سلوك الامام (ع) فتارة يبادر بالعطاء من دون سؤال، واخرى يضاعف الجزاء اضعافا لمن صنع مع الامام معروفا، ومنها انه يأبى ان يرى ذل السؤال في صاحب المسألة فلا يراق ماء وجه المحتاج في حضرة الامام ويكتفى بالطلب الخطي ودفع العطاء من غير مشافهة.
واعجب من ذلك الايثار والا محدودية في السخاء. فالذي يلفت الإمام انتباهنا إليه أسلوب المناصفة مع الله تبارك وتعالى في أمواله ثلاث مرات، فكان يُقَسم جميع ما يملك بالنصف، فيُقدم للفقراء والمعوزين والمحتاجين نصف ما يملكه، وقد تكرر منه عليه السلام هذا العمل ثلاث مرات، ليُعلم الإنسان الرسالي كيفية البذل والعطاء في سبيل الله وأنّ هذا البذل لا ينحصر في دائرة التكليف الشرعي، وإنما دائرته أوسع، وله مفهوم يمثل عمقاً في وجدان الإنسان المُعطي له صِلةً بذلك الإنسان المُعطى.
والسر في هذ الايثار فضلا عن انه من كمال الفضائل الانسانية التي تتحلى بها نفس الامام الشريفة التي هي امتداد لنفس جده رسول الله (ص) اولا، وانه باب من ابواب القرب الالهي وتحقيق العبودية الائقة له تعالى ثانيا ، ووعي الامام لحقيقة بث ونشر الفضائل في المجتمع ليكون مثالا واقعيا يقتدى به ثالثا، هناك امر رابع يجب الالتفات اليه ويوضحه التفصيل الاتي.
إنّ أهمية هذا الأسلوب الذي اتخذه الإمام تتضح بجلاء إذا تأملنا في أواخر العصر الذي عاشه الإمام حيث برزت ظاهرة تُسمى بالتكاثر الاترافي، إذ أنّ هناك أفراداً من الصحابة وأبنائهم استفادوا من الفتوحات الإسلامية استفادة كبيرة من الناحية الاقتصادية والمالية فجمعوا ثروات هائلة، بينما كان بجانبهم الكثير من الفقراء والمعوزين، بل، ومن المُعدمين، فأراد الإمام أن يُعلِّم هؤلاء درساً في البذل والعطاء من أجل القضاء على التفاوت الطبقي الصارخ الذي كان يعيشه المجتمع آنذاك، بحيث أخذ ينتشر ويشكل أوائل نشوؤه كظاهرة خطيرة تجتاح المجتمع الإسلامي، فأراد الإمام الحسن عليه السلام أن يعالج هذا التفاوت والتكاثر الطبقي في بداية تشكله أو في بداية مراحله الأولى، وذلك، من خلال خطواته العملية في البذل، بأن ناصف الله تعالى أمواله ثلاث مرات، وخرج من أمواله كلياً، فقدّم جميع ما يملك في سبيل الله وبدأ حياته جديدة. ولذا، جاء لقب الإمام كريم أهل البيت عليهم السلام.
الذي نستفيد منه من كل ما تقدم هو : اننا نقدم على الاتيان بالعمال الصالحة راجين بها :
1- القرب منه تعالى
2- الثواب الاخروي
3- ربما إصلاح في المجتمع وإشاعة الفضائل في الناس
4- ويفوتنا ان يكون لعملنا الصالح حاجة وملائمة له في الخارج ليقع العمل منا على وجهه الاكمل، ولا يكون عملا لا ضرورة له على الصعيد الفردي او الاجتماعي .
بعبارة ابسط ان نفتش عند الاقدام على عمل صالح، عن امر وراء النقاط الثلاث المذكورة اعلاه ، امر يتممه عملنا الصالح سواء في انفسنا او انفس غيرنا. فمثل في عنوان اجتماعي؛ توجيه انفاق المال في رعاية ايتام صغار في مجتمع ابتلي بكثرة الايتام بدلا من انفاقه على زخرفة بعض المساجد وإظهار لجمالها في نفس المجتمع. ومثل في عنوان فردي؛ المواظبة على الصوم المستحب وصلاة الليل متكتما عليهما وصدقة السر لمن يجد في نفسه شائبة الرياء في العمل لما في ذلك اصلاح لباطنه، ويخالفه في الاثر عند نفس هذا الشخص، الاتيان بالنوافل اليومية علانية وامام اعين الناس وكذا صدقة العلن وحمل المسبحة والانشغال بذكر الله عند مجالسة الناس.
بهذا نكون قد تأسينا برسولنا الاكرم (ص) وبذريته الاطهار عليهم السلام في منهجية العمل.
بهذا نكون قد تأسينا برسولنا الاكرم (ص) وبذريته الاطهار عليهم السلام في منهجية العمل.
